ألمانيا ـ ما سبب عزوف النساء عن تولِّي المناصب القيادية؟
١ يونيو ٢٠٢١
رغم دورها تحظى النساء في ألمانيا بتمثيل ضئيل في المناصب القيادية ومواقع صنع القرار،هذا ما أظهرته نتائج إستطلاع للرأي رصد تراجعًا في نسبة النساء الراغبات في تقلد مناصب قيادية في ألمانيا. فما أسباب هذا العزوف؟
إعلان
لا يزال الرجال يهيمنون على مجالس إدارات الشركات الكبرى في ألمانيا. لكن هذا الأمر سيتغير قريباً مع إصدار قانون يزيد من تبوء النساء لمناصب قيادية في الشركات الألمانية. لكن ييدو أن هناك ثمة إحجام من النساء عن تولِّي المناصب القيادية في ألمانيا. فقد رصد استطلاع حديث للرأي تراجعاً في نسبة النساء اللاتي يرغبن في تقلد مناصب قيادية في ألمانيا خلال مسيرتهن المهنية.
وفي استطلاع للرأي سابق الذي أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي في فبراير/ شباط 2019 وشمل نحو 5 آلاف موظفة، صرح نحو ثلث النساء بأنهن يتمنين ذلك، فيما بلغت نسبتهن بعد عامين لأقل من الربع في الاستطلاع الجديد.
في الوقت نفسه، تراجعت ثقة النساء في أنهن سيصلن إلى مثل هذا المنصب، حيث بلغت في استطلاع فبراير/ شباط 2019 نحو 33.5 في المائة وارتفعت في فبراير/ شباط 2020 إلى 36.5 في المائة، ثم تراجعت هذا العام إلى 30.6 في المائة. كما انخفضت نسبة الرجال الذين يرغبون في تولي مسؤولية قيادية، حيث أعرب ما يقرب من 42 في المائة من الموظفين الذكور عن اهتمام كبير أو كبير جداً بشغل مثل هذا المنصب في فبراير/ شباط 2019، بينما تراجعت نسبتهم في أبريل/ نيسان الماضي لأقل بقليل من 36 في المائة.
بدورها عزت "مبادرة عمل القيادات" التي كلفت بإجراء الإستطلاع تراجع الرغبة في تولي مناصب قيادية بين النساء إلى اعتقادهن أن الشركات التي يعملن بها لا تعمل بالقدر الكافي من أجل تحقيق التنوع. وجاء في بيان للمبادرة نشر اليوم الثلاثاء (الأول من يونيو/ حزيران) : "أكثر من نصف الموظفات في ألمانيا يشعرن بأنهن لا يعاملن معاملة عادلة عند الترقيات أو زيادة المرتبات".
وبينما بلغت نسبة من ذكرن ذلك بين النساء 51 في المائة، كانت نسبتهم بين الرجال 40 في المائة فقط. وبحسب بياناتها، فإن المبادرة تعمل من أجل دعم تحقيق نسب متوازنة بين الرجال والنساء في المناصب القيادية بالشركات. وإلى جانب جمعيات اجتماعية، تشارك في المبادرة أيضاً العديد من الشركات وترعاها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. في وقت سابق قدمت وزيرة العدل كريستين لامبرخت، مشروع قانون يتيح فرض حصة نسائية ضمن مجالس إدارات الشركات الكبرى في ألمانيا.
وكشفت صحيفة فولكسشتيمه الألمانية أن مشروع القانون الذي يثير الجدل في ألمانيا حالياً، ينص على وجوب وجود امرأة واحدة على الأقل في مجالس إدارة الشركات الألمانية التي تضم أكثر من 3 مديرين، وتعيين النساء في مجالس إدارة الشركات التي تساهم فيها الدولة، وفي عدد من الهيئات الحكومية.
في تصريح لها قالت وزيرة العدل الألمانية: " القانون سيتيح وجود إمرأة واحدة على الأقل ضمن أربعة أو أكثر من أعضاء مجلس الإدارة". وشددت لامبرخت على أن "هذه علامة فارقة بالنسبة للنساء في ألمانيا وفي نفس الوقت توفر فرصة عظيمة للمجتمع وكذلك للشركات نفسها".
ويتوقع أن يصوّت البرلمان قبل سبتمبر/ أيلول المقبل على مشروع القانون.
