نفذت مجموعة من اللاجئين إضرابا عن الطعام احتجاجا على "تلكؤ" السلطات المسؤولة في متابعة إجراءات لجوئهم والبت في طلباتهم. وطالب هؤلاء بالاهتمام بهم وعدم إهمالهم وتركهم حائرين لا يعرفون مصيرهم.
إعلان
أضربت مجموعة من اللاجئين في مدينة آخن الألمانية عن الطعام اليوم الأربعاء (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) في مركز لإيواء اللاجئين احتجاجا على عدم متابعة السلطات المختصة السير في إجراءات طلبات لجوئهم. وفي هذا السياق قال صباح حسين ، وهو لاجئ عراقي وأحد المضربين عن الطعام لـ DW عربية إن سبب إضرابهم عن الطعام هو "القلق والخوف من المجهول وبقاؤنا معلقين".
وأضاف حسين قائلا: "لا نعرف ماذا سيحدث معنا. فالسلطات لم تتابع إجراءات لجوئنا الأولية المتعلقة بالتسجيل وأخذ البصمات وإجراء الفحص الطبي. ومن ثم إرسالنا إلى مكان إقامة ثابت حتى انتهاء إجراءات اللجوء".
وردا على ذلك صرحت إفلين فولك، متحدثة باسم مدينة آخن لـ DWعربية أن تلك الإجراءات لا يمكن متابعتها قبل "إجراء فحص طبي لهؤلاء اللاجئين وإعطائهم اللقاحات الطبية ومن ثم ستقوم لجنة بتسجيلهم ومتابعة الإجراءات". وأضافت المتحدثة أن ذلك لا يقتصر على مدينة آخن وإنما هي "إجراءات يتم اتباعها في كل ألمانيا". وقالت فولك إن الصليب الأحمر الألماني، الذي يتولى رعاية هؤلاء اللاجئين، هو المسؤول عن الفحص الطبي، مشيرة إلى أنها لا تعرف سبب عدم إجراء الفحص حتى الآن.
أما عدد الذين أضربوا عن الطعام فكان حوالي 150 لاجئا معظمهم من السوريين والعراقيين حسب ما أفادنا به صباح حسين، الذي أثنى على الرعاية التي يتلقونها في مركز الإيواء من قبل الصليب الأحمر الألماني ووصفها بالجيدة. وأشار إلى أنهم لا يريدون أن يعرفوا متى يتم "تحديد موعد لمتابعة الإجراءات والالتزام به"، حيث سبق وأن تلقوا وعودا لم يتم الالتزام بها. وقيل لهم يومها إنها "صدرت من غير المختصين المسؤولين عن أمرهم".
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)