بعد العثور على جثة فتاة قُتلت بعد اختفائها عام 2011 عثرت السلطات على آثار الحمض النووي لأحد النازيين المنتمين لخلية تسفيكاو الارهابية في جثة الضحية. وهناك تساؤلات حول ما إذا كان الجاني المتوفى يعتدي جنسيا على أطفال.
إعلان
عثرت السلطات الألمانية (13 أكتوبر/تشرين الأول 2016) على آثار الحمض النووي لأحد أفراد خلية تسفيكاو الارهابية المتورطة في قتل أجانب وغيرهم، وعلاقة تلك الآثار بجثة الطفلة بيغي المختفية والتي قتلت لاحقا. وقالت الشرطة والادعاء العام بولاية بافاريا في جنوب ألمانيا إن الحمض النووي يعود لأوفه بونهارت الذي يعتقد أنه إرهابي من النازيين الجدد المتهمين بقتل 9 من الأجانب وشرطية في ألمانيا. كما عُثر حتى داخل الشقة التي كان يقطنها المتوفى في ظروف غامضة أوفه بونهارت بمدينة تسفيكاو على لوازم إباحية، حيث كان يقتسم تلك الشقة، حسب رواية الشرطة مع أوفه موندلوس وبيآته تشيبه التي تحاكم حاليا في ميونيخ منذ 2013، وهي الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة من بين أفراد خلية الثلاثي المتهم بتنفيذ جرائم قتل.
وذُكر أن اللوازم الإباحية لا تلعب أي دور في المحاكمة الحالية، حيث لا علاقة لها مع مضمون الدعوى الرئيسية. لكن تصريحات شهود عيان تفيد بوجود علاقة ممارسة اللواط بين أطراف في الخلية. وأشار أحد المحامين عن الضحايا في حديث مع DW إلى وجود تراكم "مثير" لتلك الحالات. ولاحظ المحامي يفوز نارين بأن "العديد من الأشخاص في محيط الثلاثي من المجموعة النازية ضُبطوا سابقا بسبب الاعتداء جنسيا على أطفال أو الترويج للوازم إباحية، كما أظهرت نتائج دراسة وثائق الملف وبحوث شخصية أجراها بولاية تورينغن شرقي ألمانيا. وأضاف "وجدنا هناك مستنقعا امتد حتى بفاريا وساكسونيا".
نموذج سيء
ورغم أن النازيين الجدد يطالبون باستمرار بضرورة تنفيذ "عقوبة الإعدام" بحق الذين يعتدون جنسيا على أطفال، فإنه ينكشف الآن أنه حتى خارج المجموعة الإرهابية الثلاثية هناك روابط بين اليمينيين المتطرفين ومعتدين جنسيا على أطفال. ليس هناك من دراسات أو إحصائيات ثبوتية في هذا الموضوع، إلا أن بعض الدعاوى والأحكام تؤكد وجود هذه الظاهرة.
ويشير المحامي نارين إلى بعض الأمثلة، بينها مثال تينو ب، الذي صدر بحقه حكم قضائي بالسجن ل 5 سنوات بتهمة الاعتداء الجنسي على أطفال في 60 حالة. وكان تينو ب. من النازيين الجدد، وقاد أحد التنظيمات اليمينية المتطرفة، وكان مخبرا لجهاز الاستخبارات الداخلية وله علاقة مع الثلاثي الإرهابي المذكور آنفا.
الزمالة والإباحية
وبعدما أشار المحامي خلال مقابلة إلى تكرار حالات التشبع بالأفكار اليمينية المتطرفة وممارسة الاعتداء الجنسي على أطفال، تلقى اتصالا قبل عامين من قبل جمعيات مدافعة عن الضحايا. وقال المحامي:"علمت أن الاعتداءات الجنسية على أطفال تحديدا في أوساط اليمين المتطرف هي ممارسة منتشرة وليس هناك من داعي للإستغراب".
