ألمانيا: معلومات جديدة عن اليميني المتطرف منفذ اعتداء هاله
١٦ أكتوبر ٢٠١٩
بعد أسبوع من هجوم هاله على معبد يهودي ومطعم شرقي، يتم الكشف يوميا عن مزيد من التفاصيل عن المهاجم، حيث ظهر أن "شتيفان ب." تطوع للخدمة العسكرية في الجيش الألماني، إلا أنه سحب طلبه واكتفى بالخدمة فيه لبضعة أشهر فقط. لماذا؟
إعلان
بعد هجوم هاله على كنيس يهودي ومطعم شاورما شرقي، تتجلى يوميا تفاصيل جديدة عن المهاجم الذي قتل شخصين وأصاب عددا آخر في اعتداء اعترف بخلفيتهاليمينية المتطرفة المعادية للسامية والمهاجرين.
واليوم تم الكشف عن بعض التفاصيل التي تخص مساعيه للتطوع في الجيش الألماني لكنه تراجع لأسباب غير معروفة واكتفى بالخدمة فيه لبضعة أشهر وذلك في عام 2010. كم تم كشف النقاب عن أنه لم يكمل دراسته في علوم الكيمياء وسعى إلى شراء السلاح عبر الإنترنت.
وذكر عدة مشاركين بجلسة مغلقة بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" اليوم الأربعاء (16 تشرين أول/أكتوبر 2019) أن منفذ الهجوم الإرهابي على المعبد اليهودي بمدينة هاله شرقي ألمانيا اشترى سلاحا عبر الإنترنت في عام 2015. واستند المشاركون بجلسة لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان في ذلك إلى المدعى العام الاتحادي بيتر فرانك ومسؤول من المكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم.
وبحسب المشاركين، لم يتم التوضيح بشكل نهائي إذا ما كان المتهم قد وجد السلاح على الإنترنت العادي أو فيما يسمى بالشبكة السوداء "دارك نت"، ولم يتضح أيضا إذا ما كان السلاح عبارة عن مسدس أم أنه كان سلاحا ثقيلا.
يذكر أن "شتيفان ب." حاول اختراق الحواجز الأمنية للمعبد اليهودي في حين كان أكثر من خمسين شخصا يشاركون في إحياء يوم الغفران اليهودي. ولحسن الحظ لم يتمكن المهاجم من خرق الحواجز وكسر البوابة، وإلا لكان تسبب في حمام دم في ذلك اليوم.
سياسيا، حذر رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية، بودو راميلوف، من اعتبار الهجمات القاتلة الأخيرة التي قام بها متطرفون يمينيون أعمالا إجرامية فردية، أو تحميل مسؤوليتها فقط على حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وقال السياسي المنتمي لحزب "اليسار" في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء في إيرفورت: "هذا مثل الانعكاس. فمنذ جرائم القتل التي تورطت فيها خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة ومقتل المسؤول الحكومي في مدينة كاسل، فالتر لوبكه، اتضح أننا نتعامل في ألمانيا مع مشهد الإرهاب البني"، في إشارة إلى إرهاب الجماعات النازية الجديدة.
تُجدر الإشارة إلى أن مصطلح "الإرهاب البني" يظهر في النقاشات الألمانية المتعلقة بالعنف اليميني. ويشير اللون البني هنا إلى لون الزي الخاص بالنازيين إبان الديكتاتورية النازية في ألمانيا في الفترة من عام 1933 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945.
من جانبه، حمل أولاف شولتس، نائب المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل ووزير المالية في الحكومة الاتحادية، حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي جزءًا من المسؤولية عن هجوم مدينة هاله الذي وقع الأسبوع الماضي وأدى لمقتل شخصين وإصابة شخصين آخرين. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك مؤججون للمعارك الفكرية أيضا بين صفوف حزب البديل قال شولتس إن الحزب لا يستطيع إنكار مسؤوليته في هذه القضية.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.