يشهد قطاع الصناعة الألماني فقدانا متزايدا للوظائف في ظل الأزمة الاقتصادية. ففي قطاع السيارات وحده، سجلت العام الماضي خسارة صافية بلغت أكثر من خمسين ألف وظيفة، ليكون بذلك القطاع الاقتصادي الأكثر تضررا من الأزمة.
أرشيف: معمل فولكسفاغن لصناعة السيارات في تسفيكاو الألمانيةصورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance
إعلان
حوالي 51 ألفا و500 هو عدد الوظائف التي خسرها قطاع السيارات في ألمانيا خلال عام، وهو ما ما يقارب 7% من إجمالي الوظائف في القطاع، وفقا لتحليل أجرته شركة الاستشارات الاقتصادية "إرنست أند يونغ". وبحسب التحليل، لم تتضرر الوظائف في أي قطاع صناعي آخر بمثل هذه الشدة.
وبلغ إجمالي عدد العاملين في القطاع الصناعي حتى 30 يونيو/ حزيران الماضي 5.42 مليون عامل، أي أقل بنسبة 1.2% مقارنة بعام سابق. وهذا يعني أنه تم تسريح حوالي 114 ألف موظف خلال عام واحد، وفقا للدراسة التي تستند إلى بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي.
ومنذ عام 2019، أي قبل جائحة كورونا، انخفض عدد الموظفين بواقع نحو 245 ألف موظف، أي بنسبة 3.4% من القوة العاملة. وفي الوقت نفسه، انخفضت إيرادات القطاع الصناعي بنسبة 2.1% في الربع الثاني، مسجلة بذلك الانخفاض الثامن على التوالي. وباستثناء صناعة الإلكترونيات، سجلت جميع القطاعات انخفاضات، وفقا لتحليل "إرنست أند يونغ".
عوامل متعددة ساهمت في الأزمة
وفي قطاع السيارات، الذي يعاني من تباطؤ المبيعات والمنافسة من الصين وتكاليف التحول نحو التنقل الكهربائي، انخفضت الإيرادات بنسبة 6.1%. ولا تعاني الصناعة الألمانية فقط من ارتفاع أسعار الطاقة والبيروقراطية وضعف الطلب المحلي، بل أيضا من النزاع على الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وقال الشريك الإداري لدى "إرنست أند يونغ"، يان برورهيلكر "لقد أثر الانخفاض الهائل في الصادرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشدة على الصناعة الألمانية مؤخرا".
قطاع صناعة السيارات في ألمانيا في حالة قلق بعد رفع الرسوم الجمركية عليها في الولايات المتحدة
02:12
This browser does not support the video element.
وبحسب البيانات، زادت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب من تكلفة المنتجات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من رغبة الاتحاد الأوروبي في خفض رسومه الجمركية على السيارات بأثر رجعي.
وبحسب التحليل، انخفضت أيضا الصادرات الألمانية إلى الصين، لأسباب من بينها مواجهة شركات صناعة السيارات الألمانية منافسة شرسة في الشرق الأقصى. وقال برورهيلكر "الانخفاضات الهائلة في الأرباح، والطاقة الإنتاجية الفائضة، وضعف الأسواق الخارجية تجعل من شطب الوظائف الكبيرة أمرا لا مفر منه، لا سيما في ألمانيا، حيث تقع وظائف الإدارة والتنظيم والبحث والتطوير".
ولم يقتصر شطب الوظائف بأعداد كبيرة على قطاع السيارات وحده. فبحسب تحليل "إرنست أند يونغ"، تم شطب نحو 17 ألف وظيفة في قطاع صناعة الآلات خلال عام، وما يقرب من 12 ألف وظيفة في قطاع إنتاج المعادن. في المقابل، لم يتم شطب أي وظائف تقريبا في قطاعي الكيماويات والأدوية.
تحرير: عماد غانم
مائة عام علىBMW .. من محركات الطائرات إلى صناعة السيارات
قبل مائة عام بدأت شركة بي أم دبليو كشركة صغيرة لإنتاج محركات الطائرات، وسرعان ما تمكنت الشركة من أن تصبح إحدى أهم الشركات المصنعة للسيارات في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Deck
رافقت علامة شركة "بي أم دبليو" الشركة منذ تأسيسها في السابع من آذار/مارس 1916. وكانت الشركة تحمل اسم "الشركة البافارية لصناعة الطائرات" وسميت لاحقا بـ"الشركة البافارية لصناعة المحركات" (Bayerische Motorenwerke) ومختصرها BMW.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بدأت الشركة بإنتاج الدراجات النارية في عام 1923 وكانت الدراجة الأولى من الشركة تحمل اسم(BMW R 3). نجحت الدراجة في شوارع ألمانيا بعد أن لقيت إقبالا كبيرا. وصنعت الشركة أول محرك دراجة نارية باسطوانتين - 2 "سلندر".
