قال المستشار الألمانيأولاف شولتس في رسالة بمناسبة عيد العمال الأربعاء (الأول من مايو/ أيار 2024) عبر الفيديو "بالنسبة لي، إنها مسألة أخلاق ألا تحرم أولئك الذين عملوا لفترة طويلة من التقاعد الذي يستحقونه". وأضاف "والشباب الذين هم في بداية حياتهم العملية لهم الحق أيضا في معرفة المدة التي يتعين عليهم العمل فيها".

ويذكر أن سن التقاعد القياسي في ألمانيا لأولئك الذين ولدوا بعد عام 1964 هو 67 عاما. كما يكون التقاعد المبكر ممكنا بدءا من 63 عاما، مع تخفيض في مدفوعات المعاشات التقاعدية. وأكد شولتس أن الموظفين في ألمانيا لم يسبق لهم أن عملوا ساعات طويلة كما كانوا يفعلون في العام الماضي. ومع وجود أكثر من 46 مليون امرأة ورجل يعملون، هناك عدد أكبر من العاملين في ألمانيا أكثر من أي وقت مضى.

ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمالة في السنوات القادمة، حسبما قال شولتس. وأضاف المستشار الألماني: "هذا هو السبب في أننا نتأكد أيضا من أن أولئك الذين فروا إلينا من حرب روسيا في أوكرانيا يجدون عملا بسرعة أكبر"، معتبرا أن العمل هو أكثر من مجرد كسب المال. وقال: "العمل يعني أيضا الانتماء ووجود زملاء والاعتراف والتقدير".

من جهته وبمناسبة عيد العمال، دعا رئيس اتحاد أرباب العمل في ألمانيا، راينر دولغر، إلى العمل بشكل أكبر مجددا. وقال دولغر صباح اليوم الأربعاء "نحن بحاجة إلى المزيد من العمل في ألمانيا، وليس عملا أقل"، شاكيا من أن "ألمانيا تناقش الكثير من شروط عدم العمل - بينما يدور نقاش محدود عن قيمة العمل"، مؤكدا ضرورة أن يكون التركيز على كيفية جعل ألمانيا جذابة مرة أخرى كموقع اقتصادي، وقال "هذا يعني أيضا أنه سيتعين علينا جميعا العمل أكثر ولفترة أطول"، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب تحسين الظروف الإطارية للعمل.

وأضاف دولغر: "العمل هو أكثر بكثير من مجرد ضرورة، ويجب التركيز على ذلك بشكل أكبر مجددا في الأول من أيار/مايو... لا يوجد رخاء بدون جهد. وأصحاب الأعمال الخاصة هم من يخلقون القيمة الاقتصادية". وأشار دولغر أيضا إلى قيمة الشراكة الاجتماعية، وقال "في أوقات انخفاض النمو، وتزايد شيخوخة المجتمع، والنقص الكبير في العمال والخبراء المهرة، يتعين علينا أن نعمل معا لضمان وظائف جيدة وازدهار في المستقبل لألمانيا كموقع اقتصادي"، داعيا النقابات العمالية والسياسيين إلى "المساعدة في صياغة بناء للعمل مرة أخرى، وقال: "هذا يساعد الجميع: فإذا كان الاقتصاد مزدهرا، فسوف ترتفع الأجور أيضا بشكل أسرع".

يذكر أنه في ألمانيا انطلقت المسيرات التقليدية بمناسبة عيد العمال مبكرا، وذلك مساء الثلاثاء. ففي حي فريدريشهاين في العاصمة برلين، خرجت مسيرة بمشاركة نحو 2800 شخصا وشهدت أعمال شغب، إذ ألقى متظاهرون البيض والحجارة والألعاب النارية على رجال الأمن. كما خرج مئات الأشخاص في مسيرة سلمية من أجل السلام والعدالة الاجتماعية عبر حي ويدينغ في برلين. فيما بقيت مسيرة في حي فريدريشهاين شرق المدينة، وعكس التوقعات خالية من أعمال عنف، وفقا لمصادر أمنية. 

ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)