صور تعذيب "أبو غريب" تثير النقاش .. نعرضها أم ننساها؟
عباس الخشالي
٤ أغسطس ٢٠٢٢
15 فنانا اعترضوا على عمل فني لفنان فرنسي عرض في معرض "بيناله" الألماني تظهر فيه صور تعذيب عراقيين في سجن أبو غريب على يد أفراد في الجيش الأمريكي، بينما يرى آخرون في إعادة عرض هذه الصور تذكيرا كي لا تُنسى حقوق الضحايا.
إعلان
أثار عرض عمل فني يظهر صورا لمشاهد التعذيب في أبو غريب في معرض "البيناله" في برلين ردود فعل من قبل فنانين عراقيين ومسؤولين في المعرض نفسه، حتى أن أمين عام المعرض استقال من منصبه.
فمنذ منتصف حزيران/ يونيو يعرض عمل فني للفنان والناشط السياسي الفرنسي جان جاك ليبل البالغ من العمر 86 عاما، في ريكنهالن في محطة قطارات هامبورغ، أحد مواقع بينالي 12. العمل الفني هو لوحة فنية طويلة طبع عليها صور تظهر عملية التعذيب التي تعرض لها معتقلون في سجن أبو غريب من قبل أفراد في الجيش الأمريكي، والتي عرفت بفضيحة "سجن أبو غريب" التي تكشفت في عام 2004.
والعمل كان تحت عنوان "السم القابل للذوبان، مشاهد من الاحتلال الأمريكي لبغداد".
ونقل موقع صحيفة "برلينه تسايتونغ" أن عرض هذه الصورة لم يثر في البداية ردود فعل قوية، ربما بسبب مشاهدة هذه الصور منذ أعوام على كثير من المواقع، وربما أن الصور القادمة من سوريا وأوكرانيا قد دفعت بمثل هذه الصور إلى النسيان.
لكن النقاش ظهر إلى السطح بعد اعتراض فنانين مشاركين في البينالة، من بينهم أحد أعضاء فريق بيناله وهو قادر عطية، فنان فرنسي من أصل جزائري. إضافة إلى الفنانة العراقية الأصل ريجين ساحاقيان التي اعترضت في رسالة مفتوحة موقعة من 15 فنانا على ما أعتبر إساءة إلى كرامة الإنسان، معتبرين عمل ليبل بمثابة "إعادة إنتاج قاسية لجرائم المحتل".
وتساءل الفنانون في رسالتهم المفتوحة: "من أعطى الحق في مثل هذا الشكل من العروض"؟ وأجابوا في الوقت نفسه: " بكل تأكيد ليس الضحايا العراقيون؟ أو الفنانون العراقيون؟ ولا الجمهور العراقي؟، الذين سيتعرضون بكل تأكيد لصدمة أخرى بمشاهدة إعادة تقديم واحدة من أسوأ جرائم الجيش الأمريكي".
DW عربية سألت فنانا عراقيا، عن رأيه في عرض هذه المشاهد، وهو المصور العراقي الألماني إحسان الجيزاني، الذي كان له رأي مختلف، إذ قال "إن من الضروري نشر هذه الصور كي لا تضيع في غياهب النسيان، فالفنان حاول أن يذكرنا بما جرى في أبو غريب وحسنا ما فعل".
وأضاف أن من وظيفة الفن ملاحقة الجناة، الذين "يمشون بحرية، بينما يعاني الضحايا من الألم، وهم بحاجة إلى تحقيق العدالة". وختم بالقول "إخفاء هذه الصور، التي نشرت فعلا على المواقع ووسائل الإعلام، يعني مساعدة الجاني لا الضحية".
إدارة البيناله ردت على اعتراض فنانين مشاركين فيه أن المعرض ليس للمتعة الفنية، بل يمكن أن يناقش قضايا سياسية صعبة، فالصور التي نشرت لحرب فيتنام أصبحت وسيلة مناهضة لحرب وإيقافها، حسب إدارة المعرض.
يذكر أن هذه الصور نشرت أول مرة عام 2004 تظهر تعذيب أفراد من الجيش الأمريكي لمعتقلين عراقيين في سجن أبو غريب. وجرى التحقيق فيها وتم عقوبة بعض من المشاركين في التعذيب وسجن بعض آخر.
عباس الخشالي
"مصورات الحرب" .. نساء على خط النار
عكس الصورة النمطية عن المرأة، هناك نساء اقتحمن أكثر المجالات خطورة وقسوة وخاطرن بحياتهن من أجل توثيق الصراعات المسلحة. "مصورات الحروب" معرض يقام حاليا في دوسلدورف الألمانية يسلط الضوء على أبرز هؤلاء المصورات.
صورة من: picture-alliance/AP Images/Anja Niedringhaus
جيردا تارو
مصورة يهودية توجهت، بعد هروبها من ألمانيا عام 1933، إلى إسبانيا لتصوير الحرب الأهلية فيها. وثقت تارو المقاومة ضد الجنرال فرانشيسكو فرانكو - الذي وصل للحكم في إسبانيا عقب الحرب الأهلية. أثارت صور تارو الإعجاب والتعاطف عبر أوروبا، وهذه الصورة نموذج من أعمالها حيث تظهر عضوة في الميليشيا الجمهورية ضد الجنرال فرانكو أثناء تدريبها على إطلاق النار بالقرب من مدينة برشلونة.
