بعد مقتل 15 فلسطينيا في "مسيرة العودة"، تقول إسرائيل إن جنودها كانوا يردون على شغب المتظاهرين. ودعت ألمانيا الفلسطينيين لعدم انتهاك المصالح الأمنية المشروعة لإسرائيل وطالبت إسرائيل بالدفاع عن تلك المصالح بصورة معتدلة.
إعلان
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها حيال المصادمات الدامية في قطاع غزة، التي وقعت أمس الجمعة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، ودعت الجانبين إلى الهدوء. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم السبت (31 آذار/ مارس 2018)، إن حكومة بلاده "قلقة إلى أبعد حد"، وأضاف "نحن ندعو المعنيين بشكل ملح إلى الكف عن كل شيء من شأنه التسبب في تصعيد جديد وتهديد الناس من جديد". وتابع المتحدث أنه لا ينبغي إساءة استخدام الحق في التعبير عن الرأي والاحتجاج السلمي بانتهاك المصالح الأمنية المشروعة لإسرائيل على الحدود مع الأراضي الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يجب أن يتم الدفاع عن هذه المصالح بصورة معتدلة.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن ما لا يقل عن 15 فلسطينياً قتلوا بالرصاص أو بقذائف الدبابات خلال "مسيرة العودة" أمس الجمعة، فيما أصيب أكثر من 1400 متظاهر، وأغلب الإصابات مصدرها الغاز المسيل للدموع. وأعلنت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس الفلسطينية أن خمسة من قتلى يوم أمس الجمعة، هم من نشطائها.
تراجع الصدامات
وتجمع عشرات الشبان الفلسطينيين اليوم السبت على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، لكن الهدوء كان غالباً بشكل عام. وفي جنوب قطاع غزة قال سكان إن القوات الإسرائيلية أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه مجموعة من الشبان أشعل بعضهم إطارات سيارات. وقال مسؤولو صحة إن شخصين أصيبا وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أنه يتحرى الأمر.
وأعلنت السلطة الفلسطينية اليوم السبت يوم حداد وطني، ودعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل في الوفيات. وصدرت دعوات لإضراب عام بأنحاء الضفة الغربية، وشارك آلاف في جنازات جابت شوارع غزة. وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية استهداف المتظاهرين الفلسطينيين. غير أن مسؤولين إسرائيليين اتهموا اليوم السبت حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة بالاستفزاز المتعمد خلال المسيرة الحاشدة أمس الجمعة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن حوالي 30 ألف فلسطيني شاركوا في المسيرة، والغالبية العظمى منهم نساء وأطفال. فيما قال الجانب الفلسطيني إن عدد المشاركين أعلى بكثير.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة (بتوقيت نيويورك) إلى "تحقيق مستقل وشفاف" في أعمال العنف هذه. وتأتي دعوة غوتيريش بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى إصدار بيان بشأن الوضع في غزة خلال جلسة مغلقة طارئة عقدها بطلب من الكويت مساء الجمعة.
ص.ش/ع.ج (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
غزة.. القليل من الهدنة والكثير من القصف
بدأت إسرائيل تهدئة "إنسانية" لسبع ساعات في قطاع غزة بعد ضربة جديدة لمدرسة تابعة لوكالة الأونروا في رفح. كما أعلنت إسرائيل أنها ستسحب جنودها بشكل تدريجي من القطاع. ولكن سرعان ما تنتهي الهدنة حتى تعود أجواء الحرب والدمار.
صورة من: Reuters
قصف مدرسة لـ" الأونروا"
أقر الجيش الإسرائيلي مساء الأحد بأنه قام بقصف هدف في محيط مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في رفح جنوبي قطاع غزة، وهو ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية. من جهته دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استهداف مدارس ومنشآت الأونرا في غزة واعتبره " عملا إجراميا".
صورة من: SAID KHATIB/AFP/Getty Images
المدارس..الملجأ الوحيد
وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقول أن نحو 3000 فلسطيني، كانوا داخل المدرسة، التي قصفها الجيش الإسرائيلي. وهناك أيضا مدارس أخرى تلجأ إليها العائلات الفلسطينية من شمال وشرق قطاع غزة خوفا من الهجمات الإسرائيلية.
صورة من: Shawgy al-Farra
رفح تحت القصف
أعلنت إسرائيل أن جيشها سيوقف إطلاق النار في معظم قطاع غزة، في اليوم الثامن والعشرين من حملتها العسكرية على القطاع، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، لكنها استثنت مدينة رفح، التي تعرضت لقصف كبير، خاصة بعد احتمال اختطاف جندي إسرائيلي هناك.
صورة من: DAVID BUIMOVITCH/AFP/Getty Images
الجندي المفقود
أكد بيان للجيش الإسرائيلي بأن الجندي المفقود هدارغولدن والذي اتهمت تل أبيب حركة حماس باختطافه في قطاع غزة قد قتل في العمليات. كان ذلك خلال معارك في قطاع غزة يوم الجمعة. وكان الجيش الإسرائيلي قد قام بحملة مداهمات واسعة لتحرير الجندي المخطوف، حتى تبث أنه قد قتل في المعارك.
صورة من: Reuters
إسرائيل تسحب جنودها
بعد حوالي أربعة أسابيع من حملتها العسكرية على القطاع، أعلنت إسرائيل أنها ستقوم بسحب جنودها تدريجيا بعد تدمير العديد من الأنفاق. ولكن قوات الجيش ستبقى على استعداد في المنطقة الساحلية لاتخاذ إجراءات ضد حماس، حسب بيان للجيش الإسرائيلي. غير أن هذا لا يعني نهاية الحرب بالضرورة، حسب المتتبعين.
صورة من: Reuters/Baz Ratner
تدمير الأنفاق
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلة السبت، أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة حتى يتم تدمير كل الأنفاق، التي تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل. خاصة وأن حركة حماس تستخدم الأنفاق في تهريب المقاتلين والأسلحة إلى إسرائيل. ولكن الجيش الإسرائيلي تمكن من تدمير معظم الأنفاق، حسب مصادر أمنية إسرائيلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجسس على الحليف الأمريكي
كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن الإسرائيليين وجهاز استخبارات آخر على الأقل، تنصتا على مكالمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الهاتفية، أثناء محاولته التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في تطور رأت الأسبوعية الألمانية أن من شأنه إثارة توتر إضافي للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.
صورة من: Reuters
ضحايا الحرب
ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية، إلى أكثر من 1800 قتيلا، غالبيتهم العظمى من المدنيين. في حين وصل عدد الجرحى إلى نحو 10 آلاف شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب مصادر طبية فلسطينية. كما اضطر ربع سكان غزة إلى النزوح داخل القطاع. وعى الجانب الإسرائيلي قتل 64 جنديا و3 من المدنيين.
صورة من: SAID KHATIB/AFP/Getty Images
مظاهرات عالمية
تسبب الصراع الدموي في غزة في العديد من الانتقادات الدولية وخروج مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء العالم. العاصمة الأمريكية واشنطن شهدت يوم السبت مظاهرات حاشدة للعرب الأميركيين وأنصار المنظمات السلمية. ولكن خروج مظاهرات مؤيدة لإسرائيل على الجانب الآخر أدت إلى اعتداءات متبادلة. وتعيش العديد من المدن الأوروبية في الأسابيع الأخيرة على وقع الاحتجاجات، عرفت بعضها رفع شعارات معادية للسامية.