ألمانيا ـ حزب الخضر يسمي "بيربوك" للترشح لمنصب المستشارية
١٩ أبريل ٢٠٢١
في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخه، سمى حزب الخضر الألماني رئيسته المشاركة أنالينا بيربوك كمرشحه للمنافسة على منصب المستشارية في الانتخابات التشريعية المقبلة، خلفا للمستشارة الحالية أنغيلا ميركل.
إعلان
للمرة الأولى في تاريخه سمي حزب الخضر الألماني مرشحة له للمنافسة على منصب المستشارية اليوم (الاثنين 29 أبريل/ نيسان 2021). وهي زعيمته أنالينا بيربوك، التي تقود الحزب إلى جانب روبرت هابيك منذ عام 2018.
وقال هابيك، الذي كان ينافس بيربوك على الحصول على تأييد حزبه للترشح روبرت هابيك "كلانا يريد المنصب لكن في النهاية، لا يمكن إلا لأحدنا الحصول عليه. لذا جاءت اللحظة اليوم للإعلان بأن مرشحة الخضر للمستشارية ستكون أنالينا بيربوك".
ورشحت الهيئة الرئاسية للحزب بيربوك للمنافسة على هذا المنصب الرفيع، لكن لا يزال يتعين تأكيد القرار خلال المؤتمر العام للحزب المقرر عقده خلال الفترة من 11 إلى 13 حزيران/يونيو المقبل، بيد أن الموافقة تعتبر في حكم المؤكدة.
وقبل خمسة أشهر من ذهاب الألمان إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية، يحتل الحزب الآن المركز الثاني في لاستطلاعات الرأي خلف التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، وأمام الشريك الحالي في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ووفقا لاستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن نحو 20% من الناخبين سيصوتون لصالح الخضر في الانتخابات المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وقد يحصل الحزب بذلك على عشرات المقاعد في البرلمان الألماني. وإذا نجح في ذلك، فستكون لديه مطالبة قوية بمكان في أي حكومة ائتلافية.
حزب الخضر: القوة السياسية الأولى في ألمانيا؟
56:05
وتشغل بيربوك مقعدا في البرلمان (بوندستاغ) عن حزب الخضر منذ عام 2013، ومنذ عام 2018 شكلت مع هابيك قوة متناغمة في قيادة الحزب. وفازت السياسية البالغة من العمر 40 عاما، والتي ولدت في ولاية سكسونيا السفلى وتعيش مع أسرتها في بوتسدام خارج العاصمة، بالميدالية البرونزية ثلاث مرات في بطولة الترامبولين الألمانية.
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)