هذا الانحراف الذي ينظر إليه كمرض لا يوجد فقط لدى أنصار أو أعضاء التنظيمات اليمينية المتطرفة، بل إن ممثلين كبار في أحزاب مارسوا مثل تلك الاعتداءات: مثلا دومينيك أ. الذي كان يمثل الحزب الوطني لألمانيا وشغل مقعدا في مجلس إدارة بلدة زيغبورغ طيلة خمس سنوات. وحكمت عليه محكمة بون بعقوبة السجن لثلاثة أعوام ونصف بسبب اعتداءات جنسية على أطفال. وحتى تورستين عضو الحزب الوطني لألمانيا بولاية بفاريا تلقى عقوبة مع وقف التنفيذ بسبب الترويج لمشاهد إباحية مع أطفال عبر الانترنيت، وتبرأ الحزب منه لاحقا، حسبما نشرت الصحافة المحلية. وعام 2013 حُكم على مساعد في الحملة الانتخابية للحزب الوطني لألمانيا بسنتين وثمانية أشهر سجنا، لأنه حبل فتاة في الـ 13 من العمر.
قلة الاحترام عوض التقيد بالقواعد
بعض الاتحادات المدافعة عن ضحايا الاعتداء الجنسي أن لائحة المتورطين في تلك الممارسات البشعة طويلة، ويتساءل البعض عن العلاقة المفترضة بين الفكر اليميني المتطرف والاعتداء الجنسي ومواقف عدم الاحترام. إلى حد الآن لا توجد أدلة علمية على وجود رابط بين التطرف اليميني وجرائم الاعتداء الجنسي ـ كما أشار إلى ذلك معهد الصحة الروحية بمدينة مانهايم ـ الذي يجري بحوثا بشأن الاعتداءات الجنسية التي تورط فيها أشخاص في الكنيسة الكاثوليكية.
فولفغانغ ديك/ م.أ.م
عمليات القتل النازية بحق الأجانب - تسلسل زمني في صور
بعد إرجاء الموعد، ستنطلق اعتبارا من آيار/ مايو القادم جلسات محاكمة بيآته شيبه، العضوة في خلية نازية سرية، والمتهمة رفقة أربعة من مساعديها بالضلوع في عمليات قتل بحق عشرة أشخاص، بينهم ثمانية أتراك ما بين عامي 2000 و2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
قتلة مجهولين لسنوات
لسنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه مونلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته شيبه. ضحاياهم: ثمانية أشخاص من أصل تركي ويوناني بالإضافة إلى شرطية. دافعهم المحتمل في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.
صورة من: privat/dapd
كشف النقاب عن مدبري عمليات القتل
في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 تم كشف النقاب عن سلسة عمليات القتل التي راح ضحيتها ثمانية أتراك ويوناني بالإضافة إلى شرطية. في ذلك اليوم حاول أوفه موندلوز ورفيقه أوفه بونهارت سرقة بنك بمدينة آيزناخ، ولكن العملية باءت بالفشل. وعندما حاولا الفرار في شاحنتهما، تتبعتهما الشرطة وحاصرتهما. عندها قام موندلوز بقتل رفيقه بونهارت قبل أن يضرم النار في الشاحنة وينتحر، وفقا لتحريات الشرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بيآته شيبه تسلم نفسها للسلطات
بعد مقتل أوفه موندلوز وأوفه بونهارت انفجرت الشقة التي كانا يسكنا فيها رفقة بيآته شيبه في بلدة تسفيكاو بشرقي ألمانيا. بعدها بأربعة أيام سلمت شيبه نفسها للسلطات الألمانية التي تقول إن المتهمة أضرمت النار عمدا في المنزل لإخفاء أدلة تدين الثلاثي في عمليات القتل. ولا تزال شيبه في الحبس التحفظي إلى حين مثولها أمام القضاء.
صورة من: Getty Images
اعترافات بالقتل
وجد المحققون في حطام المنزل، الذي كان يسكن فيه موندلوز ومونهارت رفقة بيآته شيبه، شريط فيديو يتضمن اعترافات الثلاثي الذي يطلق على نفسه اسم "الخلية النازية السرية" بقيامه بعمليات القتل. ويعرض شريط الفيديو، الذي يبلغ طوله 15 دقيقة، أماكن وضحايا عمليات القتل التي نفذتها الخلية في ألمانيا ما بين عامي 2000 و2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
كراهية اللأجانب
ويتضمن الفيديو الذي صور على شكل صور متحركة رسائل معادية للمهاجرين ومقاطع تحتقر ضحايا عمليات القتل. ويقال إن بيآته شيبه قد قامت، قبل إلقاء القبض عليها، بإرسال هذا الفيديو إلى أشخاص آخرين.
