ألمانيا: لقاءات بين شباب مسلم وأفراد من الشرطة لتعزيز الثقة
٧ أكتوبر ٢٠٢٤
من خلال تعزيز الثقة المتبادلة بفعاليات ترفيهية حوارية بأوقات الفراغ يأمل هذا المشروع جذب مهاجرين أكثر للعمل بصفوف الشرطة وتقوية التآزر المجتمعي خصوصا مع أوساط مهاجري ألمانيا. لكن ما الذي قد يجعل هذه الثقة تتزعزع أحياناً؟
إعلان
نقلت قناة "إن دي آر NDR" الألمانية أن شباباً وشابات مسلمين اجتمعوا مع أفراد شرطة نساءً ورجالاً في حديقة مخصصة لهواية التسلُّق مثلاً على الأشجار أو الحيطان.
وخلال الفعالية طُرحت مسائل للنقاش تسعى لكسر الأحكام المسبقة، وتبادل فيها المشاركون النقاشات حول أمور كان يعتقدها كل طرف عن الآخر، وطُرحت مثلاً أسئلة حول فُرص عمل المهاجرين والمهاجرات لدى الشرطة وأيضاً حول إنْ كانت المسلمات المشاركات يرتدين الحجاب طوعاً أم كرهاً.
تأتي هذه المحادثات العميقة بين الطرفين في إطار مشروع "خلق الأمن معاً" المموَّل حكومياً الهادف إلى الحد من الأحكام المسبقة وبناء الثقة في كلا الاتجاهين وإظهار مدى التنوع في أوساط أفراد الشرطة.
ولتحقيق هذه الغاية تتعاون منظمة الشباب المسلم في مدينة أوسنابروك بانتظام مع إدارة الشرطة في إقامة فعاليات لتبادل الأفكار وتعميق الثقة، والمرة السابقة كانت فعالية شواء في الصيف واجتمع فيها الطرفان لتبادل أطراف الحديث وتعميق معرفة كل منهما بالآخر.
وناقش اجتماع الصيف أيضا قوة وسائل التواصل الاجتماعي حين تنتشر فيديوهات يُصوَّر فيها عنف الشرطة وهو ما قد يتم إخراجه من سياقه وهذا يخلق حالة من الشك والارتياب تجاه الشرطة.
مسجد بريطاني يحاور كارهيه بعد خبر كاذب عن "مهاجر مسلم"
04:20
وتأتي أهمية مثل هذه الفعاليات خصوصا لأن بعض الشباب المسلم لديهم تاريخ من الهروب أو الهجرة وكانت لهم تجارب سيئة مع الشرطة في بلدانهم الأصلية في الماضي وبالتالي فقد انعدمت لديهم الثقة في أفراد الشرطة أينما كانوا، كما أن الثقة بين بعض الشباب المسلمين وأفراد الشرطة في ألمانيا قلت بسبب بعض التصرفات التي صدرت من أفراد الشرطة خصوصا في المظاهرات المناصرة لغزة مؤخرا في عام 2024 والتي قد تُجتَزأ أحياناً عن سياقاتها.
كما أن استبياناً -كان أُجري بين نوفمبر / تشرين الثاني 2021 وأكتوبر / تشرين الأول 2022 ونقلته وكالة الأنباء الألمانية- لاحظ أن 11% من أفراد الشرطة -سواء الاتحادية أو في الولايات- بألمانيا لديهم أحكام مسبقة وعداء تجاه المسلمين، وأن هذه النسبة ارتفعت إلى 17% في الاستبيان الثاني الذي أجري في الفترة بين نوفمبر / تشرين الثاني 2023 ومارس / آذار 2024.
ولذلك جاءت هذه المبادرة للتعارف وتبادل الأفكار والحوار بين الشباب والشابات المسلمين وأفراد الشرطة الألمانية نساءً ورجالاً من أجل تعزيز بناء الثقة بينهما وانفتاح أكبر لكل منهما على الآخر ضمن مشروع مدعوم حكومياً يأمل في اجتذاب المزيد من المهاجرين للعمل في صفوف الشرطة وتعزيز اللُّحمة المجتمعية بل وإشراك المساجد في هذا الجُهد.
ع.م / أ.ح
هل يمنع حزب "البديل" مشروع بناء أول مسجد بمئذنة في تورينغن؟
05:25
This browser does not support the video element.
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... تراجع عدد الزوار والسبب ليس كورونا فقط!
قبل 25 عاما أطلق مسلمو ألمانيا فعاليات "يوم المسجد المفتوح" واختاروا له يوم الوحدة الألمانية (الثالث من تشرين أول/ أكتوبر) من كل عام، حيث تفتح المساجد أبوابها أمام الزوار للتعريف بالإسلام، لكن عددهم تراجع قليلا هذا العام
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا".
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
انطلق يوم المسجد المفتوح هذا العام تحت شعار "المساجد أمس واليوم".وبحسب بيانات مجلس شؤون المسلمين بألمانيا، تشارك نحو ألف جمعية تشرف على مساجد على مستوى ألمانيا في فعاليات هذا اليوم. وبدأت الفعالية الأكبر التي تضم كثيرا من الضيوف من أوساط سياسية ومجتمعية في المسجد المركزي بمدينة كولونيا غربي ألمانيا التابع لاتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
ألقت جائحة كورونا بظلالها على فعاليات "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا العام الماضي.عندما أصدرت الحكومة في مارس/ آذار 2020 ما يعرف بقيود كورونا، أغلقت حتى دور العبادة بما فيها المساجد أبوابها. لكن بعد تخفيف القيود في مايو/ أيار، سمح بالعودة للمساجد بشروط من بينها ارتداء الكمامة والتابعد لمسافة 1٫5 متر بين كل شخص في المسجد.في في هذه الصورة يظهر جليا قلة أعداد الزوار وتباعدهم عن بعضهم البعض.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture-alliance
في مسجد الشهداء Sehitlik في حي نويكولون في برلين، تحدث رئيس جمعية المسجد ،عقوب آيار، عن حوالي 1500 إلى 2000 زائر هناك. في ظل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، تم ننظيم جولات في المساجد فضلا عن معرض للصور والموسيقى. على الرغم من استمرار تداعيات جائحة كورونا على هذه الفعالية، أبدى رئيس الجمعية رضاه عن عدد الزوار هذا العام. قبل الوباء، كان هناك حوالي 4000 إلى 5000 زائر.
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
غير أن رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، أيمن مازيك، قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عدد الجاليات المشاركة-وكذلك عدد الزوار - تراجع بعض الشيء خلال الأعوام الماضية. وأشار إلى أن ذلك لا يرتبط فقط بظروف تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، ولكنه يرجع إلى وجود مخاوف أمنية لدى بعض الجاليات.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ويتم عقد اللقاءات والندوات بها أيضاً.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
من بين المساجد المشاركة في هذه الفعالية، المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ. هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في عام 2016 وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
إلى جانب الفعاليات والنشاطات المختلفة التي يشهدها هذا اليوم، قد يحصل الزوار أحياناً على بعض الهدايا الرمزية والتذكارية في يوم المسجد المفتوح، على مثل هذه المَسبَحة. يشار إلى أنه يعيش في ألمانيا نحو 5.5 مليون مسلم. ويعيش أغلبهم بشكل كبير في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، التي تقع بها مدينة كولونيا.