دعت ألمانيا شركائها الأوربيين إلى التكاتف بعد تصريحات للرئيس الأمريكي بشأن العلاقات الأوروبية-الأمريكية. وقال وزير خارجية ألمانيا بمناسبة لقاء بوتين وترامب في فنلندا "لم يعد بوسعنا الاعتماد بالكامل على البيت الأبيض".
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الاثنين (16 يوليو/ تموز 2018) إنه لم يعد بوسع أوروبا الاعتماد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحتاج إلى توحيد جهودها وذلك بعد أن وصف ترامب التكتل بأنه "خصم" فيما يتعلق بالتجارة.
وعلى خلفية لقاء الرئيس الأمريكي ترامب بنظيره الروسي بوتين في هلسنكي ظهر اليوم الإثنين، قال ماس في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية المقرر صدورها غدا الثلاثاء إن تصريحات الرئيس الأمريكي، الذي وصف الاتحاد الأوروبي بأنه خصم في المجال التجاري، تدل "للأسف مجددا على نحو أوضح على مدى اتساع المسافة السياسية بين ضفتي الأطلسي منذ أن تولي دونالد ترامب الحكم... لا يمكننا الاعتماد بعد الآن على البيت الأبيض على نحو مطلق". وأضاف وزير الخارجية الألماني أنه يتعين إعادة ضبط العلاقات عبر الأطلسي للحفاظ على الشراكة مع الولايات المتحدة، موضحا أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بـ"أوروبا واعية ومستقلة".
ومن جانبه، قال وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية ميشائيل روت اليوم الاثنين على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل: "إنه (ترامب) يصفنا كخصم. نحن لا نرى الأمر كذلك على الإطلاق... هناك شراكة عميقة ووثيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي".
وفي الوقت نفسه اتهم روت الرئيس الأمريكي بإثارة الاضطرابات عن عمد، وقال: "الرئيس الأمريكي يمارس الاستفزاز. إنه يحاول إحداث انقسام في الاتحاد الأوروبي". ودعا روت إلى تحقيق المعايير الضرورية للتكاتف داخل الاتحاد الأوروبي حتى يؤخذ الاتحاد على محمل الجد، وقال: "الغضب وحده لن يساعدنا".
وكان ترامب وصف في مقابلة إعلامية الاتحاد الأوروبي بأنه خصم، مبررا ذلك بما يعتبره ممارسات تجارية غير عادلة من جانب الأوروبيين.
تحذير من عقد صفقات منفردة مع بوتين
وكان هايكو ماس قد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد من مغبة عقد أي صفقات منفردة مع روسيا على حساب الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة. وكان ترامب قد اتهم ألمانيا قبل أيام بأنها "أسيرة" لروسيا بسبب اعتمادها عليها في إمدادات الطاقة. ورحب ماس بالاجتماع بين ترامب وبوتين في هلسنكي وقال لصحيفة بيلد آم زونتاغ "قلنا دائما إننا بحاجة إلى الحوار مع روسيا. لذا فإن المحادثات بين واشنطن وموسكو أمر جيد". وأضاف "ستكون أيضا خطوة للأمام إذا منح هذا الاجتماع أيضا قوة دافعة لنزع السلاح النووي".
لكن وزير الخارجية الألماني قال "من يسيء إلى شركائه يخاطر بخسارتهم في نهاية المطاف. الصفقات المنفردة على حساب الشركاء ستضر أيضا بالولايات المتحدة في النهاية".
ص.ش/ح.ز (د ب أ، رويترز)
العلاقات الألمانية الأمريكية ـ ارتباط استراتيجي عقلاني
تعد علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل علاقة جيدة مبنية على مصالح مشتركة، غير أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة على الدوام بل شهدت محطات من التوتر، ولاسيما عند اندلاع أزمة اليورو.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/Xinhua/Luo Huanhuan
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت (23 أبريل 2016 ) في هانوفر شمال ألمانيا احتجاجا على مشروع اتفاق للتبادل الحر عبر الأطلسي، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للدفاع عن هذه المعاهدة. وتحدثت الشرطة عن 35 ألف متظاهر في حين أشار المنظمون إلى تسعين ألفا.
صورة من: DW/S. Kinkartz
قبل هبوط طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطار هانوفر خضعت المنطقة برمتها لترتيبات أمنية مشددة، وحتى البساط الأحمر الذي مشى عليه أوباما خضع لتفتيشات الكلاب البوليسية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/J. Meyer
قبل استقباله من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قصر هيرنهاوزن في هانوفر، استعرض الرئيس أوباما حرس الشرف للجيش الألماني، واستمع مع ميركل للنشيدين الوطنيين الألماني والأمريكي.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
اختيار الرئيس باراك أوباما زيارة ألمانيا للمرة الخامسة منذ دخوله البيت الأبيض، يؤكد على المكانة التي يمنحها للمستشارة، الزعيمة الأوروبية التي يعرفها أكثر من سواها بعد ولايتيه الرئاسيتين. وهو هنا يحيي الجمهور من على شرفة في قصر هيرنهاوزن بهانوفر في شمال ألمانيا.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أشاد الرئيس أوباما بالدور الريادي الذي تقوم به المستشارة الألمانية ميركل ووجه لها شكرا في كلمته يوم الاثنين بهانوفر. وقال أوباما: "باسم الشعب الأمريكي أود أن أشكر السيدة ميركل على دعمها لتحالفاتنا على هذا النحو، وعلى التزامها تجاه تحقيق الحرية والمساواة وحقوق الإنسان". ووصف أوباما الدور الذي تقوم به ميركل "بالقيادة بيد هادئة" وأشار إلى أنه يمكن التعلم منها كيفية القيادة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أكد أوباما كفاءة الاقتصاد الأمريكي في معرض هانوفر الصناعي الدولي، وبدا أوباما كشخص موهوب في البيع وقال مبتسما في مستهل جولته بالمعرض: "اشتري صنع في أمريكا". وكان ذلك بمثابة رد فعل على المستشارة ميركل التي دعت قبلها خلال افتتاح المعرض لتحسين فرص التجارة أمام الشركات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت: "شراء (المنتج) الألماني شيء جميل أيضا".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
خلال فعاليات معرض هانوفر الصناعي الدولي روج أوباما وميركل لدعمهما لاتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغم الانتقادات التي يثيرها على ضفتي الأطلسي. وعبر أوباما عن أمله في إنهاء المفاوضات حول هذا الاتفاق المتعثر، المعروف باسم "الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار" قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لم يبخل الرئيس أوباما في الإشادة بالمستشارة ميركل التي وصفها بـ"حارسة أوروبا" مثنيا على موقفها "الشجاع" في أزمة المهاجرين. وقال "إنها تجسد الكثير من المواصفات القيادية التي تثير إعجابي بقدر خاص، وهي تسترشد بالمصالح والقيم في آن". ويبدو أن هناك تطابقا كبيرا في نهجي أوباما وميركل، وتحدثت صحيفة ألمانية عن "روحين توأمين".