إ.م (د ب أ)
حقبة ميركل: المرأة كسرت احتكار الرجل لأعلى المناصب
حدث تاريخي شهدته ألمانيا في عام 2005 مع وصول أنغيلا ميركل إلى كرسي المستشارية. منذ ذلك الحين برزت إلى جانب أول امرأة تتولى هذا المنصب وجوه نسائية تبوأت مناصب كانت حكرا على الرجال. نظرة على أبرز هذه الوجوه في حقبة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
أقوى نساء ألمانيا
تصدرت هذه الصورة وسائل الإعلام الألمانية اليوم، ففي حضور المستشارة أنغيلا ميركل، قام عمدة برلين ونائب رئيس مجلس الولايات (بوندسرات)، ميشائيل مولر، بتسليم آنيغريت كرامب- كارينباور (على يسار الصورة)، أوراق تعيينها كوزيرة للدفاع خلفا لأورسولا فون ديرلاين (وسط الصورة)التي ستتولى رئاسة المفوضية الأوروبية. تولي نساء هذه المناصب القيادية كان محور معظم التعليقات على الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
نساء على رأس قيادة الجيش الألماني
تسير آنيغريت كرامب-كارنباور، بخطوات واثقة في حياتها المهنية، إذ تولت الرئيسة السابقة لحكومة ولاية سارلاند، رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا لميركل. السياسية المعروفة اختصارا في ألمانيا بـ "أ.كا.كا"، تعتبر من المقربات للمستشارة ميركل وتولت بشكل مفاجئ وزارة الدفاع الألمانية خلفا لأورزولا فون دير لاين.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مناصب سياسية رفيعة وسبعة من الأبناء!
أصبحت أورزولا فون دير لاين أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية، كما كتبت اسمها في التاريخ كأول وزيرة للدفاع في ألمانيا. تولت السياسية والأم لسبعة أبناء، قبل ذلك عدة حقائب وزارية، كما كانت عضوة في البرلمان عن ولاية سكسونيا السفلى.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Weihs
وزيرة في عطلة أمومة
بروز الوجوه النسائية على الساحة السياسية بجانب ميركل، كان واضحا خلال السنوات الماضية. السياسية الألمانية الشابة كريستينا شرودر تولت في الفترة بين عامي 2009 و 2013 منصب وزيرة الأسرة الالمانية، وهي لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر. أخبار زواج وإنجاب الوزيرة ودخولها في عطلة أمومة، كانت من الأنباء المتداولة بشدة وقتها خاصة في المناقشات حول الجمع بين العمل والحياة العائلية.
صورة من: dapd
امرأة على رأس الحزب الاشتراكي للمرة الأولى
آندريا ناليس..أول امرأة تتولى رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (استقالت في حزيران/يونيو 2019)، كما كانت أول امرأة تتولى رئاسة الكتلة البرلمانية للاشتراكيين لنحو عامين تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
الأحزاب اليمينية واستقطاب النساء
رغم أن المشهد الذكوري هو المهيمن عادة على الأحزاب اليمينية الشعبوية، إلا أن دراسة ألمانية أظهرت مؤخرا زيادة استقطاب تلك الأحزاب بشكل متزايد للنساء ليس كعضوات فحسب، بل للأدوار القيادية أيضا. آليسا فايدل، الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، اسم بارز في هذا السياق.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
تواجد نسائي على قمة المناصب السياسية ولكن!
رغم أن أعلى منصب سياسي في ألمانيا بيد امرأة منذ سنوات ورغم التمثيل النسائي الواضح سواء على مستوى الأحزاب أو الوزارات، إلا أن الإحصائيات تشير إلى تراجع الحضور النسائي على مستوى الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات خاصة بعد انتخابات 2017، إذ بلغت نسبة النساء بين نواب البرلمان أقل من 31 بالمائة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
روت وميركل..خلاف سياسي لا يفسد للود قضية
السياسية الألمانية البارزة في حزب الخضر، كثيرا ما انتقدت قرارات سياسية لميركل، لكنها أقرت للمستشارة في الوقت نفسه بأنها "سياسية غير ملتصقة بكرسي السلطة". تولت كلاوديا روت رئاسة حزب الخضر للمرة الأولى خلال حقبة المستشار السابق غيرهارد شرودر ثم عادت مرة أخرى لقيادة الحزب قبيل وصول ميركل لكرسي المستشارية. وتتولى روت منذ عام 2013 منصب نائب رئيس البرلمان الألماني.