أكدت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي-رادوفان استعداد بلادها لتقديم دعم فوري لإعادة إعمار غزة بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار. ومع استمرار مفاوضات شرم الشيخ، وصف أنطونيو غوتيريش الوضع في القطاع بـ"الكارثة الإنسانية".
أكدت ألمانيا استعدادها لتقديم دعم فوري لإعادة إعمار غزة بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار >صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images
إعلان
أكدت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي-رادوفان اليوم الثلاثاء (السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2025) استعداد بلادها لتقديم دعم فوري في مشاريع إعادة الإعمار بقطاع غزة حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت الوزيرة، التي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنه "لدينا بالفعل مشروع جاهز، مثل المساكن المؤقتة، وهي ممولة وجاهزة للتنفيذ".
وأضافت في تصريحات لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية اليوم الثلاثاء أن "جزءً كبير من قطاع غزة مدمر، ما يعني أن كثيرا من الناس بلا مأوى ولا توجد بنية تحتية تقريبا".
وأشارت رادوفان إلى أن الوضع الصحي والبيئي في القطاع كارثي، موضحة أن وزارتها يمكن أن تساهم في إنشاء مرافق صحية وتقديم المساعدة في توفير إمدادات المياه وإزالة الأنقاض.
وأضافت أن "هذه مجرد أمثلة قليلة من المجالات التي لدينا فيها خبرة بالفعل ويمكننا تقديم الدعم الفوري فيها".
وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي-رادوفان: "جزء كبير من قطاع غزة مدمر والكثير بلا مأوى".صورة من: Annette Riedl/dpa/picture alliance
"كارثة إنسانية تفوق الوصف"
وفي سياق متصل، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وإنهاء الأعمال العدائية في القطاع وإسرائيل والمنطقة.
وفي كلمته بمناسبة الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والذي أدى إلى اندلاع الحرب في القطاع، استنكر غوتيريش "كارثة إنسانية تفوق الوصف".
وأكد على الحاجة الملحة إلى "إطلاق سراح الرهائن، فورا دون قيد أو شرط... وإنهاء معاناة الجميع، ووضع حدٍّ للأعمال العدائية في غزة و إسرائيل والمنطقة الآن.. وقف إطلاق النار الدائم والمساعي السياسية الصادقة أمران أساسيان لتجنب إراقة مزيد من الدماء وتمهيد الطريق للسلام".
تستضيف مدينة شرم الشيخ مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لوضع نهاء للحرب بموجب مقترح دونالد ترامب.صورة من: AP Photo/picture alliance
آليةانسحابإسرائيلمنغزة
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن القاهرة تحرز تقدما كبيرا لإنهاء الحرب على القطاع، موضحا أن "مفاوضات شرم الشيخ تناقش إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع".
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن الوزير عبد العاطي قوله إن "مفاوضات شرم الشيخ تناقش الدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات عبر القنوات الأممية، كما تسعى لتكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين ووحدة كاملة بين الضفة والقطاع".
وتستضيف مدينة شرم الشيخ مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لوضع نهاء للحرب بموجب مقترح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت فرانس برس عن مصدرين مطلعين على سير المفاوضات إن المباحثات "إيجابية". وأوضح أحد المصدرين "المباحثات كانت إيجابية الليلة الماضية واستمرت أول جولة لأربع ساعات"، مشيرا الى أنها "ستستأنف ظهر اليوم في شرم الشيخ".
تحرير: عماد غانم
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م