منافسو شولتس في السباق الانتخابي ينتقدون اتصاله ببوتين
١٦ نوفمبر ٢٠٢٤
انتقد ساسة منافسون للمستشار الألماني مكالمته مع بوتين. ووصف الحزب المسيحي الديمقراطي المنافس الخطوة بأنها "علامة ضعف"، وقال حزب الخضر إنها "دعاية انتخابية". فيما شدد حزبه الاشتراكي على أهمية "تحقيق تقدم دبلوماسي".
إعلان
انتقد منافسون سياسيون للمستشار الألماني أولاف شولتس السبت 16 نوفمبر / تشرين الثاني 2024 مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب في أوكرانيا، مشيرين الى أنها منحت الزعيم الروسي "انتصارا دعائيا". وفي أول اتصال بينهما منذ نحو سنتين عرض شولتس وبوتين مواقفهما بشأن النزاع في أوكرانيا، وحض المستشار موسكو على التفاوض للتوصل إلى "سلام عادل" في حين أصر بوتين على تنازل كييف عن أراضٍ. وأثار الاتصال استياء أوكرانيا التي رأت فيه "محاولة تهدئة" إزاء موسكو.
"علامة ضعف لشولتس" و"انتصار دعائي لبوتين"
ويواجه شولتس انتخابات تشريعية مبكرة في 23 فبراير / شباط 2025 وتناوبا محتملا في قيادة البلاد، بعد خلافات أدت الى انهيار الائتلاف الحكومي. وانتقد الحزب المسيحي الديمقراطي المنافس خطوة المستشار. وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية في الحزب يورغن هارت لإذاعة دويتشلاند فونك إن بوتين "سيفهم حقيقة أن شولتس أجرى الاتصال به كعلامة ضعف وليس قوة".
واتهم هارت شولتس بمساعدة فلاديمير بوتين في تحقيق "انتصار دعائي" لأسباب سياسية محلية ألمانية، مشيرا إلى أنه على ما يبدو "لم يقدم أي اقتراح جديد ملموس أو حتى يوجه إنذارا نهائيا". وأكد السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي يوهان فادفول في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "شولتس كان أكثر اهتماما بالعلاقات العامة من حماية أوكرانيا مع اقتراب الانتخابات".
إعلان
"سعي شولتس إلى تحقيق تقدم دبلوماسي"
من جانبه دافع الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي ماتياس ميرش عن المحادثة الهاتفية التي أجراها المستشار، قائلا إن من المهم السعي إلى تحقيق تقدم دبلوماسي في حرب أوكرانيا. وأضاف ميرش أن شولتس كان يعمل بشكل وثيق مع الحلفاء الغربيين وكان دائما واضحا "أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بشروط تمليها موسكو".
ونقلت مجلة دير شبيغل عن مسؤولين ألمان -لم تسمهم- أن نية شولتس كانت مواجهة بوتين بحقيقة الحرب ومدى الانتقاد الذي تتعرض له روسيا على المستوى الدولي. وكرر المستشار الألماني الجمعة التعبير لبوتين عن "تصميم" ألمانيا على دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر في مقاومتها الهجوم الروسي.
مبادرة شولتس لحث بوتين على التفاوض
01:49
"دعاية انتخابية" لـ"مستشار السلام شولتس"
من جانبه انتقد حزب الخضر الألماني سياسة المستشار أولاف شولتس تجاه أوكرانيا. وفي كلمته أمام المؤتمر الاتحادي للحزب في مدينة فيسبادن، قال روبين فاغنر المختص بشؤون السياسة الخارجية في الحزب، اليوم السبت: "لم يكن أولاف شولتس قَطّ أكثر عجزا مما هو عليه في الوقت الحالي"، وذلك في إشارة إلى افتقار ائتلافه الحاكم للأغلبية بعد انهيار الائتلاف الثلاثي بسبب خروج الحزب الليبرالي "الحر الديمقراطي".
وأضاف فاغنر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك هذا الضعف، وأنه لهذا السبب تحدث هاتفيا مع المستشار الألماني الآن. وتابع فاغينر أن السؤال الذي يطرح نفسه هو إنْ كان شولتس يخطط لحملة انتخابية بصفته "مستشار السلام"، والتي قد تصبح "خالية من المضمون" مثل حملته السابقة كـ"مستشار المناخ". وصرح فاغنر بأن حزب الخضر يمكن الاعتماد عليه في سياسة أوكرانيا، وأنه يعمل من أجل التوصل إلى "سلام الحرية" وليس "هدوء القبور".
يشار إلى أن شولتس أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي أمس الجمعة بمبادرة من المستشار الألماني، وكان هذا هو أول اتصال هاتفي بين الجانبين منذ ديسمبر / كانون الأول 2022. وخلال الاتصال، طالب شولتس موسكو مجددا بسحب القوات الروسية من أوكرانيا وإبداء الاستعداد للانخراط في مفاوضات سلام. في المقابل أصر الرئيس الروسي على ضرورة إزالة ما اعتبره أسباب نشوب الحرب في أوكرانيا والاعتراف بالوقائع الإقليمية الجديدة ومراعاة المصالح الأمنية لروسيا.
ع.م / ف.ي (أ ف ب ، د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش