ألمانيا مستعدة لاستقبال الروس الفارين من الجيش ضمن حل أوروبي
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢
أعلنت برلين استعدادها لاستقبال الروس الفارين من التجنيد في بلادهم بعد إعلان موسكو "التعبئة الجزئية"، لكنها أكدت أنها تسعى إلى "حل أوروبي قابل للتطبيق"، مع التأكيد بأن الحصول على اللجوء ليس عملية تلقائية..
إعلان
أكدت الحكومة الألمانية استعدادها لاستقبال الفارين من التجنيد في الجيش الروسي بعد إعلان موسكو التعبئة الجزئية، لكنها شددت على سعيها إلى التوصل لتنسيق أوروبي مشترك خلال الأسابيع المقبلة للتعامل مع الرافضين للانضمام للحرب من الروس.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت اليوم الجمعة (23 أيلول/سبتمبر 2022) في برلين إن محاولة العديد من الرجال الروس التهرب من الخدمة العسكرية في أوكرانيا بعد إعلان "التعبئة الجزئية" يوم الأربعاء الماضي تعتبر "علامة جيدة"، موضحًا أن الأمر يتعلق الآن بإيجاد "حل قابل للتطبيق" مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وذكر المتحدث أنه في هذه الحالة الخاصة، لا يكفي مجرد الإشارة إلى أن أي شخص من هؤلاء يتمكن من دخول الاتحاد الأوروبي يمكنه التقدم بطلب للحصول على اللجوء. وأكد هيبشترايت أنه سيُجرى التحقق من دوافع كل حالة على حدة قبل قبوله، لأنه يجب التأكد من أن الشخص الذي سيُجرى قبوله ليس شخصًا ينتقل إلى أوروبا بتكليف من سلطة الدولة الروسية.
من جهتها قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر بحسب مقتطفات من مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" إن "الفارين من الجيش المهددين بالقمع، يمكنهم الحصول على حماية دولية في ألمانيا". وذكّرت وزيرة الداخلية بأن الحصول على اللجوء السياسي ليس عملية تلقائية، بل هو مرتبط بقرارات فردية.
من جانبه كتب وزير العدل ماركو بوشمان في تغريدة أرفقها بوسم "تعبئة جزئية" أن "العديد من الأشخاص على ما يبدو يغادرون وطنهم. كل من يكره مسار بوتين ويحب الديموقراطية الليبرالية مرحب به في ألمانيا".
وحتى الآن لا توجد في ألمانيا أو على مستوى الاتحاد الأوروبي خطط لبرنامج استقبال خاص أو ما يسمى بالتأشيرات الإنسانية للروس الرافضين للتجنيد العسكري. وبحسب وزارة الداخلية الألمانية، استقبلت ألمانيا حتى الآن 438 شخصًا من روسيا من خلال برنامج مصمم لتوفير الحماية للمعارضين والصحفيين والعلماء المعرضين للخطر بشكل خاص.
وقال المتحدث باسم الداخلية الألمانية، ماكسيميليان كال، إن آلية اتخاذ القرارات لدى المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين المتعلقة بطالبي اللجوء من روسيا قد تغيرت بالفعل في نيسان/أبريل بطريقة تجعل "رفض الانضمام للخدمة العسكرية سببًا لطلب الحماية في العادة".
وغادر عشرات آلاف الروس بلادهم منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الفائت، في ظاهرة يبدو أنها تتسع منذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء تعبئة جزئية لعناصر الاحتياط. وبعد إعلان بوتين أول تعبئة جزئية تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، زادت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا كما قفزت أسعار تذاكر رحلات الطيران المغادرة من موسكو، مع نفاد تذاكر معظم الرحلات للأيام المقبلة.
ووفق تطبيق "غوغل تراندز" الذي يتعقب اتجاهات البحث على غوغل، فإن وتيرة البحث عن "مغادرة روسيا" زادت قرابة 100 مرة بعد إعلان التعبئة صباح الأربعاء. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعتبر الخميس أن التقارير عن نزوح جماعي للروس "مبالغ فيها إلى حد كبير".
غير أن الرحلات الجوية من روسيا، والتي باتت محدودة للغاية ومكلفة منذ فرض العقوبات الغربية في أعقاب غزو أوكرانيا، لاتزال محجوزة بالكامل في الأيام المقبلة لكل الوجهات التي لا تزال متاحة تقريبًا.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة