ألمانيا: كيف يستغل اليمين الشعبوي ملف الهجرة لكسب التأييد؟
١٨ يونيو ٢٠٢٣
أظهر استطلاع رأي جديد في ألمانيا أن تأييد الحزب اليميني الشعبوي، البديل من أجل ألمانيا (AfD)، قد سجل ارتفاعاً قياسياً في الآونة الأخيرة، وقال حوالي 65 بالمئة من المؤيدين أن موقف الحزب من موضوع الهجرة كان سبب اختيارهم له.
إعلان
يواصل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، وهو حزب سياسي يميني شعبوي، تقدمه في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، وقد يكون في طريقه للفوز بثلاث ولايات في شرق ألمانيا في انتخابات عام 2024، حسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء.
وقد أبرز استطلاع أجرته Wahlrecht، وهي شبكة استطلاعات حول المواضيع السياسية، أن نسبة من الألمان صارت منحازة أكثر في الآونة الأخيرة للتصويت لحزب البديل.
كما سجل حزب البديل من أجل ألمانيا 17 إلى 19 بالمئة على الصعيد الوطني، وهو رقم قياسي للحزب. نتائج الاستطلاع الخاصة بحزب البديل من أجل ألمانيا أظهرت أنه صار في نفس المرتبة - المركز الثاني- مع المستشار أولاف شولتز عن حزب الديمقراطيين الاجتماعيين SPD.
وحسب تقرير وكالة رويترز الإخبارية فإن حزب البديل من أجل ألمانيا، بلغ أعلى مستوياته سابقا سنة 2018، بعد أزمة المهاجرين في أوروبا. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، ارتفع عن المرتبة الخامسة التي حصل عليها في انتخابات 2021 عندما كانت نسبته من الأصوات قد بلغت 10.3 بالمئة. كما ذكر تقرير لـ DW، أن حزب البديل من أجل ألمانيا كان منذ فترة طويلة أقوى حزب سياسي في العديد من الولايات الشرقية بالبلاد.
لماذا يحقق حزب البديل من أجل ألمانيا تقدما؟
أوضحت نتائج دراسة استقصائية حديثة حول الدوافع التي جعلت الألمان يصوتون لحزب البديل من أجل ألمانيا، أن عدم الرضا عن الأحزاب السياسية الأخرى كان السبب الرئيسي وراء قيام الناخبين بالإدلاء بأصواتهم لصالح الحزب اليميني. وقال غالبية الذين شملهم الاستطلاع، أو حوالي 65 بالمئة، أن موقف حزب البديل من أجل ألمانيا الحاسم بشأن الهجرة كان سبب تصويتهم للحزب، يليه قطاع الطاقة وتغير المناخ (47 بالمئة) والاقتصاد (43 بالمئة). و32 بالمئة قالوا إنهم يؤيدون سياسات حزب البديل من أجل ألمانيا بشكل كامل، وفق تقرير لـ DW.
وعاش الحزب نقطة تحول عام 2015، عندما اشتدت أزمة تدفق اللاجئين من دول شرق أوسطية على دول الاتحاد الأوروبي. ففي سبتمبر/أيلول 2015، سمحت ألمانيا للاجئين، وأغلبهم من سوريا، بدخول البلاد والحصول على حق اللجوء فيها. كما استقبلت النمسا المجاورة لألمانيا أيضًا لاجئين كثر، لكن ألمانيا أبقت حدودها مفتوحة على مصراعيها، واستقبلت حينها ما يناهز 890 ألف شخص تقدموا جميعا بطلبات لجوء.
وقد عارض حزب البديل من أجل ألمانيا هذه الخطوة وظهر كصوت غاضب ورافض لهذا القرار، وتبنى موقفًا مناهضًا للهجرة كموقف سياسي رئيسي. بالإضافة إلى ذلك، يعارض حزب البديل أيضا التحول المكلف نحو حلول الطاقة الخضراء في البلد وأيضا معدل التضخم المرتفع الذي تشهده ألمانيا في السنوات الأخيرة.
ويشار إلى أن الحزب يستخدم باستمرار وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز دعم إيديولوجياته السياسية. فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد، أن حزب البديل من أجل ألمانيا كان أكثر الأحزاب السياسية نشاطا في ألمانيا على تويتر. ومن بين ملايين التغريدات التي تم تحليلها في الدراسة، كانت 30 في المائة منها مرتبطة بحزب البديل من أجل ألمانيا.
صعود اليمين المتطرف في أوروبا!
اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة تأييدا في جميع أنحاء أوروبا في الآونة الأخيرة. في بعض البلدان، لعبت السياسات المتبنية للأفكار المناهضة للهجرة مثل التي نفذتها الحكومة اليمينية في إيطاليا، دورًا في التأثير على سياسة الهجرة في البلدان الأخرى.
أما عن عمليات العودة، سواء كانت طوعية أو ترحيل لطالبي اللجوء المرفوضين، أصبحت موضع تركيز في سياسة الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا:ثلاثة عقود على جريمة زولينغن العنصرية.. نضال ضد النسيان
لكن رغم ذلك، فإن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال غير قادرة على التوصل إلى توافق بشأن تقاسم مسؤولية الإسكان وإدماج المهاجرين واللاجئين، كما ظهرت خلافات كبيرة غذت خطاب الأحزاب اليمينية والشعبوية المناهض للهجرة، حسب وكالة رويترز.
كما دعت إيلفا جوهانسون، مسؤولة ملف الهجرة بالاتحاد الأوروبي، إلى الاتفاق على "نهج مشترك" وحذرت من اتخاذ الدول الأعضاء موقفًا متشددًا بشأن الهجرة لكسب التأييد على المستوى الداخلي. وقالت "إذا اتفقنا على نهج مشترك لإدارة الهجرة بطريقة إنسانية ومقيدة في الآن ذاته، فسنكون جميعًا فائزين لأننا سنكون قادرين على إدارة الهجرة معًا بطريقة منظمة".
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س