ألمانيا: كشف أخطاء كثيرة بعد مراجعة ملفات لجوء محسومة
٣١ مايو ٢٠١٧
أظهر تحقيق داخلي أجراه المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين وجود أخطاء كثيرة في حسم ملفات لجوء، ما يمكن أن ينعكس سلبا على بعض اللاجئين. إذ يطالب ساسة بإلغاء القرارات الخاطئة التي اتخذت بدون استيفاء الطلب للشروط المطلوبة.
إعلان
ذكرت صحيفتا "دي فيلت" و"نورنبرغر ناخريشتن" الألمانيتان، أنه بعد مراجعة 2000 ملف تبين أن كثيرا من الملفات التي حُسمت ايجابيا لاتتضمن جميع الوثائق المطلوبة. وبلغت الأخطاء في طلبات اللجوء المقدمة من الأفغان حوالي 45 بالمئة بينما كانت نسبة الأخطاء لدى طالبي اللجوء السوريين 20 بالمئة.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بدأ تحقيقا داخليا في ملفات طالبي اللجوء محسومة على خلفية فضيحة الضابط الألماني فرانكو إيه الذي ادعى أنه لاجئ سوري وحصل على حق الحماية الثانوية. ومن المفترض زيادة عدد الملفات المطلوب مراجعتها إلى 10 آلاف ملف.
من جانبه لم يرغب المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، ومقره نورنبرغ، في الرد على استفسار الصحف. لكن المتحدثة باسم المكتب أوضحت أن النتائج الرسمية النهائية سيتم عرضها اليوم الأربعاء (31 مايو/ أيار) في اجتماع للجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني.
وفي إشارة إلى الثغرات الأمنية، قال شتفان ماير، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي للشؤون الداخلية في البرلمان الألماني "إن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بحاجة إلى تحسين واضح لضمان جودة المراقبة". ويأمل السياسي من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي أن "تتم إعادة النظر في ملفات طالبي اللجوء التي حسمت إيجابيا والتراجع عن القرار الصادر إذا لزم الأمر".
وأشار ماير، الخبير في الشؤون الداخلية إلى قانون اللجوء إلى أن "منح صفة لاجئ (حق اللجوء)" يجب أن يلغى "إذا لم تتوفر الشروط الكاملة لذلك".
واستنادا إلى مصادر أمنية توقعت الصحيفتان الألمانيتان أن تعلن وزراة الداخلية الألمانية، عن إجراء المزيد من التحقيقات والمراجعات، بعد الإعلان الرسمي عن نتائج التحقيقات وعرضها على البرلمان (بوندستاغ). ووفقا للتقارير، من المفترض أن تتم مراجعة الملفات المحسومة ايجابيا، استنادا إلى إجابات طالب اللجوء على استمارة الأسئلة.
محطات في حياة الضابط الألماني المنتحل شخصية لاجئ سوري
لا تزال واقعة انتحال الضابط الألماني "فرانكو أ." لهوية لاجئ سوري محط اهتمام وانتقاد الرأي العام الألماني. خاصة بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن الميول المتطرفة لدى الضابط كانت معروفة لدى قادته منذ أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تمَوز/ يوليوعام 2008 التحق "فرانكو أ." بالجيش الألماني لتأدية الخدمة العسكرية في بلدة إيدارأوبرشتاين التابعة لولاية راينلاند بفالتس في ألمانيا. وفي العالم التالي 2009 التحق بمجموعة من الجيش الألماني متمركزة في فرنسا، وهناك درس علوم السياسية والاجتماع بأكاديمية سانت سير العسكرية.
صورة من: picture alliance/dpa
قدم "فرانكو أ." في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 أطروحته للماجستير والتي انتقد فيها ما أسماه بـ "الخلط المتعمد الذي يطال السلاسة الأوروبية "، في إشارة إلى سياسة الهجرة التي تتسبب في الاختلاط بين الشعوب.
صورة من: Fotolia/Franny-Anne
وقوبلت رسالة الماجستير بانتقادات شديدة من قبل المشرف بسبب المضمون الذي انطوى على فكر قومي متطرف وعن نداء صريح للعنصرية. ودافع "فرانكو أ." عن نفسه بأن اللغة المستخدمة قد تكون حملت عبارات غير مرغوب بها وذلك لكتابتها ضمن فترة زمنية قصيرة.
صورة من: Gerhard Seybert/Fotolia
في تموز/يوليو 2015 منح رتبة ضابط بالجيش الألماني. وبعد عام تقريباً على تعيينه سجل نفسه كلاجئ سوري بإسم "دافيد بنيامين" في مدينة أوفنباخ. بعد ذلك نُقل إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين التابعة لدائرة ايردينغ (ولاية بافاريا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في شباط/فبراير2016 انتقل الضابط المنتحل شخصية لاجئ سوري إلى كتيبة الجيش 291 في إلكيرش (إكيرتش) في فرنسا. وبعد عشرة أشهر حصل على الحماية الجزئية، التي تمنح مؤخرا في ألمانيا لمعظم طالبي اللجوء السوريين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
في شباط/فبراير2017 اعتقل في فيينا بشكل مؤقت بتهمة حيازة السلاح بدون ترخيص. ما أثار الشكوك حوله ودفع بالمكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة بتزويد جهاز المخابرات العسكرية بمعلومات حول انتحال الضابط الألماني لشخصية أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
في 26 نسيان /أبريل 2017 ألقي القبض على الضابط المذكور في مدينة هاملبورغ بايرن. كما اعتقل أحد شركائه ويدعى "ماتياس ف."، وهو طالب نشأ مع "فرانكو أ." في مدينة أوفنباخ. وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أنه تم العثور بحوزة المتهم الثاني على ذخيرة ومعدات عسكرية تم الحصول عليها من الجيش الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Medichini
بعد هذه الواقعة انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في مقابلة مع القناة الثانية (ZDF) قادة الجيش وحملت ما "سوء القيادة" المسؤولية عن ما حدث مع الضابط المنتحل. في المقابل تزداد الضغوط التي تواجهها الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل على خلفية هذه الفضيحة.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في الثاني من شهرأيار/مايو بدأت التحقيقات في قضية الضابط المنتحل وأفادت تقارير أن وزارة الدفاع الألمانية عثرت على دلائل تشير إلى وجود خلية يمينية متطرفة ضمن القوات المسلحة الألمانية.
صورة من: Imago/blickwinkel/I. Schulz
في التاسع من أيار/ مايو ألقي القبض على مشتبه فيه ثالث في قضية "فرانكو أ." في مدينة كيل بولاية بادن- فورتمبرغ الألمانية. وأفادت السلطات أن المشتبه به هو "مكسمليان ت." وهوألماني يبلغ من العمر 27 عاماً. ويشتبه في أن يكون خطط لعمل إرهابي في ألمانيا. إعداد: إيمان ملوك