ألمانيا- مظاهرات كورونا مستمرة و"لن يكون هناك إلزام باللقاح"
١٦ مايو ٢٠٢٠
رغم تخفيف إجراءات العزل المفروضة بسبب كورونا، تستمر المظاهرات في عدة مدن ألمانية مطالبة بتخفيف أكبر للقيود. وفي حين يؤكد مسؤولون على ضرورة الالتزام بقواعد التباعد، قال مسؤول إنه لن يكون هناك إلزام بتلقي اللقاح عند توفره.
إعلان
قال رئيس ديوان المستشارية في برلين، هيلغه براون، أنه لن يكون هناك إلزام في ألمانيا بتلقي المواطنين لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا المستجد حال توفره. وأضاف براون في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت (16 أيار/مايو 2020) أنه عندما يتوفر لقاح سيكون من الجيد أن يتلقاه كثير من الناس، لكن هذا أمر يقرره كل شخص بنفسه، وتابع: "من لم يرد ذلك، يتعين عليه تحمل خطورة العدوى بنفسه".
وفي المقابل، أضاف براون، الذي كان يعمل طبيباً: "من منظور طبي، يثير السفر والاختلاط بالآخرين شعوراً بالانزعاج لدي - هنا لا ينبغي أن نتصرف بجرأة. الخبرات الحالية أظهرت أن هذا يلعب دوراً كبيراً في انتشار الفيروس".
في الوقت نفسه، رفض براون في هذا السياق التوزيع العشوائي للأموال على المواطنين، موضحاً أن الأمر لا يتعلق كثيراً الآن بالاستهلاك قصير الأمد، بل بالاستثمارات المستدامة، وقال: "يمكنني أيضاً طمأنة كل من يشعر بقلق إزاء قضية المناخ. أرى أنه يتعين ضخ حوافز اقتصادية في المكان الذي يمكنه أن يساعد في تحقيق المزيد من أهداف (حماية المناخ)".
من جهتها حذرت وزيرة البحث العلمي الألمانية أنيا كارليتشك مواطني بلادها من نسيان أن جائحة كورونا لا تزال مستمرة، وذلك رغم تخفيف إجراءات المكافحة. وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "نحن ننشغل حالياً بمسألة متى يمكن تخفيف القيود الحالية وكيف. أنا متفهمة أن القيود كانت قاسية ومهددة لوجود الكثيرين، لكننا ننسى قليلاً أن الفيروس لم ينته بعد".
وأضافت كارليتشك: "الإصابات بمرض كوفيد-19 تكون أعراضها حادة للغاية أحياناً، كما أننا لا نعلم الكثير عن الأضرار الدائمة المحتملة الناجمة عن الإصابة بالمرض". وأكدت الوزيرة أنه يتعين على الجميع لذلك أن يعوا أن الالتزام بقواعد السلامة الصحية والمسافة الآمنة شرط للاحتفاظ بإجراءات التخفيف ومواصلتها، وقالت: "حريتنا التي عادت تتوقف على انضباطنا - في النظافة والمسافة الآمنة وارتداء الكمامات".
الاحتجاجات مستمرة
يأتي هذا في وقت يتوقع فيه أن يتظاهر آلاف الأشخاص في ألمانيا اليوم السبت مجدداً ضد القيود المفروضة على الحياة العامة في إطار احتواء جائحة كورونا، في احتجاجات تتسم بعضها بنظريات المؤامرة وشعارات يمينية. وأعلن منظمو الاحتجاج عن مشاركة 5 آلاف شخص في مظاهرة بمدينة شتوتغارت. ومن المتوقع خروج معارضي عمليات الإغلاق التي فرضتها الحكومة إلى الشوارع في ميونيخ وبرلين ودورتموند ومدن ألمانية أخرى.
وارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا حتى تمام الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم السبت إلى 175233 حالة، بحسب بيانات مجمعة من جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية ووكالة "بلومبيرغ" للأنباء. وارتفع عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس إلى 7897 حالة، وعدد حالات الشفاء إلى 151597 حالة.
م.ع.ح/ع.ش (د ب أ)
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية... ظلال ثقيلة وبداية جديدة
كبدت أزمة كورونا شركات السيارات الأوروبية خسائر جسيمة، إذ تراجعت مبيعات وأرباح بعضها بشكل حاد مثل رينو الإيطالية ودايملر الألمانية، لكن يبدو أن الأمر سيبدأ في التحسن تدريجياً. تفاصيل أوفى في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
صورة من: Imago Images/A. Hettrich
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
صورة من: Oliver Killig
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Stratenschulte
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ena
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Brinon
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد