قيام لاجئ سوري بسرقة شاحنة وصدم عدة سيارات في مدينة ليمبورغ في ولاية هيسن، أعاد الذاكرة إلى الهجوم الإرهابي للتونسي أنيس عمري على سوق عيد الميلاد في برلين عام 2016. دوافع حادث الصدم غير معروفة، لكن تفاصيل بدأت بالظهور.
إعلان
أمس الاثنين (السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2019) أقدم لاجئ سوري على سرقة شاحنة، ثم قام في تمام الساعة 17:20 بالتوقيت المحلي (15:20 بتوقيت غرينتش) بتجاوز إشارة ضوئيّة وصدم سيّارات عدّة في وسط مدينة ليمبورغ. تقع المدينة في ولاية هيسن غرب ألمانيا ويبلغ عدد سكانها أكثر من 35 ألفاً.
ضحايا الاعتداء
ألقت الشرطة القبض على المشتبه به، الذي أصيب بجروح طفيفة. في البداية نقلت وكالة الأنباء الألمانيّة عن متحدّث باسم الشرطة الإقليميّة أنّ هناك 16 جريحاً وضع أحدهم "حرج"، بيد أن الشرطة عادت اليوم الثلاثاء لتنفي لوكالة الأنباء الفرنسية وجود جريح في حالة حرجه وتؤكد أن عدد المصابين هم تسعة أشخاص فقط بينهم السائق وأن إصاباتهم طفيفة.
من الفاعل؟
سارق الشاحنة سوري الجنسية وصل إلى ألمانيا طالباً اللجوء عام 2015 وحصل على "حماية ثانوية" ويبلغ من العمر 32 عاماً. وحسب صحيفة "بيلد" الشعبية أقدم مساء الاثنين على عدة محاولات للاستيلاء على شاحنات أخرى. نفس الصحيفة أضافت أنه معروف للشرطة ولكن ليس كإسلامي متطرف أو كشخص يشكل خطراً على غيره بل كمتحرش. هذا فيما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المشتبه به له سوابق إجرامية وأخرى تتعلق بالمخدرات.
وفي تطور لاحق، ذكرت صحيفة "أوفنباخ-بوست" أن وحدة المهام الخاصة قامت مساء الاثنين بتفتيش منزل في مدينة لانغن في ولاية هيسن في تطور على صلة بالاعتداء دون إعطاء مزيد من التفاصيل. لكن موقع "هيسنشاو" نقل أن الفاعل تناول المشروبات الكحولية في بار مع قريب له قبل القيام بفعلته.
خلفيات ودوافع؟
لم يرغب الادعاء العام الألماني ولا مكتب مكافحة الجريمة في الولاية التعليق على ما ذكرته القناة الثانية في التلفزيون الألماني ZDF من أن الحادث هو اعتداء "إرهابي" محتمل. في العادة الإدعاء العام هو من يجري التحقيقات في أي اعتداء إرهابي محتمل. حتى اللحظة لا يرى الادعاء الحادث في إطار مهماته.
قام مكتب مكافحة الجريمة في الولاية بتفتيش منزل اللاجئ السوري وتم مصادرة أجهزة هاتف محمولة ووحدات لتخزين البيانات. حتى اللحظة لم يتم العثور على مواد دعائية إسلامية متطرفة ولا أسلحة أو متفجرات، حسب معلومات "شبيغل أونلاين".
ومن جانبه، علق وزير الداخلية الألمانية، هورست زيهوفر، على هامش اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في لكسمبورغ بالقول: "خلفية الحادث غير معروفة حتى الآن".
يشار إلى أن ألمانيا ما زالت في حالة تأهب بسبب هجمات إرهابية بدوافع "إسلامية متطرفة" عديدة نفذت أو خطط لها في البلاد في السنوات الأخيرة. والهجوم الأخطر الذي وقع في كانون الأول/ديسمبر 2016، نفذه التونسي أنيس عمري بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في برلين، واسفر عن مقتل 12 شخصاً، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي مسؤوليته عنه.
خ.س/ع.خ
في صور: سلسلة حوادث أحزنت الألمان في عام 2016
شهد عام 2016 عددا من الهجمات التي وقعت في ألمانيا من بينها هجمات صنفت بإرهابية. جولة مصورة نتعرف فيها على أهم الأحداث التي بثت الحزن والخوف في عدة مدن ألمانية في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
في حوالي الساعة الثامنة من مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) دهست شاحنة ضخمة تحمل لوحات معدنية بولندية عشرات الأشخاص، كانوا متواجدين في سوق لعيد الميلاد قرب كنيسة الذكرى في قلب العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
وقتل في الحال 12 أشخاص وجرح 48 شخصا آخر. ورفض وزير الداخلية الألماني توصيف الحادث بالهجوم الإرهابي على "الرغم من وجود ما يشير إلى هذا الاتجاه". وقال دي ميزير "نريد أن نكون حذرين جدا جدا ونعمل وفقا لنتائج التحقيق وليس وفقا للتكهنات".
صورة من: REUTERS/P. Kopczynski
الجمعة 16 كانون أول/ ديسمبر أكدت السلطات الألمانية أن صبيا يبلغ من العمر 12 عاما حاول الشهر الماضي تنفيذ هجوم بقنبلة مسامير على أحد أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في مدينة لودفيغسهافن بولاية راينلاند-بفالتس وذكر رئيس الادعاء العام في مدينة فرانكنتال الألمانية، هوبرت شتروبر، أن الصبي ولد ويعيش في مدينة لودفيغسهافن، كما أنه حامل للجنسيتين الألمانية والعراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
رجال ونساء وأطفال أجانب في مدينة فرايبورغ في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول يوقدون الشموع ويحملون حروف اسم الطالبة الألمانية "ماريا" (19 عاما) التي عثر على جثتها في نهر في فرايبورغ. وقد تعرضت ماريا للاغتصاب ثم للقتل في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. وتم إلقاء القبض على مشتبه به أفغاني لاجئ عمره 17 عاما.
صورة من: DW/M. Saifullah
الأربعاء 19 أكتوبر/ تشرين الأول، فتح عضو في حركة "مواطنو الرايخ" (49 عاما) النار على الشرطة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا ما أسفر عن إصابة أربعة رجال شرطة قبل اعتقاله. وتلك الحركة هي جماعة يمينية تعتقد بأن الرايخ الألماني إبان الحرب العالمية الثانية ما زال قائما.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
25 يوليو/ تموز، في هذا المكان بالقرب من مهرجان للموسيقى في مدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه، ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حالة خطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sdmg/Friebe
وشهدت ألمانيا الأحد (24 تموز/ يوليو) جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، بولاية بادن فورتمبورغ بجنوب غرب البلاد. حيث أعلنت الشرطة الألمانية أن طالب لجوء سوري (21 عاما) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة رويتلينغن قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة في بيان إن السوري "كان على خلاف" مع المرأة فقتلها "بساطور" قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
23 يوليو/ تموز، بحر من الورود أمام مركز أوليمبيا التجاري في ميونيخ، حيث قام شاب ألماني من أصل إيراني عمره 18 عاما باطلاق النار بشكل عشوائي الجمعة (22 يوليو/ تموز) فقتل تسعة أشخاص وإصاب 27 شخصا آخر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
يوم الإثنين 16 يوليو/ تموز نفذ طالب لجوء في الـ 17 من عمره، قدم فاراً من أفغانستان، هجوما بالبلطة على ركاب أحد القطارات بالقرب من مدينة فورتسبورغ بولاية بافاريا. وتسبب الهجوم في إصابة خمسة أشخاص بجروح بالغة. وقد نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
16 أبريل/ نيسان، رجل شرطة يقف أمام معبد لطائفة السيخ في مدينة إسن بولاية شمال الراين فيستفاليا. فقد تعرض المعبد في ذلك اليوم لإنفجار بعبوة ناسفة أدى في الحال إلى إصابة ثلاثة أشخاص أحدهم في حالة خطيرة. وبعد أسبوع تم تصنيف منفذيه على أنهم شباب من "السلفيين" في منطقة الرور الصناعية.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kusch
26 شباط/ فبراير، قامت فتاة ألمانية مغربية على علاقة بتنظيم "داعش" بطعن شرطي في العنق في محطة القطارات الرئيسية في هانوفر. وقد تمكن شرطي آخر من السيطرة عليها. وتحاكم الفتاة (16 عاما) بتهم محاولة القتل والضرب والإيذاء الجسدي ودعم منظمة إرهابية أجنبية. ويمكن ان يحكم عليها بالسجن عشر سنوات إذا أدينت بهذه التهم.