بعد أن تخطى المنتخبان الألماني والإنجليزي الدور الأول لبطولة العالم لكرة القدم 2010 في جنوب إفريقيا سيجمع تاريخ كرة القدم الغريمين اللدودين مرة أخرى، ولكن هذه المرة في الدور ثمن النهائي. ومع ذلك تتسم هذه المواجهة بين الفريقين العريقين بطابع المباراة النهائية لبطولة العالم، نظراً لإثارتها وسخونتها. وهذه المواجهة تُذكّر بالطبع بالمباراة النهائية لبطولة العالم 1966 التي كانت أبرز المواجهات بين المنتخبين والتي فاز بها المنتخب الإنجليزي آنذاك بأربعة أهداف لهدفين بعد التمديد، محققاً لقبه العالمي الوحيد.

كما تُعيد هذه المواجهة إلى الأذهان لقاء الطرفين في نصف نهائي بطولة العالم 1990 في إيطاليا حين فاز الألمان على الإنجليز في الركلات الترجيحية بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة بتعادل الفريقين بهدف لمثله. وفي تلك البطولة حقق المنتخب الألماني لقبه العالمي الثالث، بينما حُرمت إنجلترا من إحراز لقبها الثاني في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

أما آخر مواجهة بين الغريمين اللدودين فكانت ودية وفاز بها المنتخب الإنجليزي في نوفمبر 2008 في اللقاء الودي الذي أُقيم في العاصمة الألمانية برلين. وبذلك رفع الإنجليز رصيدهم من الانتصارات على ألمانيا إلى 12 انتصاراً مقابل 10 هزائم و5 تعادلات. أما المواجهة المرتقبة في ثمن نهائي جنوب إفريقيا 2010 فينتظرها لاعبو الفريقين وعالم كرة القدم بفارغ الصبر. والكثيرون يعتبرونها أكثر المواجهات إثارة وندية في جنوب إفريقيا.

إنجلترا متعطشة للثأر

عقب تأهلهم إلى الدور ثمن النهائي لمونديال جنوب إفريقيا توعّد اللاعبون الإنجليز بتقديم أداء قوي وبروح قتالية عالية في ثمن النهائي أمام غريمهم التقليدي المنتخب الألماني. وبعض اللاعبين اعتبروا أن بطولة العالم الحقيقية ستبدأ بمواجهة ألمانيا وتعهدوا بهزيمة المنتخب الألماني الذي كان يقف في الغالب حجر عثرة في طريق سعي الإنجليز إلى إحراز الألقاب العالمية. فبعد النجاح الذي حققه الإنجليز في بطولة العالم 1966 خرج الإنجليز مرتين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم على يد الألمان، وذلك في بطولتي العالم 1970 و 1990. كما أقصى المنتخب الألماني نظيره الإنجليزي من نصف نهائي كأس أوروبا 1996.

كل هذه المواجهات الساخنة والمثيرة زادت من الندية بين الطرفين. واللاعبون الإنجليز يتطلعون الآن في ثمن نهائي كأس العالم 2010 إلى وضع حد لسلسلة النتائج المخيبة أمام ألمانيا. وهم الآن متعطشون إلى الثأر من ألمانيا، مثل نجم المنتخب وفريق مانشستر يونايتد وين روني الذي قال حتى قبل انطلاق منافسات بطولة العالم إنه سيُقصي ألمانيا من بطولة العالم. والآن أُتيحت له الفرصة لتحقيق هدفه بعد فوزه مع المنتخب الإنجليزي على سلوفينيا بهدف يتيم في ختام منافسات الدور الأول للمجموعة الثالثة. لكن الجانب الألماني على يقين من فوزه على إنجلترا في المواجهة المرتقبة.

بيكنباور: نحترم إنجلترا ولا نخشاها

فرانتس بيكنباور يشعر بتفاؤل كبير عشية المواجهة الحاسمة أمام إنجلترا في الدور ثمن النهائي. وهو يرى أن الفريق الوطني الألماني يتفوق على غريمه الإنجليزي من الناحية البدنية بشكل خاص وأن اللاعبين بدوا مُرهقين في المباريات الثلاث التي خاضوها ضمن منافسات الدور الأول للمونديال. وهذا ما سيُساعد الألمان على تحقيق الفوز ومواصلة حلمهم بإحراز لقب بطولة العالم للمرة الرابعة في تاريخهم، حسب أسطورة كرة القدم الألمانية.

وعزا بيكنباور الإرهاق الذي يُعاني منه اللاعبون الإنجليز إلى الدوري الإنجليزي لكرة القدم حيث يتعين على اللاعبين الإنجليز خوض مباريات أكثر بكثير من اللاعبين الألمان في الدوري الألماني بوندسليغا. وهذا ما يؤدي بالطبع إلى تراجُع قوى اللاعبين البدنية ويزيد من إرهاقهم خلال نهائيات كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم. لذا يرى بيكنباور أن المنتخب الألماني يحظى بفُرص أكبر للفوز بمباراة ثمن النهائي. لكن مهاجم إنجلترا جيرمين ديفو الذي أحرز هدف الفوز على سلوفينيا يرى عكس ذلك، مؤكداً أن ما قاله بيكنباور بعيد كل البعد عن الحقيقة. وأكد إبن الـ 27 عاماً أن اللاعبين الإنجليز مستعدون تماماً للمواجهة وأنهم سيقدمون أفضل ما لديهم لإقصاء ألمانيا من ثمن النهائي.

بيكنباور "هذه المواجهة سابقة لأوانها"

وبعدما كانت مشاركة صانع ألعاب المنتخب الألماني لكرة القدم باستيان شفاينشتايغر قاب قوسين أو أدنى، أكدت تقارير إعلامية مشاركته في مباراة اليوم. وكان شفاينشتايغر يعاني من إصابة تعرض لها في آخر مباريات الدور الأول أمام غانا.

بيكنباور يعتبر أن هذه المواجهة سابقة لأوانها، وهو يتمنى لو أن هذا اللقاء سيحدث في نصف النهائي أو حتى في نهائي بطولة العالم. فاللقاءات بين الغريمين اللدودين كانت دوماً تتسم بالندية والإثارة. ومن المؤكد أن اللقاء القادم يوم الأحد سيكون مثيراً وحماسياً كاللقاءات السابقة. فكلا الفريقين يسعيان إلى الدفاع عن ألوان بلديهما أمام أعين العالم أجمع.

الكاتب: علاء الدين موسى البوريني

مراجعة: طارق أنكاي