صورة من: dapd
الغموض يشوب القضية
إلى يومنا هذا لا تزال دوافع عمليات القتل وكذلك القاتلين والمتورطين فيها والمدبرين لها في كنف الغموض. وفي البداية كانت هناك تخمينات بأن القتلة ربما من تجار المخدرات، ولكن شريط الفيديو الذي عثر عليه خلال عمليات التحري أظهر أنهم من اليمنيين المتطرفيين أو بالأحرى النازيين الجدد...
صورة من: picture-alliance/dpa
قنبلة المسامير في كولونيا عام 2004
في 10 من يونيو/حزيران عام 2004 أي بعد يوم من عملية اعتداء بقنبلة مسامير في أحد شوارع مدينة كولونيا الألمانية الذي تقطنه غالبية تركية أسفرت عن جرح 22 شخصا، قال وزير الداخلية الألماني آنذاك أوتو شيلي إن كل الأدلة تشير إلى أن الدوافع إجرامية. وبعدها بسنوات، أي عام 2011 تبيَّن أن المدبرين ليسوا مجرمين عاديين وإنما من النازيين الجدد...
صورة من: picture alliance/dpa
إحياء ذكرى الضحايا في برلين
في 23 من فبراير/شباط عام 2012 أقيمت في برلين مراسم إحياء ذكرى ضحايا عمليات القتل اليمينية المتطرفة. وقد شارك في هذه المراسم أهالي الضحايا وعدد من كبار المسؤولين الألمان على غرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي اعتذرت لأهالي الضحايا، مؤكدة لهم العمل على كشف ملابسات هذه العمليات ومحاسبة المسؤولين عنها.
صورة من: Bundesregierung/Kugler
مظاهرات تضامنية مع الضحايا
في الرابع من نوفمبر/تشرين الأول عام 2012، أي بعد كشف النقاب عن الخلية النازية السرية بسنة، خرج الناس في عدة مدن ألمانية تضامنا مع أهالي ضحايا عمليات القتل النازية، منددين باليمين المتطرف. كما طالبوا بكشف الحقيقة عن المدبرين والمنفذين لها ومحاسبتهم، موجهين انتقادات للسلطات الألمانية بالتباطئ في عمليات التحري والتحقيق.
صورة من: picture-alliance/dpa
اختفاء بعض الملفات
فشلت السلطات الألمانية في الكشف عن عمليات القتل النازية، ذلك أن ملفات مهمة بهذا الشأن إما ظهرت بشكل متأخر أو اختفت بعد التخلص منها. وهو الأمر الذي أدى إلى تعطيل عمل لجنة التحريات حول الخلية النازية السرية التي يرأسها النائب عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي في البرلمان الألماني زيباستيان إيداتي.
صورة من: Getty Images
نصب تذكاري لمحمات كوباسيك
"دورتموند مدينة متنوعة ومنفتحة ومتسامحة وضد التطرف اليميني"، هذا ما قاله رئيس بلدية مدينة دورتموند أولريش زيراو خلال تدشين النصب التذكاري الذي أقامته المدينة لإحياء ذكرى محمات كوباسيك، أحد ضحايا الخلية النازية السرية، في سيبتمبر/أيلول عام 2012. ويوجد هذا النصب بالقرب من الكشك الذي كان يعمل فيه كوباسيك حين تم اغتياله في الرابع من أبريل/نيسان عام 2004.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد تغييبها، الصحافة التركية تتابع المحاكمة
أثار عدم حصول وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة منها التركية على مقاعد لمتابعة أحداث المحاكمة، على الرغم من أن ثمانية من إجمالي الضحايا العشرة من أصول تركية، جدلا واسعا داخل ألمانيا وخارجها. ولكن، المحكمة الدستورية الألمانية أصدرت في وقت لاحق قرارا بوجوب السماح لوسائل الإعلام الأجنبية "التي لديها ارتباط خاص بالضحايا" بتغطية محاكمة بيآته شيبه وأربعة متهمين آخرين.