ألمانيا ـ اجتماع حاسم لبحث استراتيجية مواجهة كورونا
٣٠ نوفمبر ٢٠٢١
مع عودة تصاعد الإصابات بكورنا في البلاد يُعقد في ألمانيا اليوم اجتماع حاسم لبحث سبل مواجهة الجائحة، وسط دعوات لتشديد القيود. وسبق الاجتماع قرار للمحكمة الدستورية بقانونية الإجراءات الحكومية "في ظل الخطر الشديد للوباء".
إعلان
تجري المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل وخليفها المحتمل أولاف شولتس اليوم الثلاثاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) مباحثات مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية الـ 16، وذلك لبحث الخطوات التالية في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد.
ويتضمن جدول أعمال اللقاء، الذي يجري عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مناقشة اعتزام شولتس تشكيل لجنة لإدارة أزمة كورونا برئاسة جنرال في الجيش الألماني، بالإضافة إلى الوضع الراهن لوباء كورونا في ظل احتمال تعرض المستشفيات لأعباء زائدة تفوق طاقتها وانتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون".
وسبق المباحثات حكم من المحكمة العليا من شأنه أن يؤطر القيود التي سيتم تطبيقها لمعالجة أسوأ تفشي للجائحة في البلاد. فقد قضت المحكمة العليا بأن الحكومة الاتحادية كانت قد تصرفت بصورة قانونية عندما فرضت حظر التجول وقيودا على التواصل أثناء الموجة الثالثة لتفشي وباء كورونا، في ربيع عام 2021.
وذكرت المحكمة الدستورية الاتحادية في كارلسروه أن الإجراءات تداخلت بصورة كبيرة مع حقوق أساسية مختلفة، ولكنها كانت متماشية مع القانون الأساسي للبلاد "في ظل الخطر الشديد للوباء".
كما أجازت المحكمة ما قررته الحكومة الاتحادية من العمل بنظام الحصص الدراسية بالتناوب وإغلاق المدارس في إطار ما يعرف بتدابير "مكابح الطوارئ التي تم العمل بها خلال الموجة الثالثة لجائحة كورونا في ربيع العام الحالي.
ورفضت المحكمة دعاوى قضائية مرفوعة ضد هذه الإجراءات من تلاميذ وأولياء أمور لكنها اعترفت في الوقت نفسه ولأول مرة بـ "حق الأطفال والشباب حيال الدولة في التعليم المدرسي".
وترتفع الأصوات من مختلف الأطياف السياسية إلى تطبيق تدابير أكثر صرامة لمكافحة الفيروس بعد أن وصل معدل الإصابة خلال سبعة أيام إلى مستوى قايسي جديد. في هذا السياق صرح المتحدث المعني بشؤون الصحة بحزب الخضر، يانوش دامن، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأن هناك حاجة إلى "إغلاق جزئي موحد في العديد من مناطق البلاد لكسر الموجة الرابعة" من الوباء.
وقال إن هذا لا يعني إغلاقا عاما، بل عمليات إغلاق مستهدفة في المناطق التي تشهد خروج الوضع عن السيطرة. وأضاف: "يجب أن تظل المدارس ومراكز الرعاية النهارية مفتوحة، مع ارتداء الكمامات وإجراء الفحوص اليومية، إذا ما كان ذلك ممكناً". فيما يعتقد زعيم حزب الخضر، روبرت هابيك، أنه يجب على الولايات الألمانية ذات الإصابات المرتفعة بكورونا تبكير العطلات المدرسية.
من جانبه دعا رئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، مجدداً إلى تحرك حاسم يشارك فيه الجميع. وقال زودر لإذاعة بايريشر روندفانك: "الآن يجب على الحكومة الاتحادية أن تقوم بواجبها"، مشيراً إلى أن هذا يجب أن يشمل إتاحة الفرصة للصيدليات لتقديم التطعيم وضمان توفر لقاحات كافية.
وفي سياق متصل تظاهر حوالي 1400 شخص في شمال شرق ألمانيا ضد فرض المزيد من التدابير لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية اليوم إنه رغم القيود الصارمة، خرجت مسيرات في مدينتي روستوك وغرايفسفالد مساء أمس الاثنين، فضلا عن مسيرة احتجاج في نيوبراندنبورغ.
وكانت مظاهرة روستوك هي الأكبر - حيث شارك فيها نحو 900 شخص - قرب ميناء المدينة. وبحسب مكتب الصحة بالولاية، بلغ معدل الإصابة بالفيروس يوم الاثنين 402 إصابة لكل 100 ألف شخص من السكان في غضون سبعة أيام.
وعلى مستوى البلاد أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا منذ بدء الجائحة إلى خمسة ملايين و836813 بعد تسجيل 45753 إصابة جديدة. وأشارت البيانات إلى ارتفاع إجمالي عدد الوفيات إلى 101344 بعد تسجيل 388 وفاة جديدة.
وكانت ألمانيا قد سجلت يوم أمس أعلى معدل إصابة أسبوعي بالفيروس بلغ 452.4 لكل 100 ألف شخص، وهو مقياس لمدى انتشار الفيروس.
ع.ج.م/ ع.غ (د ب أ، رويترز)
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance