ألمانيا ـ مصير الائتلاف الحكومي بيد مندوبي الحزب الاشتراكي
٢١ يناير ٢٠١٨
يجتمع مندوبو الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم للتصويت بشأن الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي، وذلك وسط انقسام كبير داخل الحزب حيال هذه الخطوة، فيما دعا ساسة بارزون في الحزب المندوبين إلى الموافقة على بدء المفاوضات.
إعلان
يجتمع اليوم الأحد (21 كانون الثاني/يناير 2018) في مدينة بون مندوبو الحزب الاشتراكي الديمقراطي للتصويت على مفاوضات الدخول في ائتلاف حاكم جديد مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل.
وقبيل تصويت المندوبين دعا ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي قواعد الحزب إلى الموافقة على بدء مفاوضات مع التحالف المسيحي. وقال الساسة الاشتراكيون إن ذلك يأتي "انطلاقا من المسؤولية تجاه ألمانيا وأوروبا والحزب الاشتراكي الديمقراطي"، وذلك في ظل الغموض الذي يكتنف نتيجة التصويت المنتظر في المؤتمر العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن هذه الخطوة.
وشارك في هذه المناشدة نحو أربعين سياسيا من كافة الأجنحة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي على المستوى الاتحادي والولايات، من ضمنهم أيضا الرئيسان السابقان لمنظمة الشباب التابعة للحزب، نيلس أنين وبيورن بونينغ.
كوادريغا - ألمانيا: حكومة جديدة في الأفق؟
56:00
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الشباب في الحزب تقود برئيسها كيفين كونرت معارضة ضد بدء مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم مع تحالف ميركل. ويخشى ناقدو المفاوضات من أن يفقد الحزب توجهه حال دخوله في ائتلاف حاكم جديد مع التحالف المسيحي، وذلك بعد الخسارة الفادحة التي مني بها الاشتراكيون الديمقراطيون في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيلول/سبتمبر الماضي.
يذكر أن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، رفض عقب إعلان نتيجة الانتخابات البرلمانية الدخول في ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي، إلا أنه تراجع عن ذلك عقب فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم بين التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. وقد يضع رفض محتمل للمؤتمر العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي سيعقد اليوم الأحد في بون، لهذه الخطوة، رئيس الحزب شولتس في موقف حرج يؤثر على مستقبله السياسي في الحزب.
من جانبه، دعا أولاف شولتس، نائب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، مندوبي حزبه، للتصويت لصالح بدء مفاوضات الدخول في ائتلاف حاكم جديد. وقال أولاف شولتس والذي يشغل أيضا منصب عمدة ولاية هامبورغ، إن قرار مؤتمر الحزب مهم بالنسبة لألمانيا "كما أن تأثيره يمتد على نطاق واسع خارج حدودنا".
وأضاف شولتس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنه ليست ألمانيا وحدها بل دول أوروبية عديدة تنظر إلى مدينة بون حيث سينعقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الأحد للتصويت على هذه الخطوة، وقال إن "التصويت بالإجماع في هذا المؤتمر سيقوي موقفنا في مفاوضات تشكيل الائتلاف التي لا تزال معلقة، وسيظهر أن الحزب الاشتراكي لا يزال قادرا على الاضطلاع بالمسؤولية وصياغة سياسة جيدة لبلادنا".
ز.أ.ب/ح.ز (د ب أ)
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك