يحقق الادعاء الألماني في حادثة رفع أحد الأشخاص مشنقة رمزية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مظاهرة دعت إليها حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام في مدينة دريسدن في شرق ألمانيا.
إعلان
فتح ممثلو ادعاء ألمان تحقيقا اليوم الثلاثاء (13 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) بعد أن رفع أحد المتظاهرين في احتجاج نظمته حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام واللاجئين أمس مشنقة رمزية لكل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونائبها زيغمار غابرييل. وشارك حوالي عشرة آلاف شخص في الاحتجاج المعادي للاجئين وسياسة ميركل،الذي جرى أمس في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا.
وتتوقع ألمانيا، وهي مقصد مفضل للاجئين الفارين من الحرب في الشرق الأوسط وصول ما يتراوح بين 800 ألف ومليون من طالبي اللجوء إلى أراضيها هذا العام وهو رقم قياسي. وقال ممثلو الادعاء في دريسدن إنه تم فتح تحقيق جنائي حول أشخاص مجهولين لقيامهم بتعكير السلم والتهديد بارتكاب جرائم وكذلك التحريض على ارتكاب جرائم.
ويرحب الكثير من الألمان بتدفق اللاجئين. لكن آخرين يعارضون سياسة "الأذرع المفتوحة"، التي تتبناها ميركل.
وسارع ساسة من ائتلاف ميركل الحاكم من المحافظين والديمقراطيين الاشتراكيين بالتنديد بالمشنقة الرمزية التي كتب عليها "محجوزة" لكل من المستشارة ونائبها زيغمار غابرييل زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
في غضون ذلك، صرحت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم الثلاثاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المستشارة أنغيلا ميركل لا تفكر شخصيا في اتخاذ خطوات حيال رفع مشنقة رمزية تحمل اسمها في إحدى مظاهرات حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام في مدينة دريسدن.
وأوضحت المتحدثة أن "سلطات إنفاذ القانون المختصة هي التي تبت في الأهمية الجنائية لمثل هذه الواقعة". وأضافت أنه "لا توجد خطط في الوقت الراهن لاتخاذ خطوات أخرى من جانب المستشارة في هذه الواقعة". لكن وزير العدل الألماني هايكو ماس أعرب أن هذه الواقعة يجب أن تقدم إلى الادعاء العام، وقال إن "الأشخاص الذين فعلوا ذلك مكانهم أمام القاضي وليس الشارع".
ع.ش/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
مواقف متباينة من حركة "بيغيدا"
تحت شعار"أوروبيون ضد أسلمة الغرب" تسعى حركة "بيغيدا" إلى تحريك مشاعر المواطنين لمعاداة الأجانب واللاجئين في ألمانيا. وتقوم القوى السياسية والمدنية والدينية بمظاهرات مضادة لـ"بيغيدا" التي يشمئز الناس من مواقفها.
صورة من: Imago/Christian Ohde
يتظاهر أتباع حركة "بيغيدا" ضد ما يصفونه بالتحول المفرط للدول الأوروبية بسبب انتشار الإسلام والمسلمين فيها. غير أن عددا كبيرا من المواطنين يشاركون في مظاهرات مضادة رافضة لتوجهات هذه الحركة ومسيراتها في بعض المدن الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في العام الجديد نظمت حركة "بيغيدا" مظاهرة في مدينة دريسدن، كما يعتزم مناهضوها تنظيم مظاهرات مضادة في عدة مدن. وللتعبير عن رفضهم لمواقف "بيغيدا" أطفأ القائمون على كتدرائية مدينة كولونيا أضوائها الخارجية خلال مظاهرة الحركة.
صورة من: Reuters/Wolfgang Rattay
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيغيدا"، واعتبرت أن قلوب منظمي تلك المظاهرات "مليئة بالقسوة والكراهية".
صورة من: Reuters/Maurizio Gambarini
حث رئيس الحزب الاشتراكي ووزير الاقتصاد والطاقة سيغمار غابريل السياسيين في ألمانيا إلى التفكير في ظاهرة تنامي عدد المتعاطفين مع الحركة، وقال: "إن عددا لايستهان به من منظمي مظاهرات الحركة هم مجرمون ومدانون ونازيون جدد أومعادون للسامية ويجب على المواطنين المحترمين ألا يسيروا وراء مثل هذه النماذج".
صورة من: imago/Sven Simon
من جانبه حذر وزير التنمية الألماني غيرد مولر من عدم أخذ "بيغيدا" مأخذ الجد، وأوضح الوزير المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، المتحالف مع الحزب الديمقراطى المسيحي، أن الألمان ذوي الدخل المحدود يعتقدون أنهم متضررون بسبب المساعدات المقدمة للاجئين والمهاجرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
أعرب جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر الألماني عن رفضه القاطع لما تدعو إليه الحركة. وقال: "نحن دولة مصدرة، وهذا يستدعي الانفتاح على العالم ومواقف التسامح"، وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون هناك تسامح مع من يرفض التسامح، مثل المتطرفين الإسلاميين أو اليمينيين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jens Büttner
حذر رئيس حزب "اليسار" الألماني المعارض بيرند ريكسينجر التحالف المسيحي بزعامة المستشارة ميركل من تداول شعارات حركة "بيغيدا"، وطالب ريكسينجر ميركل بوضع حد واضح لمحاولات التحالف المسيحي الهادفة إلى استقطاب الجناح اليميني".
صورة من: picture-alliance/dpa
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المحافظ فقد دافع عن الحركة، واعتبر ألكسندر غاولاند، رئيس كتلة الحزب في براندنبورغ أن قيام المستشارة ميركل بانتقاد تظاهرات الحركة ساهم في إقبال الناس عليها بشكل أكبر من ذي قبل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وأعرب المعارضون لحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام عن استيائهم من مواقف الحركة العدائية تجاه الأجانب، وباتوا ينشطون أيضا من خلال حملة جمع التوقيعات المعارضة لمواقف الحركة على شبكة الإنترنت.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kay Nietfeld
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرتها مجلة شتيرن الألمانية أن نحو ثلث عدد المشاركين في الاستطلاع يؤيدون احتجاجات "بيغيدا". وأوضحت المجلة أن 29 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المسيرات التي تنظمها الحركة لها ما يبررها. إعداد: هبة الله إسماعيل.