ألمانيا ـ عوائق أمام ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم
٨ يونيو ٢٠١٧
في مخيم للاجئين في بافاريا قتل طالب لجوء أفغاني طفلا في الخامسة من عمره. طالب اللجوء هذا كان مسجونا ورغم ذلك لم يتم ترحيله من ألمانيا، رغم المطالبات بترحيل اللاجئين المدانين، فما هي اسباب عدم ترحيل من رفضت طلبات لجوئهم؟
إعلان
في بلدة أرنشفنغ البافارية، طعن طالب لجوء أفغاني طفلا، في الخامسة من عمره، بالسكين حتى الموت في مخيم للاجئين. والدة الطفل هي الأخرى تعرضت إلى إصابات بليغة. وشهد أخ الضحية( 6 أعوام) هذه المأساة، فيما لقي الفاعل مصرعه برصاص الشرطة. حتى الأن، لازالت دوافع الحادث وتفاصيله غير واضحة. لكن تقارير أشارت إلى أن القاتل مدان من قبل ويحمل سوارا إلكترونيا.
من مجرم إلى طالب لجوء!
في عام 2005، قدم طالب اللجوء المدان إلى ألمانيا بتأشيرة قانونية. وكان يعيش مع أسرته في شقة بمدينة ميونخ جنوب ألمانيا. في عام 2009 حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وعشرة أشهر. والسبب هو: إضرامه النار بشكل متعمد في الشقة التي كان يقطنها.
وقررت السلطات في ميونيخ ترحيل الشاب الأفغاني في 13 من يوليو/تموز 2011 ، لكنه تمكن من أن يحمي نفسه من الترحيل. فأثناء وجوده في السجن، تقدم بطلب لجوء لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
لهذا لم يتم ترحيله من ألمانيا
رفض المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين طلب لجوء المدان الأفغاني، إلا أن المحكمة الإدارية العليا في ميونخ منعت ترحيل طالب اللجوء إلى بلده. ولم "يتم ترحيل المجرم المدان إلى أفغانستان"، حسب بيرند ميزوفيش من منظمة "برو أزول".
ووفقا لوزارة الداخلية البافارية، فإن المحكمة الإدارية العليا في ميونيخ، أوقفت قرار الترحيل. وتم تبرير ذلك بأن طالب اللجوء الأفغاني، اعتنق المسيحية ما سيجعل حياته في خطر في حال عودته إلى أفغانستان. ليحصل الشاب الأفغاني على وثيقة تسمح له بالإقامة المؤقتة .
ماذا تعني وثيقة السماح بالإقامة المؤقتة؟
بحسب القانون الألماني، فإن ما يعرف بوثيقة"دولدونغ"، تعلّق ترحيل اللاجئ، حتى لو صدرقرار بضرورة مغادرته ألمانيا. نظرياُ كل أجنبي مهدد بالترحيل من ألمانيا، إذا ما اقترف أعمالا إجرامية. وعلى الصعيد العملي، توجد عوائق كثيرة تمنع ترحيل طالبي اللجوء المدانين. من بينها عدم استقبال بلادهم لهم وهناك بعض الحالات التي يكون فيها نقص في الأوراق الثبوتية. وفي هذه الحالة تسعى السطات الألمانية للحصول على وثائق بديلة، الأمر الذي ربما يستغرق وقتا طويلا.
وما يعيق عمليات الترحيل أيضا، الحروب وحالات المرض الشديد التي لا يمكن علاجها في بلد طالب اللجوء، فضلا عن بعض الحالات التي يكون فيها الترحيل خطرا على طالب اللجوء بسبب معتقده الديني، تماما كحال الشاب الأفغاني.
رغم ان اللاجئ المدان لم يتم ترحيله، لكنه بقي يعيش في نزل اللاجئين. فما هو السبب؟ هذا التساؤل طرحه ميزوفيتش من منظمة "برو أزول" مضيفا بالقول" لماذا يسكن شخص بشكل عادي في مأوى للاجئين، بعد أن قضى عقوبة طويلة في السجن ولازال يُعتبر لدى السلطات شخصا خطيراً؟". أمور كثيرة لازالت مبهمة في قضية اللاجئ الأفغاني، لكن المؤكد أن الشاب الأفغاني خرج من السجن في عام يناير/كانون الثاني 2015. ومُنع من التواصل مع بعض الأشخاص من بينهم زوجته السابقة، ولم يكن من المسموح له مغادرة منطقة التي يعيش فيها، بل وفُرض عليه ارتداء سوار الكتروني.
ترحيل اللاجئين المدانين؟
ويرى ميزوفيتش أن حالات اللجوء يحب أن تدرس بشكل فردي، مؤكدا أن" هناك حالات يكون فيها منع الترحيل واضحا ". إذ من غير الممكن ترحيل شخص، مهدد بالتعذيب أو الإعدام في بلده ويضيف ميزوفيتش بالقول" تمنعنا اتفاقيات حقوق الإنسان الأوروبية من أن نرحل شخصا إلى بلدان تمارس التعذيب وتطبق عقوبة الإعدام" علما أنه من الممكن ترحيل اللاجئين المدانين، في حال تقديم البلد المستقبل لهم ضمانات بعدم إعدامهم، والاكتفاء بسجنهم واتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة.
بابست صابرينا/ رضوان المهدوي
مشاكل اندماج السوريين في تركيا ما تزال قائمة
تُعد الإشكالية اللغوية وعدم الحصول على أجور لائقة من بين المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. ولم يتغير هذا الوضع، رغم مكوث العديد منهم هناك لأعوام كثيرة.
صورة من: DW/D. Cupolo
صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.
صورة من: DW/D. Cupolo
على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"
صورة من: DW/D. Cupolo
هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير
صورة من: DW/D. Cupolo
نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.
صورة من: DW/D. Cupolo
كهرمان مراش، 24 عاما، يقيم في المخيم في زيارة لجديه في يوم عطلة، وهو يعمل 12 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في محل لبيع الكباب في مدينة قريبة مقابل 1000 ليرة تركية أي ما يوازي 256 يورو، ويقول إنه يود أن يتعلم التركية والذهاب إلى المدرسة إلا أنه ليس له وقت للقيام بذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
الأغلبية الساحقة من سكان المخيم يفكرون في العودة إلى ديارهم في سوريا. محمد حاجي (يسار) يقوم بتعبئة الخضار والفواكه طوال اليوم براتب 35 ليرة تركية، أي ما يوازي 9 يورو. ويقول إنه لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة هنا، حيث إنه يود العودة إلى سوريا. ويوافقه زكريا عريض (يمين) من الرقة في هذا الرأي. فهو أيضا ينتظر تحرير مدينته من داعش.
صورة من: DW/D. Cupolo
عيوش أحمد (خارج إطار الصورة) تحمل واحدة من حفيداتها. وتعيش عيوش في نصيب 2 منذ خمس سنوات، وكانت من أوائل السكان في المخيم. فحفيداتها رأين نور الحياة في المخيم. وتقول: "إذا بقينا هنا فإن حفيداتي سوف يصبحن تركيات، أما إذا عدنا إلى سوريا فسوف يبقين سوريات". (دييغو كوبلو/علاء جمعة)