ألمانيا: مؤتمر الإسلام ينتهي بخلافات حول تمويل المساجد
٢٩ نوفمبر ٢٠١٨
بعد يومين من النقاش الساخن، خصوصا بين مسلمين محافظين وليبراليين، انتهت النسخة الجديدة من مؤتمر الإسلام تحت إشراف وزير الداخلية زيهوفر بنداءات لتعميق الحوار بين المسلمين وكذلك بخلافات حول تمويل المساجد وتأهيل الأئمة.
إعلان
بنداءات تخص مواصلة وتعميق الحوار بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين المحيط الاجتماعي، انتهت اليوم الخميس (28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) النسخة الجديدة من مؤتمر الإسلام الألماني الذي تشرف عليه تقليديا وزارة الداخلية. وانعقد المؤتمر هذه المرة تحت إشراف وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر. وشهد خلال يومين من انعقاده نقاشات ساخنة بين جمعيات وروابط إسلامية محافظة وبين شخصيات وجمعيات إسلامية معتدلة أو ليبرالية.
وتناول مؤتمر الإسلام هذا العام ملفا شائكا تمثل في طرح تصورات عن كيفية ممارسة المسلمين لدينهم ووفق مفهوم ينطلق من واقع الاندماج في المجتمع الألماني، أي بمفهوم التناغم مع قيم ومفاهيم المجتمع والتي يضمنها الدستور الألماني أو القانون الأساسي للدولة الألمانية، ذلك الدستور الذي يضمن لكل شخص وجماعة أو طائفة دينية حق ممارسة شعائرهم الدينية ويحميهم قانونيا.
لكن مؤتمر الإسلام شهد أيضا نقاشا ساخنا بين الجمعيات الإسلامية التقليدية المحافظة وبين شخصيات وجمعيات معتدلة أو ليبرالية تخص عدة ملفات، منها ملف التمويل الخارجي للمساجد والمؤسسات الدينية إلى جانب تمويل إعداد وتدريب أئمة المساجد. وكان وزير الداخلية زيهوفر قد وعد في كلمته الافتتاحية يوم أمس الأربعاء بدعم الجالية المسلمة ومؤسساتها ماديا ومعنويا فيما يخص الاندماج مقابل استقلاليتها ومنع تأثير الخارج عليها.
في غضون ذلك يناقش البرلمان الألماني اليوم الخميس مشروع قرار تقدم به كتلة حزب الخضر ويتضمن طلبا للحكومة الاتحادية أن تقوم بدراسة وفحص برنامج تعليمي لإعداد أئمة مساجد في ألمانيا بدلا من "استيرادهم" من الخارج. وجاء في الطلب البرلماني لحزب الخضر أن البرنامج المأمول العمل به لإعداد أئمة المساجد يجب أن يتم مناقشته مع فقهاء مسلمين وروابط إسلامية ويجب أن يكون متناغما مع الواقع في المجتمع الألماني.
كما يطالب المشروع أيضا الحكومة الاتحادية بدراسة إمكانية تمويل البرنامج وتحديد معاشات أئمة المساجد الذين يتدربون في ألمانيا.
يذكر أن أئمة المساجد في ألمانيا يتم جلبهم من الخارج، فالجمعيات وروابط المساجد التركية تستقدم أئمة مساجد يتم تدريبهم وتأهيلهم في تركيا تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، فيما تستقدم المساجد العربية أئمة من الدول العربية كالسعودية أو مصر.
ح.ع.ح/أ.ح (ك.ب.أ)
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين