ألمانيا.. مطالبات بالعدالة لطالبة لجوء ماتت في ظروف غامضة
٣١ أغسطس ٢٠١٩
بعد أكثر من شهرين على اختفائها، تم العثور على جثة طالبة اللجوء الكينية ريتا، الأم لطفلين، والتي كانت تقطن في مركز لإيواء اللاجئين في ولاية براندنبورغ الألمانية. ويطالب عشرات الناشطين السلطات بالعدالة لموت ريتا.
إعلان
نظمت منظمة "نساء في المنفى وأصدقاؤهم" "Women in Exile and Friends" احتجاجًا الأسبوع الماضي للمطالبة بـ "بتحقيق العدالة لريتا" وذلك في مدينة بوتسدام في شرق ألمانيا. وحضر حوالي 60 شخصاً المظاهرة أمام وزارة الداخلية لولاية براندنبورغ، وفقًا للمنظمين.
الناشطون دعوا إلى ضرورة إجراء تحقيق شامل في ملابسات وفاة ريتا أ.، كما طالبوا بإغلاق نزل اللاجئين الذي كانت الضحية الكينية تقيم فيه قبل موتها، بالإضافة إلى إغلاق نهائي وشامل لنزل اللاجئين الجماعية الشبيهة.
اختفت تاركة طفليها للمجهول
وقالت إليزابيث نغاري، ناشطة مؤسسة لجمعية "نساء في المنفى" لموقع مهاجر نيوز إن المطلب الأول لهم "يتمثل في معرفة ملابسات مقتل ريتا، ولماذا استغرقت الشرطة وقتًا طويلاً للبحث عنها والعثور عليها". وأضافت: "مطلبنا الرئيسي التالي يتمثل في إغلاق جميع نزل اللاجئين الجماعية". وأوضحت: "نعتقد في الجمعية أن الشركات التي تدير هذه الملاجئ هدفها كسب المال فقط، دون الاهتمام الفعلي بطبيعة الذين يقطنون هناك".
وفاة المهاجرة الكينية ريتا أ. البالغة من العمر 32 عامًا حظيت باهتمام كبير داخل ألمانيا، حيث اختفت طالبة اللجوء في ظروف غامضة من داخل نزل اللاجئين في 7 نيسان/أبريل، تاركة طفليها ومحفظتها وبطاقتها البنكية، وبعد بحث استمر لمدة شهرين عثرت الشرطة على جثتها المتحللة في 11 حزيران/يونيو، وتم التعرف على الجثة بشكل رسمي بعد ذلك بأسبوعين.
هل فعلت الشرطة ما يكفي؟
تعرضت الشرطة للانتقاد من ناشطين ومنظمات مدافعة عن حقوق اللاجئين، حيث قالوا إن الشرطة "لم تتصرف مبكراً وبصورة سريعة، كما كان من الممكن بذل المزيد من الجهود من أجل تسريع عملية البحث". وبحسب الناشطين "فإن الضحية لو كانت ألمانية بيضاء وليست طالبة لجوء لاستثمرت الشرطة في بحثها المزيد من الموارد"، بيد أن الشرطة الألمانية استنكرت هذه الأقوال مؤكدة أنها اتبعت التعليمات وتصرفت في وقت قياسي وحققت بدقة في ملابسات اختفاء الكينية ريتا.
وطالب المدافعون عن حقوق المهاجرين واللاجئين، بالإضافة الى منظمة "نساء في المنفى" و"مجلس اللاجئين في ولاية براندنبورغ" السلطات في خطاب مفتوح بإغلاق مركز إيواء اللاجئين "هوهنليبيش" الذي كانت تعيش به الضحية، وذلك بسبب وقوعه في منطقة نائية منعزلة تبعد حوالي 100 كيلومتر عن العاصمة برلين. سكان النزل طالبوا بدورهم بنقل مكان إقامتهم إلى نزل آخر معتبرين أن السكن فيه مرهق للغاية لهم.
ووفقًا للاجئين الذين يعيشون هناك، فإن النزل غير مرتبط بالمواصلات العامة بشكل جيد، ويقع في مكان ناءِ، كما أن الحافلات لا تعمل هناك في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى أن المبنى في حالة سيئة صحياَ. وكان تحقيق لصحيفة TAZ البرلينية قد بين إنها تلقت لقطات فيديو تظهر "غزو الصراصير للحمامات والغرف داخل النزل".
ونفت البلدية هذه المزاعم وأبلغت الصحيفة أن "الموقع مناسب بشكل أساسي كمسكن لطالبي اللجوء"، ونفت الشركة التي تدير المأوى هذه الادعاءات.
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.