بدأت في ألمانيا محاكمة شاب سوري يعتقد أنه على صلة بجماعات إسلاموية متطرفة بعد أن هاجم شخصين بسكين ما أدى لوفاة أحدهما وإصابة الآخر بجراح خطيرة. والدافع لفعلته كان "رفضه لميولهما الجنسية المثلية".
وجهت النيابة الألمانية إلى عبد الله أ.ح.ح - البالغ من العمر 21 عامًا وسبقت إدانته بمحاولة تجنيد أنصار لتنظيم "الدولة الإسلامية" تهمة ارتكاب "القتل العمد والشروع في القتل والحاق الضرر الجسدي الخطير".
ولدى قراءة لائحة الاتهام بعد وقت قصير من افتتاح جلسة الاستماع في المحكمة الإقليمية العليا في دريسدن (ساكسونيا)، تحدث المدعي العام ماركو ماير عن ما وصفه بفعل "بدوافع قذرة" نُفذ "بطريقة غادرة" ضد أشخاص اعتبرهم "كفارًا".
وقال ماير إن الشاب السوري تصرف "لأنه اعتقد أنه تعرف عليهم كمثليين وأراد معاقبتهم بالموت"، فيما أشار محامي المتهم من جهته إلى أن موكله "لن يعلق على القضية".
ووفق تحقيقات الشرطة، فإن عبد الله أ.ح.ح قام مساء 4 تشرين الأول/أكتوبر 2020 بطعن شخصين مثليي الجنس يبلغان من العمر 53 و55 عاما في وسط العاصمة الساكسونية، وهو الهجوم الذي أسفر عن مصرع أحدهما وهو سائح ألماني من مدينة كولونيا بعد فترة وجيزة من إصابته في المستشفى بينما نجا الآخر الذي أصيب بجروح خطيرة.
وقد تم اعتقال الشاب السوري بعد نحو أسبوعين من الهجوم ووضع قيد الحبس الاحتياطي منذ ذلك الحين.
هجوم بدافع كراهية المثليين
وبحسب لائحة الاتهام فقد تصرف عبد الله أ.ح. ح. انطلاقاً من "معتقداته الإسلامية المتطرفة" وكراهية المثليين جنسياً.
واعتبرت إيريس كلوبيتش، المسؤولة عن العلاقة بين القضاء والضحايا في ولاية ساكسونيا مؤخراً أن "الهجمات التي يقوم بها الإسلاميون المتطرفون هي اعتداء على ديموقراطيتنا وعلى تعايشنا السلمي. ويعد اعتبار تلك الهجمات أفعالاً جنائية خطوة مهمة نحو التعويض عن الظلم وإحلال العدالة".
وقد أثارت القضية حينها ضجة في ألمانيا بسبب إطلاق سراح المشتبه به في 29 كانون الأول/ديسمبر، قبل أيام قليلة من الهجوم الدامي، وهو الذي كان قد أدين بارتكاب أعمال عنف وقضى بسببها عقوبة السجن عدة مرات.
وكان من المفترض أن يخضع عبد الله أ.ح.ح للمراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات بعد إطلاق سراحه، ولكن ليس على مدار الساعة، ما عرض السلطات الساكسونية للانتقادات بسبب فشلها في عملية المراقبة.
كما أوضحت النيابة الألمانية لمكافحة الإرهاب أن الشاب - وهو لاجئ سوري وصل ألمانيا في عام 2015 - قد أدين بعد وصوله البلاد بثلاث سنوات لقيامه بتجنيد مناصرين لـ "منظمة إرهابية" تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وبسبب هذه المخالفات الجنائية تم سحب صفة اللاجئ من الشاب السوري، إلا أنه لم يتم ترحيله بسبب الحظر الذي أقرته برلين على الترحيل إلى سورياالتي تنهشها الحرب.
