ألمانيا ـ جدل سياسي يتجدد حول إلغاء قانون ازدواجية الجنسية
٣ نوفمبر ٢٠٢٥
دعا ساسة من الاتحاد المسيحي إلى إلغاء ازدواجية الجنسية في ألمانيا وطالبوا بتسريع إجراءات سحب الجنسية في حالات معينة. ويدعم حزب البديل هذا الأمر، فيما يعارضه الاشتراكيون. فهل يمرر أي مشروع قانون بهذا الشأن عبر البرلمان؟
دعوات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى إلغاء ازدواجية الجنسيةصورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO
إعلان
طالب سياسيون من الاتحاد المسيحي بإعادة النظر في السماح بازدواج الجنسية في ألمانيا. النائب البرلماني عن الحزب المسيحي الاجتماعي شتيفان ماير قال إن "البلاد بحاجة إلى إصلاح جذري لقانون الجنسية". وأضاف "أن من يحمل جوازين ويثبت تورطه في الإرهاب أو التطرف أو معاداة الدستور أو معاداة السامية أو الكراهية تجاه الألمان يجب أن تسحب منه الجنسية فورا".
أيضا النائبة كورنيل بابندريرده، من الحزب المسيحي الديمقراطي ، شددت على أن ازدواج الجنسية يجب أن يكون استثناء وليس قاعدة" وأشارت إلى أن 80% من المجنسين في عام 2023 احتفظوا بجوازهم القديم، وتساءلت: " هل شعورهم بالانتماء لألمانيا كاف؟
معارضة الحزب الاشتراكي الديمقراطي
قانون ازدواج الجنسية ، الذي أصدرته الحكومة الائتلافية الألمانية السابقة بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العام الماضي، وكان نقطة خلاف كبيرة أثناء مفاوضات الاشتراكيين مع الاتحاد المسيحي لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وفي النهاية تضمن اتفاق الائتلاف الحكومي الإبقاء على قانون الجنسية المزدوجة.
وقد أعرب سيباستيان فيدلر، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن معارضته لإلغاء قانون الجنسية المزدوجة، واعتبر القانون نموذجا ناجحا لدول الهجرة مثل ألمانيا وكندا.
تعالي الأصوات المطالبة بإلغاء ازدواجية الجنسية جاء بعد جدل واسع في برلين إثر سحب الجنسية من مقيم فلسطيني امتدح عقب حصوله على الجنسية الألمانية بيوم واحد حركة حماس ، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. إذا تبين أنه أدلى بتصريحات كاذبة أثناء إجراءات تجنيسه بشأن موقفه من معاداة السامية .
ووفقا للتقديرات فإن حوالي 80% من المجنسين البالغ عددهم نحو 200 ألف شخص في عام 2023 احتفظوا بجوازات بلدانهم الأصلية إلى الجانب الجواز الألماني.
إعلان
دعم حزب البديل
ويحتاج تعديل قانون ازدواجية الجنسية إلى أغلبية برلمانية، وقد دعا حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي إلى السماح بالجنسية المزدوجة فقط في حالات فردية مبررة.
وصرح غوتفريد كوريو، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب لشؤون السياسة الداخلية، أن الاتحاد المسيحي الحاكم يمكنه ضمان أغلبية في البرلمان لمقترح تعديل القانون من خلال أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا.
احتمالات تعديل قانون ازدواجية الجنسية
في ظل سعي المحافظين بقيادة المستشار ميرتس إلى تشديد قوانين الهجرة واللجوء، وبعد نجاحهم في الاتفاق مع شريكهم الائتلافي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على إلغاء التجنيس السريع ، الذي كانت الحكومة الائتلافية السابقة برئاسة المستشار أولاف شولتس قد أقرته للأجانب المندمجين بشكل جيد في المجتمع الألماني، فإنه من المرجح أن يسعى الاتحاد المسيحي لإقناع الاشتراكيين بالموافقة على تعديل قانون ازدواجية الجنسية، بدلا من الاعتماد على أصوات حزب البديل في البرلمان، لأن ذلك قد يتسبب في انهيار الائتلاف الحاكم.
قد تحمل الأيام المقبلة الإجابة حول ما إذا كان الحزب الاشتراكي سيتمسك بقانون ازدواجية الجنسية أم ستكون هناك إمكانية لتوصل أطراف الائتلاف الحكومي إلى اتفاق يمكن من خلاله تعديل هذا القانون.
تحرير: عبده جميل المخلافي
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.