موظفو مكتب الهجرة كانوا قادرين على التلاعب بملفات اللجوء
١ يونيو ٢٠١٨
هناك فجوة أمنية في النظام الالكتروني الخاص بالمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين بألمانيا، يسمح من الناحية النظرية للموظفين الدخول للملفات وتعديل معطيات لصالح اللاجئين، مع ما كل لذلك من عواقب وخيمة.
إعلان
بسبب فجوة أمنية في النظام الالكتروني (ماريس) للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، يمكن من الناحية النظرية للآلاف من موظفي المكتب للاطلاع على ملفات اللجوء وتعديلها. وقد توصل المكتب نفسه لهذه الخلاصة في تقريره لعام 2018، كما كشفت ذلك صحيفة "تاغسشبيغل" في عددها الصادر اليوم (الجمعة الأول من يونو/ حزيران 2018). وتوصل المفتحصون أن نصف موظفي المكتب تقريبا كانت لهم هذه الإمكانية.
ويذكر أن كريستيان ليندنر رئيس الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا تمسك بضرورة تشكيل لجنة تحقيق من البرلمان الألماني "بوندستاغ" لكشف خبايا فضيحة قبول العديد من اللاجئين في البلاد دون مسوغات قانونية. وأكد أن ذلك سيحول دون "ظهور منظرين لفكرة المؤامرة خلال الأعوام المقبلة، ويدورون عبر البلاد ليشيعوا نظريتهم". في إشارة إلى اليمين الشعبوي.
عندما تحمي الكنيسة في ألمانيا طالبي اللجوء
02:42
ويسعى حزب البديل الألماني الشعبوي إلى استغلال المخالفات، التي وقع فيها المكتب من أجل تسليط الضوء في البرلمان على قرارات المستشارة أنغيلا ميركل بشأن فتح الحدود الألمانية للاجئين. وقدم الحزب طلبا من أجل تشكيل "لجنة تحقيق في سياسة الهجرة واللجوء". وترددت أنباء عن أن لجنة التحقيق التي يسعى إليها الليبراليون ستركز بالدرجة الأولى على المشاكل الهيكلية بالمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، ولكنها ستحقق أيضا في المسؤولية السياسية عن تحميل سلطات اللجوء الألمانية عملا فوق طاقتها.
وترى الأحزاب الأخرى أن استحداث لجنة تحقيق ليس أمرا ضروريا في الوقت الراهن. وأعلن الخضر واليسار أن هناك فرصة لبحث المشاكل المتعلقة بالمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، من خلال جلسات خاصة تعقدها لجنة الداخلية. وقالت بياتريكس فون شتورش من البديل الألماني إن لديها انطباعا "بأننا نسير مع الحزب الديمقراطي الحر في نفس المسار" على حد قولها، مشيرة إلى أن جناح حزبها يخوض "مباحثات مفتوحة".
ويتعرض المكتب الألماني للهجرة واللاجئين في الفترة الأخيرة للتشكيك بعد اشتباه الادعاء العام في قيام الرئيسة السابقة لمكتب الهجرة واللجوء في بريمن بإصدار 1200 قرار لجوء دون وجود مبررات قانونية لها. كان حوالي 890 ألف لاجئ وصلوا عام 2015 وحده إلى الأراضي الألمانية بصورة غير مرتبة بالمرة، وتراجع العدد في 2016 إلى 280 ألفا، ثم واصل تراجعه العام الماضي ليصل إلى 187 ألفا.
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب، تاغسشبيغل)
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.