صورة من: picture-alliance/dpa/BMW AG
اشترت الشركة في سنة 1929 مصنع "أيسناخ" لصناعة السيارات. وتمكنت بي أم دبليو من الحصول على رخصة تصنيع سيارة بريطانية صغيرة كانت شركة "أيسناخ" تملكها. وفي سنة 1932 بدأت بي أم دبليو بإنتاج أول تصميم خاص لسياراتها وكان اسم الفئة 303 الذي تميز بطراز خاص لشبكة مقدمة السيارة، الذي مازالت سيارات بي ام دبليو حتى اليوم محتفظة به.
صورة من: Imago/S. Geisler
لكن بدايات شركة بي أم دبليو الحقيقية كانت كشركة تسليح. إذ صنعت الشركة أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية محركات للآلات العسكرية. وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت الشركة نحو 25 ألف "عامل قسري" وسجناء من معسكرات التعذيب النازية في مصانعها، نقلا عن المؤرخ الخبير بتاريخ الشركة مانفريد غرونيرت. واعترفت الشركة لاحقا بمسؤوليتها التاريخية وقدمت تعويضات للمتضررين.
صورة من: Imago/Lindenthaler
خسرت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية مصنعها في "أيسناخ"، الذي وقع تحت سيطرة القوات السوفيتية. فبدأت الشركة بعد الحرب بإعادة الإنتاج عن طريق مصنعها في مدينة ميونيخ لأول مرة، إذ لم تنتج في ميونيخ سابقا. وصنعت الشركة الدراجات النارية ومن ثم قدمت في سنة 1952 أول سياراتها بعد الحرب، وكانت من السيارات الفاخرة وتحمل محركا بـ 6 اسطوانات، وكانت السيارة من فئة 501.
صورة من: picture-alliance/dpa
لكن إنتاج السيارات في خمسينات القرن الماضي كلف الشركة خسارات كبيرة. كانت صناعة كل سيارة تصل إلى 4000 مارك ألماني. وفي سنة 1955 أصدرت الشركة سيارتها الصغيرة "إسيتا"، وهي نسخة معدلة من سيارة "إسو ريفولتا" الإيطالية. ولاقت هذه السيارة رواجا كبيرا أنقذ الشركة من الخسائر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
في عام 1959 كانت الشركة على وشك الإفلاس. حتى أن شركة دايملر المنافسة رغبت في شرائها. وجاءت فرصة الصناعي الألماني هيربرت كفاند لشراء الشركة وإعادة إحيائها. مع كفانت بدأت الشركة نجاحاتها التجارية وتفوقها العالمي. وبعد وفاته استلمت زوجته وابنته وأبنه قيادة الشركة. وتملك عائلة كفانت 47 بالمائة من أسهم الشركة، أي ما قيمته أكثر من 30 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
في عام 1961 قدمت الشركة فئة 1500 المتوسطة، وبعد بعض التعديلات أصدرت بي أم دبليو موديلات 1600 و1800 و2000 التي لاقت نجاحا كبيرا. وفي عام 1966 قدمت الشركة موديلات 1602 و 1802 و2002 و 2002ti.
صورة من: picture-alliance/dpa
أما الفئة الثالثة من بي أم دبليو فقد بدأت الشركة بتصنيعها في عام 1975. وفي عام 1981 وصلت مبيعات هذه الفئة إلى مليون سيارة. وفي عام 2012 طرحت الشركة الجيل السادس من هذه الفئة، ومن المقرر أن ينزل الجيل السابع منها في عام 2018.
صورة من: Imago/Kicker
يقع مقر الشركة في مدينة ميونيخ، وأنشأت الشركة المبنى الجديد لها في عام 1973 وهو على شكل أربع اسطوانات، وأصبح أحد معالم مدينة ميونيخ. في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أصبحت الشركة إحدى أكبر الشركات المصنعة في العالم، وتملك الشركة حاليا 25 مصنعا في 14 بلدا وتشغل أكثر من 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Sambraus
استمرت الشركة في التوسع وفي عام 1994 اشترت الشركة مصنع سيارات روفر الانكليزي وهو ما عرض الشركة لخسارات كبيرة دعاها إلى إيقاف إنتاج روفر في عام 2000، فيما أبقت الشركة على موديل "ميني" فقط من روفر الذي نجح نجاحا باهرا بعد إعادة إنتاجه سنة 2001. في عام 2003 اشترت الشركة مصنع رولز رايس.
صورة من: picture-alliance/dpa
قدمت بي أم دبليو موديلات جديدة من سياراتها الصديقة للبيئة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، مثل موديل i3. ، خاصة أن المدن الكبيرة في العالم، مثل بكين وأوسلو ولندن بدأت بمنع سير السيارات ذات المحركات الكبيرة للسير في طرقاتها. بالإضافة إلى أن فضيحة العوادم لسيارات ديزل في شركة فولكسفاغن بدأت تؤثر على بيع سيارات بي أم دبليو، إذ أن ثلث إنتاج الشركة من السيارات تعمل بمحركات ديزل.