ألمانيا ـ تراجع عدد المُرحلين.. ومطالب أممية بتسهيل لم الشمل
٣ مارس ٢٠٢١
انخفضت عمليات الترحيل من ألمانيا في عام 2020 بأكثر من النصف مقارنة بعام 2019، بحسب بيانات من وزارة الداخلية، والمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين تحث ألمانيا على زيادة فرص لم شمل الأسر.
إعلان
رحّلت ألمانيا في عام 2020 أقل من نصف عدد الأشخاص الذين رحلتهم في 2019، بحسب بيانات من وزارة الداخلية اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأظهرت البيانات التي قدمت للمشرعين من حزب اليسار أنه تم تسجيل عشرة آلاف و800 عملية ترحيل العام الماضي. وفي عام 2019، تم ترحيل 22 ألفا و97 شخصا.
وكانت جورجيا وألبانيا صاحبتي النصيب الأكبر في ترحيل الأشخاص إليهما العام الماضي، بمعدل 928 و 926 شخصا على الترتيب، تليهما صربيا ثم فرنسا. وبموجب اتفاقية دبلن ، يُعاد المهاجرون عموما إلى أي دولة في الاتحاد الأوروبي سافروا عبرها. وتم ترحيل ما يقرب من تسعة آلاف شخص جوا، وحوالي 1780 شخصا برا وحوالي 50 شخصا بحرا. وكان ما يقرب من 23% من النساء وما يقرب من 18% من القُصّر.
المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين تحث ألمانيا على زيادة فرص لم شمل الأسر
على صعيد متصل، حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأطراف المشاركة في الحملة الانتخابية للبرلمان الألماني (بوندستاغ) على الدفاع عن حماية اللاجئين. وطالبت المفوضية في بيان نُشر اليوم الأربعاء (الثالث من آذار/مارس 2021) بالسماح بقدوم الأسرة النواة للاجئين المعترف بهم على الأقل.
وقالت ممثلة المفوضية في ألمانيا، كاتارينا لومب: "عندما تضطر عائلات اللاجئين الانفصال لسنوات عن بعضهم البعض والشعور بالخوف في كثير من الأحيان على أحبائهم، لن ينجح الاندماج بشكل جيد... إجراءات لم الشمل الطويلة والمعقدة ليست مفيدة لأحد".
وفي الوقت نفسه، أشادت لومب بألمانيا باعتبارها "رائدة في الحماية العالمية للاجئين"، مشيرة إلى أنه بصفتها دولة مضيفة وأحد أهم الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية، تتمتع ألمانيا بمصداقية دولية كبيرة. وأشادت المفوضية على وجه الخصوص باستقبال ألمانيا للعديد من الأشخاص من بلدان الأزمات مثل سوريا وأفغانستان والعراق منذ عام 2015 وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية، كتبت المفوضية في بيانها: "الأمر متروك للأحزاب السياسية والمرشحين لصياغة سياسة أفضل للاجئين في ألمانيا وأوروبا وخارجها".
لاجئ يرشح نفسه للانتخابات البرلمانية
01:40
وتُلزم اتفاقية جنيف للاجئين ، التي تم التوقيع عليها قبل 70 عاما، الدول الموقعة مثل ألمانيا بحماية اللاجئين. وجاء في البيان :"في السنوات الأخيرة، غالبا ما هيمنت إدارة حركات الهجرة على سياسة اللاجئين في النقاش العام وتمت مناقشتها وفهمها في المقام الأول من منظور مكافحة إساءة المعاملة ومنع التهديدات". وأكد البيان ضرورة التأكيد على النجاحات التي تحققت في حماية اللاجئين بقوة أكبر في النقاش الدائر في ألمانيا، مثل مساهمات المتطوعين والمساعدين.
وأضاف البيان: "تقع على عاتق الاحزاب هنا مسؤولية خاصة في حملاتها الانتخابية". كما دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إحراز تقدم في إصلاح نظام اللجوء الأوروبي الذي تعثر منذ سنوات.
ز.أ.ب/ع.ج.م (د ب أ)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش