ألمانيا: فرصة الحصول على اللجوء تختلف من ولاية إلى أخرى
١٧ مارس ٢٠٢٤
أوضحت دراسة جديدة أن فرصة الحصول على اللجوء يمكن أن تختلف من ولاية فيدرالية ألمانية إلى أخرى. وقد أبرز الباحثون الألمان أن احتمال الحصول على اللجوء مرتبط جزئيا على ما يبدو بالتوجهات السياسية في حكومة المنطقة ومواطنيها.
إعلان
وجدت دراسة نشرت يوم 6 مارس/آذار في مجلة دراسات الهجرة (مطبعة جامعة أكسفورد) أن فرص الحصول على اللجوء في الولايات الفيدرالية الألمانية الستة عشر تختلف اعتمادًا على موقف القيادة السياسية للولاية وسكانها من الهجرة.
وقد استخدم الباحثون بيانات من المكتب الفيدرالي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF)، وكتب الباحثون من جامعتي كونستانز وبامبرغ، بالإضافة إلى معهد نورمبرغ لأبحاث سوق العمل (IAB)، أن "نسب قبول طلبات الحماية الممنوحة في كل ولاية تعتمد على مدى تقبل سكانها لموضوع الهجرة".
"اختلافات وتباينات محيرة"
ولطالما اشتكى خبراء ومتضررون من سياسة الهجرة الألمانية بخصوص فرص الحصول على اللجوء التي تختلف بشكل كبير حسب المناطق. وهو ما تؤكده بيانات الدراسة. فقد وجد الباحثون أنه في بعض الأحيان يكون الاختلاف في عدد طلبات اللجوء الممنوحة في ولايتين مختلفتين غير مفهوم.
إلى غاية صدور الدراسة، كان من الصعب معرفة ما إذا كان من الممكن ربط هذه الاختلافات بشكل واضح بمواقف السياسيين القادة في الولايات بشأن الهجرة. لذلك حاول الباحثون الإجابة على هذا السؤال في هذه الدراسة، ووجدوا فعلا أن الميولات والتوجهات السياسية تلعب دورًا.
ووجدت الدراسة أن آراء السكان وحكومات الولايات تصير خطرا على حق طالبي اللجوء والحماية من المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF).
"قرارات غير معقولة"
وكتب الباحثون أن النتائج مهمة لأن قرار منح الحماية لأي شخص يجب أن يعتمد فقط على الوضع الذي حدده في طلب اللجوء الخاص به وبلده الأصلي. وأنه في المناطق التي يرفض فيها السكان الهجرة، تبدو فرص الحصول على اللجوء أقل.
وأوضح الباحثون في بيان صحفي يوضح نتائج الدراسة أن طالبي اللجوء المسلمين، على سبيل المثال، قد تكون لديهم فرصة أقل للحصول على الحماية في بعض المناطق مقارنة بالمتقدمين الآخرين.
كما أبرزت نتائج الدراسة المعلن عنها أن فرصة الحصول على الحماية في الولايات التي يتولى فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي السلطة منذ فترة طويلة، تكون أقل مقارنة بالولايات التي يدير فيها الحزب الديمقراطي المسيحي الولاية.
وقال الباحثون إن هامش الاختلاف الكبير بين الولايات من المحتمل أنه يكون مرتبطا بموظفي BAMF المسؤولين عن اتخاذ قرارات منح اللجوء، الذين يتولون قدراً كبيراً من المسؤولية، وأيضا مساحة لتفسير إن كان الأمر يتعلق بـ "اضطهاد سياسي" أو "اضطهاد له ما يبرره".
وكتب الباحثون أن هذا الأمر يمكن أن يسمح بحدوث تمييز يتعلق بالآراء السياسية "عن قصد أو بدون قصد" حين اتخاذ القرارات.
بعد دراسة قرارات اللجوء التي اتخذها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وجد الباحثون أن خيارات الموظفين لمنح اللجوء لم تتغير، عندما علموا معلومات أكثر عن الوضع في البلد الأصلي لطالب اللجوء. وكتب الباحثون أن التدابير التي يبدو أنها أحدثت فرقًا هي التسجيل المنتظم في الدورات التدريبية للمساعدة في تحسين عملهم، بالإضافة إلى الاستعانة بنظام التأكد من أن القرارات كانت عادلة ومتوافقة مع القوانين.
وتشير هذه النتائج إلى أن نظام اللجوء الألماني يمكن أن يستفيد من التقييم المستقل المنتظم للقرارات والعمليات التي يمكن أن تضمن أن تكون عملية اتخاذ القرار أكثر شفافية. كما أن هذه الجهود يمكن أن تجعل قرارات اللجوء التي تتخذ، أكثر عدلا في جميع الولايات الألمانية.
المراقبة قد توقف التحيزات
خلص الباحثون في ختام البحث المنجز حول الموضوع، إلى أن "الإشراف المنتظم لمسؤولي BAMF يمكن أن يعالج التحيزات السياسية المحتملة التي قد تلحق بقرارات اللجوء". وبالنظر إلى البيانات المرتبطة بسنوات 2015-2017 من ألمانيا، وجد الباحثون أن معدل منح حق اللجوء لا يختلف من ولاية إلى أخرى فحسب، بل حسب جنسيات مختلفة.
وحصل الأفغان على الحماية بنسب تتراوح بين 37 و69%، والإريتريين بين 78 و95%، والعراقيين بين 40 و93%. حصل السوريون في جميع الولايات بمعدل حماية يصل إلى 96% في المتوسط، والمتقدمون من غرب البلقان بنسبة 1% فقط.
بين عامي 2015 و2017، تم تسجيل طالبي اللجوء في ألمانيا وتعيينهم في الولايات الفيدرالية بناءً على المعيار الذي يأخذ بعين الاعتبار عائدات الضرائب في الولايات وحجم السكان. وبمجرد تعيين ولاية لطالبي اللجوء، يصبح بإمكنهم البدء في عملية التقدم رسميًا بطلب اللجوء.
وكتب المؤلفون أنه عند اتخاذ القرار، يأخذ مسؤولو BAMF في المكاتب الإقليمية في الاعتبار المعلومات المقدمة من صاحب الطلب، بالإضافة إلى التقارير حول الوضع في بلده. وقد تم إسناد المقابلات واتخاذ القرار إلى موظف واحد من موظفي BAMF، بينما في عام 2016، تم تقسيم هذه العملية بين موظفين.
اعتمد الباحثون في نهاية المطاف لتقييمهم، على التوجهات السياسات العامة لحكومة الولاية والمواقف العامة في المنطقة التي كان موظفوا المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يعملون فيها. وكتب الباحثون أن دراسات مماثلة خلصت إلى نتائج مشابهة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا.
أجرت الدراسة كل من الباحثة ليدوينا جونداكر (IAB)، ويوليا كوسياكوفا (IAB جامعة بامبرج) وجيرالد شنايدر (جامعة كونستانز)، وحملت الدراسة عنوان "كيف تؤثر المواقف تجاه الهجرة على فرصة الحصول على اللجوء"، متخذة من دراسة الولايات الألمانية نموذجا، ونشرت الدراسة في مجلة دراسات الهجرة التابعة لجامعة أكسفورد.
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو