ألمانيا قد تُتهم بالإبادة الجماعية خلال حقبتها الاستعمارية
١٢ أكتوبر ٢٠١٧
أفادت مصادر ألمانية بأن الحكومة الاتحادية قد تواجه مستقبلاً تهماً قضائية بالإبادة الجماعية في حق قبيلتين إفريقيتين في ناميبيا إبان الحقبة الاستعمارية.
إعلان
صرحت مصادر ألمانية، اليوم الخميس (12 تشرين الأول/أكتوبر 2017)، بأن الحكومة الألمانية قد تواجه مستقبلاً تهماً قضائية بالإبادة الجماعية في حق قبيلتين إفريقيتين في ناميبيا إبان الحقبة الاستعمارية. وطلب محامي القبيلتين الأمريكي الجنسية كينيث ماك كاليون، اليوم الخميس، من المحكمة الاتحادية الأمريكية في نيويورك منحه مهلة ثلاثة أشهر أخرى، ريثما يستوفي أوراق الدعوى. وقال المحامي إن سبب ذلك يرجع إلى عدم جاهزية دعواه حتى الآن بصورة رسمية لتوجيهها للحكومة الألمانية.
وكانت ناميبيا، الواقعة في جنوب غربي القارة الأفريقية، ظلت أكثر من 30 عاما مستعمرة ألمانية. وقمع الجنود الألمان بوحشية كل لون من ألوان المقاومة التي قام بها السكان المحليون - حتى وصل الأمر إلى الإبادة الجماعية بحق قبيلتي هيريرو وناما. وانتهت السيطرة الاستعمارية الألمانية على ناميبيا عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى، وحصلت ناميبيا على استقلالها عام 1990.
وقال ماك كاليون، خلال جلسة استماع أولية :"إن الممارسات، التي زاولتها الحكومة الألمانية بشأن الدعوى، يبدو أنها استمرت ببطء أطول مما كنا نأمل".
وكان مسؤول القضاء بولاية برلين، ديرك بيهرينت، رفض الدعوى، التي قدمت في تموز / يوليو الماضي ضد ألمانيا، مبرراً ذلك بأنها تمثل انتهاكاً لمبدأ الحصانة الحكومية الذي أقره القانون الدولي.
وتحدث ماك كاليون عن "سخرية" تتم ممارستها حين تتخذ ألمانيا موقفاً من القضية، في الوقت الذي لم تعين شخصاً يمثلها رسمياً في الإجراءات القضائية حتى الآن.
وحضر الجلسة الأولية في نيويورك 50 ممثلا عن القبيلتين من كل من ناميبيا وبوتسوانا وجنوب إفريقيا وكذلك من جنوب الولايات المتحدة وغربها.
وقال ماك كاليون إنه كان هناك أيضاً ممثلون عن الحكومة في ناميبيا. ولم يحضر الجلسة ممثلون عن الحكومة الألمانية بصفة رسمية، إلا أن العديد من المراقبين الألمان كانوا في قاعة المحكمة، غير أنهم لم يرغبوا في ذكر أسمائهم ولا وظائفهم للصحفيين.
وتعقد جلسة الاستماع التالية في الخامس والعشرين من كانون الثاني / يناير 2018.
ويأمل ماك كاليون أن يتم توجيه الدعوى بالقنوات الدبلوماسية الرسمية عبر واشنطن إلى برلين حتى ذلك التاريخ.
خ.س/ه.د (د ب أ)
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
ربما يعرف القليلون أن لألمانيا ماضيا استعماريا، وخصوصا في القارة الإفريقية. المتحف التاريخي في برلين يستضيف وللمرة الأولى معرضاً يكشف فصولاً مؤلمة من تاريخ ألمانيا الاستعماري.
صورة من: public domain
"مستقبلنا على الماء"
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
صورة من: picture alliance/dpa/K-D.Gabbert
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
صورة من: picture-alliance / akg-images
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/arkivi
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
صورة من: public domain
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
صورة من: public domain
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
صورة من: Downluke
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
صورة من: picture alliance/akg-images
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
صورة من: Deutsches Historisches Museum/T. Bruns
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
صورة من: DW/J. Hitz
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
صورة من: DW/J. Hitz
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.