ألمانيا ـ دعوات لتطعيم الجميع مجانياً ضد الأنفلونزا
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠
على منوال ساسة آخرين دعا خبير شؤون الصحة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا لمنح لقاحات أنفلونزا مجانية للجميع على مستوى الولايات الألمانية في ظل انتشار وباء كورونا في فصلي الخريف والشتاء.
إعلان
أكد خبير شؤون الصحة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا كارل لاوترباخ لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم (الأحد 27 سبتمبر/ أيلول 2020) أن توفير لقاح مجاني للجميع ضد الأنفلونزا في زمن كورزنا سيكون "إجراء مجدياً للغاية بتكاليف قليلة". يُشار إلى أن أطباء يوصون في هذا العام بتلقي لقاح ضد الإصابة بالأنفلونزا بسبب الوباء. ولكن كثيراً من شركات التأمين لا تتحمل تكاليف لقاح الأنفلونزا إلا بالنسبة للمرضى الذين يندرجون ضمن ما يزداد لديهم خطر الإصابة.
وأكد لاوترباخ أن خبراء الصحة في البرلمان "بوندستاغ" لا يتخوفون من إمكانية أن تصير اللقاحات المتاحة محدودة بسبب العدد الكبير من التطعيمات. واستطرد موضحاً: "حتى هذا العام سوف يكون اللقاح كافياً، يمكننا توفير هذا اللقاح لجميع المؤمن عليهم مجاناً".
ومن جانبها ذهبت المتحدثة باسم شؤون الصحة بحزب الخضر الألماني كوردولا شولتس-أشه في نفس الاتجاه وقالت: "يتعين علينا السير باستراتيجية خاصة إلى فصل الشتاء البارد من أجل الحيلولة دون الإصابات المتزايدة بالأنفلونزا وكوفيد 19 (كورونا)".
في سياق متصل، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني اليوم الأحد أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 1411 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" خلال يوم واحد. جدير بالذكر أنه وفقاً لتجارب سابقة، يقل غالباً تسجيل أعداد الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في أيام الأحد وكذلك الاثنين من كل أسبوع؛ لأنه ليس جميع مكاتب الصحة تنقل بياناتها للمعهد في العطلة الأسبوعية. يذكر أنه تم تسجيل 2507 حالة إصابة جديدة بالفيروس أمس السبت، ليبلغ عدد الإصابات أعلى نسبه منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وكانت ذروة أعداد الإصابة في ألمانيا في نهاية آذار/ مارس ومطلع نيسان/ أبريل الماضي، حيث تم تسجيل أكثر من ستة آلاف حالة إصابة يومياً.
وتراجعت الأعداد بشكل كبير في أيار/ مايو الماضي، ثم أخذت في الزيادة مجدداً منذ نهاية تموز/ يوليو الماضي. تجدر الإشارة إلى أن عدد الإصابات الجديدة التي يتم تحديدها يرتبط أيضاً بعدد الأشخاص الذين يخضعون للتحليل. وأوضح المعهد اليوم الأحد أن إجمالي عدد المرضى المصابين بالفيروس في ألمانيا وصل بذلك حتى الآن إلى 284140 شخصاً على الأقل، كما تم تسجيل خمس حالات وفاة منذ أمس السبت، لتصل الوفيات إلى 9457 حالة وفاة.
وبحسب تقديرات معهد "ربورت كوخ"، تعافى نحو 250800 شخص حتى صباح اليوم الأحد. وتقول تقديرات المعهد أيضاً إن عدد إعادة إنتاج الإصابة بالفيروس في ألمانيا بلغ أمس السبت 1.8، فيما كان يبلغ أول أمس الجمعة 0.91، ويعني ذلك أن كل مصاب يمكنه نقل العدوى إلى أكثر من شخص آخر في المتوسط.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".