ومن المقرر تخصيص اثنتي عشرة جلسة استماع لهذه المحاكمة التي ستستمر حتى نهاية أيار/مايو من هذا العام.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب)
مهرجان كولونيا للمثليين بشعار "لا تمييز بعد الآن"
احتشد مئات الآلاف في مدينة كولونيا اليوم الأحد في موكب "كريستوفر ستريت" للمثليين، للمطالبة بالمساواة القانونية والاجتماعية. وشكل السماح مؤخرا للمثليين بالزواج في ألمانيا، مناسبة إضافية للمشاركين من أجل الاحتفال.
صورة من: imago stock&people
موكب "كريستوفر ستريت" بكولونيا يعتبر أكبر تظاهرة للمثليين والمتحولين جنسيا وثنائي الجنس في أوروبا. حوالي 85 مركبة بالإضافة إلى مئات المشاركين يجوبون شوارع مدينة كولونيا ويطالبون بالمساواة القانونية والقبول الاجتماعي للمثليين والمثليات.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
موكب كريستوفر ستريت هو تقليد سنوي في كولونيا منذ 1991 ويتم تنظيمه في نهاية الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز. وينطلق الموكب من جسر Deutzer Brücke ويمر عبر وسط المدينة التي تعتبر الأكبر في ولاية شمال الراين وستفاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
يشكل موكب كريستوفر ستريت ذروة الأنشطة التي تشهدها مدينة كولونيا لمدة أسبوعين والتي يريد من خلالها المثليون والمثليات والمتحولين جنسيا لفت الأنظار إليهم. مساء الأحد تحي الفرقة الموسيقية Erasure حفلا فنيا في كولونيا بهذه المناسبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
افتتح وزير العدل الألماني هايكو ماس يوم الجمعة الماضي مهرجان المثليين في كولونيا. في ألمانيا لم يتم إلغاء القانون الذي يعاقب على المثلية الجنسية إلا في عام 1994. وفي شهر مارس الماضي قرر البرلمان الألماني إلغاء جميع الأحكام التي أصدرت منذ 1945 في إطار الفصل 175 من القانون الجنائي الذي كان يجرم المثلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
"لا للعودة للتمييز" هو شعار هذا العام. ويتم هنا بالأساس تذكر ضحايا الحقبة النازية، حيث كان يطلب من المثلياث في معسكر الاعتقال النازي إرتداء زي أسود على شكل مثلث في حين كان يرتدي المثليون الذكور ملابس وردية اللون.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
قانون "الزواج للجميع" الذي أقره البرلمان الألماني في 30 من يونيو/ حزيران الماضي شكل أيضا مناسبة إضافية للاحتفال هذا العام. رغم ذلك فإن منظمي مهرجان المثليين في كولونيا مصممون على مواصلة ضغوطاتهم حتى يتم تنظيم بعض الجوانب المتعلقة بزواج المثليين، ومنها أي من الشريكين يحمل صفة الأم أمام القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
الكثير من الشركات قدمت الدعم للمركبات المشاركة في موكب "كريستوفر ستريت" كما هو الحال هنا بالنسبة لشركة يورو وينغز التابعة لشركة لوفتهانزا للطيران. ومن خلال ذلك تظهر مثل هذه الشركات أنها أيضا تدعو إلى التسامح وفي نفس الوقت تقوم بالترويج لنفسها أمام حوالي مليون شخص.
صورة من: picture alliance/dpa/H.Galuschka
الأنشطة التي تنظم في جميع أنحاء العالم في إطار "يوم شارع كريستوفر" (Christopher Street Day) يعود أصلها إلى 28 يونيو/حزيران 1969. ففي حانة ستونوول بشارع كريستوفر ستريت في نيويورك انتفض المثليون ضد الاعتقالات التي كانت تطالهم. في ستينيات القرن الماضي كانت حانات المثليين تتعرض باستمرار لمداهمات تحت مبرر "سلوكيات غير لائقة".
الكاتب: تاوبه فريدل/ هـ.د