ألمانيا ـ وزيران في حكومة ميركل يدينان مسيرة لليمين المتطرف
٣ مايو ٢٠١٩
دان كل من وزير الداخلية الألمانية، هورست زيهوفر، ووزير الخارجية هايكو ماس، مسيرة في مدينة بلاون بشرق ألمانيا نظمها حزب يميني متطرف يطلق على نفسه اسم "الطريق الثالث".
إعلان
بأشد العبارات دان وزير الداخلية الاتحادي الألماني هورست زيهوفر مسيرة لحزب يميني متطرف يحمل اسم "الطريق الثالث" خلال احتفالات عيد العمال العالمي في الأول من أيار/مايو في مدين بلاون بولاية ساكسونيا بشرق البلاد. ووصف الوزير الاتحادي المسيرة "بالمخزية"، حسب تعبيره.
وقال زيهوفر اليوم الجمعة(الثالث من ايار/مايو 2019) في مدينة برانديس الألمانية: "لا أريد أن أدع أدنى مجالا للشك في أننا لا نريد رؤية مثل هذه الصور، وفي أننا ندينها، وفي أننا سنبذل كافة الجهود المتاحة في دولة حرة لمكافحة اليمين المتطرف".
وارتدى أنصار الحزب في المسيرة أول أمس الأربعاء في مدينة بلاون قمصانا بنية اللون موحدة، واستخدموا مشاعل وقرعوا طبولا وحملوا أعلاما. ويذكر المشهد بالمسيرات الكبيرة التي كان الحزب النازي إبان حقبة حكم هتلر ينظمها في شوارع البلاد وبكل مناسبة.
ورفض زيهوفر التعليق على عدم تدخل السلطات السكسونية في المسيرة، موضحا أنه اعتاد على عدم تقييم أداء سلطات الأمن مطلقا في الحالات الفردية. وذكر زيهوفر أن الحق في التجمهر يتيح - بحسب معلوماته- فرصا محدودة للغاية لتدخل السلطات، حيث تلغي المحاكم على نحو متكرر الكثير من القرارات المتعلقة بحظر مسيرات على خلفية حرية التجمهر.
من جانبه، دان وزير الخارجية هايكو ماس المسيرة المذكورة محذرا في نفس الوقت من الاستهانة بخطر اليمين المتطرف في ألمانيا. وأشار ماس إلى أنه لا يجوز ترك الميادين العامة في المدن والبلدات لليمين المتطرف، كما لا يجوز ترك شبكة الانترنت ساحة مفتوحة لنشاطات الجماعات اليمنية المتطرفة ولا بد من مواجهتها بكل الوسائل.
وقال ماس في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية المقرر صدورها غدا السبت: "عندما يجوب نازيون جدد شوارعنا مجددا، ويكون هناك أكثر من 12 ألف يميني متطرف لديهم ميول للعنف، فإنه لا ينبغي لنا تجاهل الأمر ببساطة... لا ينبغي لنا ترك شوارعنا أو الإنترنت لليمينيين المتطرفين". وأكد الوزير، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، على ضرورة الدفاع بحسم عن الديمقراطية الليبرالية، مشددا على أن الدولة والمجتمع المدني مطالبان بذلك سويا.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.ا)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.