أمرت السلطات الألمانية باحتجاز ثلاثة أشخاص للاشتباه في انتمائهم لحركة حماس وتخطيطهم لهجمات تستهدف مؤسسات يهودية وسط تأكيدات من وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت بأن "التهديد كان حقيقيا".
نقل المشتبه بهم الثلاثة في طائرات مروحية إلى حبس احتياطي في مدينة كارلسروهصورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
إعلان
قال ممثلو ادعاء في ألمانيا اليوم الخميس (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2025) إن قاضيا أمر باحتجاز ثلاثة رجال احتياطيا للاشتباه في انتمائهم لحركة حماس والتخطيط لشن هجمات على أهداف يهودية في البلاد.
وأوضح ممثلو الادعاء أنهم يشتبهون في أن الرجال الثلاثة عملاء أجانب لحركة حماس وأنهم متورطون في شراء أسلحة نارية وذخيرة لاستخدامها في تنفيذ هجمات على مؤسسات إسرائيلية أو يهودية.
وقال ممثلو الادعاء إن "الرجال مثلوا أمام قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية الذي أصدر أوامر اعتقال وأمر بحبسهم احتياطيا".
وألقي القبض على الرجال الثلاثة في برلين. ولم يكشف إلا عن اسمهم الأول فقط وفقا لقوانين الخصوصية الألمانية، وهم وائل ف.م المولود في لبنان والمواطنان الألمانيان عابد آل ج. وأحمد إ.
وقال مكتب المدعي العام إن المحققين المعنيين بمكافحة الإرهاب راقبوا المشتبه بهم، وخلال عملية لتسليم الأسلحة عثروا على أسلحة من بينها بندقية آلية من طراز إيه.كيه-47 ومسدس جلوك وكميات كبيرة من الذخيرة.
ونفت حماس أمس الأربعاء أي صلة لها بالمشتبه بهم الثلاثة في ألمانيا، ووصفت الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.
قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت إن السلطات نجحت في إحباط "تهديد إرهابي". صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
"تهديد إرهابي حقيقي"
وقالت النيابة إنه "كان من المفترض أن تُستخدم هذه الأسلحة من قبل حماس لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف منشآت إسرائيلية أو يهودية داخل ألمانيا".
ومع ذلك، لم يكن هناك حتى الآن مخطط هجومي محدد.
وجرى نقلهم إلى سجن لاحتجازهم هناك قيد المحاكمة، التي من المرجح أن تستغرق عدة أشهر فيما يتواصل التحقيق معهم.
وفي ذلك، قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت إن السلطات نجحت في إحباط "تهديد إرهابي". وأضاف السياسي المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري "نعتقد أن هذا التهديد كان حقيقيا".
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م