ألمانيا لن تحقق مع "برينتاغ" بخصوص بيع كيماويات لنظام الأسد
١٣ أغسطس ٢٠١٩
أغلق الادعاء العام في ألمانيا ملف دعوى رفعتها منظمات غير حكومية ضد شركة "برينتاغ" الألمانية لبيعها مواد كيماوية لشركة سورية يمكن استخدامها في صناعة غازات سامة. وأكدت الشركة أنها التزمت بالقوانين والضوابط في صفقتها.
إعلان
قال ممثلو ادعاء ألمان اليوم الثلاثاء (13 آب/ أغسطس 2019) إنهم لا يجدون أي مبرر للتحقيق مع شركة برينتاغ، إذ ليست هناك دلائل كافية على ارتكاب مخالفة تبرر التحقيق مع الشركة بسبب بيع مواد يمكن استخدامها في صنع أسلحة كيماوية لشركة في سوريا عام 2014. وهو ما أكده متحدث باسم الشركة أيضا فيما بعد.
وكانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" ومؤسسات إعلامية ألمانية وسويسرية قد كشفت النقاب عن صفقات المواد الكيماوية مع شركات لصناعة الأدوية تعمل لحساب النظام السوري، مما أضر بأسهمها بسبب مخاوف من تداعيات سياسية في الولايات المتحدة.
ومن بين المواد التي أثارت شكوك المحققين في الصفقة، إيزوبروبانول ومادة ديثيلامين اللتان تدخلان في صناعة مرهم لتخفيف الآلام ماركة فولتارين، إلا أنهما تدخلان أيضا في صناعة الغازات السامة، مثل غاز السارين الذي استخدم في بعض جبهات القتال في الحرب السورية، وفق مصادر المعارضة السورية.
وكانت ثلاث منظمات غير حكومية هي مبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومقرها نيويورك، ومنظمة الأرشيف السوري ومقرها برلين، ومنظمة ترايال إنترناشونال ومقرها سويسرا، قد تقدمت بشكوى ضد برينتاغ لدى الادعاء العام في مدينة إيسن، غربي ألمانيا. لكن الادعاء العام في مدينة دويسبورغ تولى القضية فيما بعد.
وقالت برينتاغ آنذاك إن شركة سويسرية تابعة لها باعت مادتي الديثيلامين والإيزوبروبانول عام 2014 وبما يتماشى مع القوانين والضوابط المعنية إلى شركة أدوية سورية تعرف باسم شركة الشرق الأوسط للصناعات الدوائية وذلك لإنتاج مسكن للآلام.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الأمم المتحدة للتحقيق المعنية بسوريا ذكرت في مارس/ آذار الماضي أن القوات الحكومية نفذت 32 من بين 37 هجوما كيماويا أبلغت عنه اللجنة أثناء الحرب السورية. وتنفي الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية.
ع.ج/ أ.ح (رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.