أثارت تصريحات هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني الجديد، قال فيها إن "الإسلام ليس جزءا من ألمانيا" موجة من ردود الفعل المختلفة في ألمانيا. فهل تُعتبر تصريحاته محاولة لاستقطاب المؤيدين لليمين الشعبوي؟
إعلان
تصريحات زيهوفر تعيد الجدل.. هل الإسلام جزء من ألمانيا؟
02:06
بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الألماني الجديد هورست زيهوفر لصحيفة "بيلد" الألمانية، وقال من خلالها إن "الإسلام ليس جزءا من ألمانيا" قامت الدنيا ولم تقعد في ألمانيا، إذ توالت ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لتصريحاته. وقد كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول المعارضين لتلك التصريحات، إذ قال شتيفن زايبرت المتحدث باسمها في ندوة صحفية عقدت هذا الصباح: "إن الإسلام هو أيضا جزء من ألمانيا. صحيح أن المسيحية واليهودية طبعت تاريخ ألمانيا، لكن الملايين من المسلمين يعيشون في ألمانيا، فعلى أساس القيم والنظام القانوني أصبح الإسلام الآن جزءًا من ألمانيا أيضا."
كما اتهم ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب "اليسار" زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي زيهوفر بأنه يريد بتصريحاته تلك مهادنة أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، إذ قالت الرئيسة المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا ناتاشا كونن في تصريحات لمحطة "إن تي فاو" التليفزيونية الألمانية: "الدافع على الأرجح (لتصريحات زيهوفر) هو استقطاب ناخبات وناخبين أدلوا بأصواتهم لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا". وتابعت كونن بالقول: "التفوه بمثل هذه العبارة يحرض المواطنين ضد بعضهم البعض". وبدورها، استهجنت أيدان أوزووز وزيرة الهجرة السابقة تصريحات زيهوفر في تدوينة لها على تويتر اختتمتها بعبارة: "سيد زيهوفر، ألمانيا هي منذ وقت طويل وطن للكثير من المسلمين."
ومن جانبها، قالت بياتريكس فون شتورش نائبة رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي في تدوينة على تويتر: "إن زيهوفر يقرأ من برنامج حزب "البديل من أجل ألمانيا". وفي نفس السياق، قال رئيس الكتلة البرلمانية للبديل الألماني في برلمان ولاية سكسونيا-أنهالت، أندري بوغنبورغ، إن القول بأن "المسلمين المندمجين على نحو جيد والملتزمين بالقانون جزء من ألمانيا، لكن الإسلام ليس كذلك "هو رسالة جوهرية لحزبنا، مضيفا أن تبني زيهوفر الآن لهذا القول "يؤكد صحة موقفنا".
أما جيم أوزدمير الرئيس السابق لحزب الخضر فقد علق على تصريحات زيهوفر بسخرية في تدوينة له على تويتر: "زيهوفر يقول إن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، ولكن السياسية الإيزيدية من الحزب المسيحي الديموقراطي دوزين تيكال لا يسمح لها بأن تكون ضمن الحكومة الألمانية. كلاهما أمر خطأ."
غير أن وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر دافعت عن زيهوفر، داعية إلى التفريق بين انتماء المسلمين والإسلام لألمانيا، وقالت السياسية المنتمية لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي: "التطرف والأصوليون لا ينتمون إلينا في ألمانيا. جذورنا مسيحية-يهودية، لكن بالطبع ينتمي إلينا أفراد من العقيدة الإسلامية".
ولم تقتصر ردود الفعل على الساسة فقط، وإنما امتدت لتشمل بعض الفنانين الساخرين إذ قال الإعلامي الساخر يان بومرمان معلقا على تصريحات زيهوفر:"هورست زيهوفر لا ينتمي إلى كل ما هو خارج عن بفاريا"، أما برنامج "هويته شو"، وهو برنامج أسبوعي ساخر يذاع على القناة الثانية الألمانية، فقد علق المشرفون عليه في تدوينة على تويتر تقول: "بالنسبة لهورست زيهوفر الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، إنه أمر مضحك لأن الكثيرين في ألمانيا يظنون الشيء نفسه عن زيهوفر".
يذكر أن الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف استخدم عبارة "الإسلام جزء من ألمانيا" عام 2010 وأيدته في ذلك ميركل، إلا أن ساسة آخرين عارضوا هذه العبارة.
ر.ن/ع.ش
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين