لم تكن أوكرانيا قادرة على هزم بطل العالم ضمن منافسات المجموعة 3، لكنّها كشفت عن جملة نقائص وسقطات تحيط بالمانشافت وعلى رأسها وضع خط الدفاع.
إعلان
على الورق، أنهى بطل العالم لكرة القدم ( المانيا) مهمته بنجاح، إذا أنه ضمن النقاط الثلاث في المباراة التي افتتح بها مشواره في بطولة كأس أوروبا للأمم المقامة حاليا في فرنسا بفوزه على أوكرانيا بهدفين نظيفين.
لكن ذلك كما ذكرنا بقي على الورق فقط ! أما ما يتعلق بالأداء والمستوى قياسا لما كان يُنتظر منه، أو حتى قياسا إلى ما كان المدير الفني يواخيم لوف يطمح إلى تقديمه، فإن المنتخب الألماني ظهر بعيدا عن كل هذا وكاد أن يخذل نفسه ومشجعيه لولا دقيقتين فارقتين كانتا من أحسن ما ظهر في المانشافت بمباراة أمس الأحد. وهما الدقيقة 19 حين أحرز المدافع شكودران مصطافي هدف السبق من ضربة رأسية، ثمّ في التوقيت الإضافي من عمر المباراة (90+3) عندما عززّ الدولي باستيان شفاينشتايغر الفارق، محرزا أول هدف دولي له منذ خمس سنوات.
عدا ذلك أظهرت تشكيلة لوف التي ضمت لاعبا واحدا فقط لم يشارك في مونديال البرازيل، وهو المدافع هيكتور، أن عليها أن تنهض بنفسها على جميع المستويات بدءا بمصدر القلق، خط الدفاع.
أكثر من سؤال؟
رفض المدرب لوف أثناء آخر مؤتمر صحفي أقيم قبيل مباراة الأحد الإقرار بتوصيف أن خط الدفاع هو التحدي الأكبر الذي يواجهه، معلنا أن غياب ماتس هوملز سيتم تعويضه بأفضل الخيارات. وهكذا أدخل هوفيديس وهيكتور كظهير أيمن وأيسر، فيما استعان ببواتينغ ومصطافي في قلب الدفاع.
لا شك أن بواتينغ، العائد حديثا من الإصابة، هو الأكثر خبرة دوليا. لكنه عند انطلاق المباراة بدا متذبذب الأداء، ليتدارك نفسه بسرعة، فينقذ شباك بلاده من هدف محقق بإخراج الكرة من على خط المرمى وذلك نتيجة خطأ ارتكبه بنفسه. فوق ذلك، ونظرا للأخطاء الكثيرة التي اقترفها زملاؤه خصوصا هيكتور وهوفيديس اللذان فشلا في إيقاف سرعة الجناحيين السريعين أندريه يارمولنكو ويوهن كونويليانكا، كان لا بد لقائد الدفاع إصلاح ما يمكن إصلاحه.
ولم تظهر ثنائية بواتينغ-مصطافي بالمستوى المطلوب وهو ما عززّ من ارتباك الدفاع الألماني وأكد الحاجة الماسة لعودة سريعة لماتس هوملز المصاب والذي أعلن أنه قد يعود في المباراة القادمة.
أما مصطافي فقد طرح أكثر من علامة استفهام فهو من جهة تألق بإحراز هدف التقدم في الدقيقة 19، بيد أنه أيضا أظهر توترا ملحوظا وارتكب خطأين فادحين في الشوط الأول، وكاد أن يتسبب في صدمة في الشوط الثاني حيث كان قريبا من تسجيل هدف بالخطأ في مرمى زميله الحارس مانويل نويير.
شفاينشتايغر..دفعة من الثقة!
أما بالنسبة لخط الوسط والهجوم، فينطبق عليه أيضا مبدأ ضرورة التحسن الفوري بما في ذلك تسريع الإيقاع واستعادة الدقة على مستوى التمريرات. ويشمل ذلك كل من سامي خضيرة وحتى صانع الألعاب مسعود أوزيل أو رأس الحربة ماريو غوتسه الذي حاول جاهدا الضغط على الدفاع الأوكراني دون أن يشكل خطورة حقيقية له.
يورو 2016: ألمانيا في مواجهة خصوم عنيدين
يعد المنتخب الألماني المرشح الأوفر حظا في المجموعة الثالثة، لكن لقاءه مع المنتخب الأوكراني لن يكون بالأمر الهين، كما لم يكن منتخب بولاندا خصما ضعيفا في تصفيات التأهيل. أما منتخب إيرلاندا الشمالية فهو الأقل ترشيحا للفوز.
صورة من: picture-alliance/dpa
طبعا، للمنتخب الألماني لكرة القدم طموح الحصول على لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا. مدرب المنتخب يواخيم لوف أكد ذلك بالقول: "لدينا هدف كبير وهو الفوز وأن نحقق اللقب الرابع لنا في هذه البطولة". وتوج المنتخب الألماني بهذا اللقب في 1972 و1980 و1996
صورة من: Laurence Griffiths/Getty Images
لن يكون الأمر سهلا، خاصة أن المنتخب الألماني شهد تغييرات كثيرة بعد نهاية كأس العالم في البرازيل 2014: اعتزال قائد المنتخب فيليب لام وميروسلاف كلوزة وميرتساكر، ثم الإصابات والعديد من العراقيل خلال التصفيات أو التخوفات من أعمال إرهابية. ورغم كل ذلك فإن المنتخب الألماني يعمل بكل إصرارلنيل اللقب مرة أخرى، رغم بعض التصريحات المتشككة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Eisenhuth
ستخوض ألمانيا مباراتان في دور المجموعات في باريس، الأولى في ملعب "استاد فرنسا" ضد بولاندا، حيث طال الإرهاب عالم كرة القدم في (نوفمبر/تشرين الثاني) الماضي، والثانية على ملعب "برينسن بارك" ضد ايرلاندا الشمالية. ويأمل المدرب لوف ألا تؤثر ذكريات تلك الأحداث المؤلمة على اللاعبين. أما مباراة الافتتاح لألمانيا فستجرى ضد أوكرانيا وستقام في مدينة ليل.
صورة من: picture alliance/Sven Simon
في مباراة الافتتاح سيكون المدرب المساعد أندريه شفيتشينكو أحد نجوم اللقاء. فهو أفضل هداف في تاريخ كرة القدم الأوكراني. فاز بلقب دوري أبطال أوروبا (التشامبيونزليغ). عام 2004 حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا ومن المفترض أن يكون قد قدم الكثير من النصائح القيمة لمنتخب ألمانيا، علما أن أوكرانيا استضافت عام 2012 مثل هذه البطولة وتأهلت الآن لأول مرة للمشاركة فيها.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/A. Stepanov
أناتولي تيموشوك - اسم معروف أيضا في المنتخب الأوكراني. عام 2013 فاز تيموشوك مع بايرن ميونخ بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. خاض 140 مباراة دولية، ما يجعله أكثر لاعبي المنتخب الأوكراني خبرة. أندري يارمولينكو من دينامو كييف ساهم هو الآخر في تسديد أهم الأهداف في التصفيات. الأبرز في هذه المنتخب هي قوة دفاعه، فخلال 10 مباريات لم تدخل مرماه سوى أربعة أهداف، رغم وجوده ضمن مجموعة تضم اسبانيا في التصفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Bat
حذر مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف من الاستهانة بالمنتخب الأوكراني قائلا: " لدى أوكرانيا واحد من أفضل خطوط الدفاع، ما قد يجعل الهجمات المعاكسة أمرا غير مريح". ولكن وبحسب الإحصائيات، لم يخسر المنتخب الألماني في اللقاءات الخمسة مع أوكرانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Voloshin
في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2016، كانت بولاندا خصما صعبا بالنسبة للألمان، كما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره البولاندي. واحتلت بولاندا المرتبة الثانية في تصفيات كأس الأمم الأوروبية بفارق نقطة واحدة عن المنتخب الألماني، ما يزيد من رغبة المنتخب البولاندي في تقديم أفضل مالديه في العرس الكروي. حتى الآن وصلت بولاندا مرتين إلى نهائي هذه المسابقة بدون أن تحرز على اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Zborowski
الهداف روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل 13 هدفا في 10 مباريات تصفية شارك فيها، ومن بينها هدف الحسم الذي حصلت بفضله بولاندا على مقعد لها في منافسات كأس الأمم الأوروبية، عندما فازت على إيرلاندا بـ(2/1). ليفاندوفسكي سجل أهدافا في مرمى زملائه في بايرن ميونخ، ليطلب منه زميله توماس مولر أن يكف عن القيام بذلك. وقد خسرت بولاندا ب (2/0) أمام ألمانيا في بطولة كاس الأمم الأوروبية 2008.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
المنتخب الثالث في هذه المجموعة هو منتخب إيرلاندا الشمالية وهذه هي المشاركة الأولى له في مثل هذه البطولة. وضعه ذلك أمام تحد كبير، علما أنه وصل إلى المرتبة 30 في جدول ترتيب الفيفا. ويرى لوف بأنه "خصم يصعب الفوز عليه". منتخب إيرلاندا الشمالية تمكن من الفوز على المنتخب اليوناني، صاحب لقب بطولة 2004 في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Faith
إلى جانب مشاركة منتخب إيرلاندا الشمالية في هذه التصفيات فإنه سيواجه أيضا المنتخب الألماني في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم. نتائج القرعة أسعدت مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف عندما قال: "إيرلاندا الشمالية هو مرشحي المفضل"
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
نجم ريال مدريد توني توني كروس بقي نسبيا الأكثر ثباتا طيلة المباراة. أما باستيان شفاينشتايغر فقد أطلق مفاجأة حقيقة حين عزز عودته من الإصابة بهدف من تمريرة رائعة لأوزيل بعد دقائق قليلة من مشاركته من مقعد البدلاء. وستتلقى ألمانيا دفعة ثقة قوية من شفايني في ظل أهمية لاعب الوسط في رفع الروح القتالية للاعبين.
وعلى العموم وحتى إذا قال البعض إنّ الماكينة الألمانية تحتاج عادة في البطولات الكبرى إلى وقت لتجد إيقاعها المطلوب، فإن المنتخب الألماني لن يمنح وقتا أطول من اللازم، فالمباراة القادمة أمام بولندا، المدججة بروبرت ليفاندوفسكي أحد أفضل المهاجمين في العالم، يوم الخميس القادم قد تكلفه صدارة المجموعة الثالثة.