صورة من: International Center of Photography
جيردا تارو
أعطت تارو الأولوية أثناء توثيقها الحرب الأهلية الإسبانية للمدنيين، وخاصة النساء والأطفال، كما هو واضح في هذة الصورة لمجموعة من اللاجئين في جنوب إسبانيا. واستطاعت تارو تحقيق نجاح كبير خلال فترة قصيرة، وتعد أول مصورة صحفية تفقد حياتها أثناء التقاطها للصور على خط النار.
صورة من: International Center of Photography
لي ميلر
واحدة من أربع مصورات تم السماح لهن بمرافقة الجيش الأمريكي في أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية. التقطت ميلر صوراً رائعة لمجلة "فوغ" توثق تحرير معسكري الإبادة النازيين "داخاو" و"بوخنفالد". أما قبل الحرب، فقد كانت ميلر من أتباع السريالية في اعمالها، حتى أن المصور مان راي - الذي يعد من رواد التصوير السريالي في العالم - كان واحداً من أصدقائها المقربين.
صورة من: Lee Miller Archives
فرانسواز ديمولديه
التقطت فرنسواز هذه الصورة عام 1976 في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي سافرت إليها لتغطية الحرب الأهلية هناك. الصورة، التي توثق مذبحة ضد الفلسطينيين، فازت بجائزة "صورة الصحافة العالمية". المفارقة كانت أن الصورة التي جعلت فرنسواز أول أمرأة في العالم تفوز بتلك الجائزة رُفض نشرها من قبل. لكن الحرب اللبنانية ليست الأولى لفرنسواز، حيث غطت قبلها الحرب الأمريكية في فيتنام أثناء ذروتها.
صورة من: Succession Françoise Demulder/Roger-Viollet
كريستين سبنجلر
نشأة سبنجلر في العاصمة الإسبانية مدريد جعلتها تتأثر بأعمال الفنانين الإسبان، ومن ضمنهم فرنشيسكو غويا، الذي استطاع التعبير عبر رسوماته عن اللحظات الحالكة في حياة الإنسان. وبعد تصويرها وتوثيقها للصراعات في إيرلندا وفيتنام وكمبوديا وايران وفلسطين، أدركت سبلنجر أنه لحسن الحظ لا يعتاد البشر أبداً على الخوف والظلم.
صورة من: Christine Spengler/Sygma/Corbis
كاثرين ليروي
أثناء تصوير الصراعات المسلحة، قد تميل الكفة أحياناً لجانب على حساب الآخر: إما الجنود أو المدنيين. حاولت المصورة كاثرين ليروي، خلال توثيقها للحرب الأمريكية في فيتنام، تصوير جانبي الصراع. صوبت كاثرين عدسة الكاميرا نحو جندي أمريكي أثناء عثوره على جثمان زميل له، ومن ثم زارت نفس الجندي في منزله بعدها بأعوام من أجل توثيق ما خلفته الحرب من آثار.
صورة من: Dotation Catherine Leroy
كارولين كول
اعتادت كارولين، المصورة في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، على توثيق الكوارث الطبيعية والصراعات بمنطقة أمريكا الوسطى. ثم وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتكون بمثابة نقلة في حياة كارولين، حيث قررت بعدها السفر إلى أفغانستان ثم إلى العراق لتغطية الحرب الأمريكية في الدولتين. إلا أن كارولين قررت في النهاية العودة مرة أخرى لتغطية الكوارث الطبيعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
سوزان ميسلاس
أغلبية الصور التي تم التقاطها للحروب والصراعات العسكرية خلال القرن العشرين كانت باللونين الأبيض والأسود. وتعد سوزان بين أولى المصورات اللاتي استخدمن الألوان في صورهن لتثير الكثير من الجدل. فصور سوزان ميسلاس لمناطق النزاع في أمريكا الوسطى نجحت في توسيع مفهوم الحرب لدى الرأي العام، حيث أظهرت كيف تكون معاناة المدنيين في أوقات الحروب. تفتيش المسافرين في نيكاراجوا بهذة الصورة مثال حي على تلك المعاناة.
صورة من: Susan Meiselas/Magnum Photos
أنيا نيدرينجهاوس
أنيا معروفة بعودتها الدائمة لمناطق الصراعات المسلحة لتوثيقها من خلال صورها. بدأت أنيا حياتها المهنية بتصوير الحرب في البوسنة، كما قامت بتصوير الحرب الأمريكية في أفغانستان، حيث التقطت هذه الصورة. وأثناء عملها في أفغانستان لحساب وكالة "أسوشيتدبرس"، لقت أنيا نيدرينجهاوس مصرعها. ويضم معرض "مصورات الحرب" 80 عملاً للمصورة الراحلة.
صورة من: picture-alliance/AP Images/Anja Niedringhaus