ألمانيا: نجاح في اعتماد الطاقات المتجددة في توليد الكهرباء
١ مارس ٢٠١٣ خلال عام 2012 غطت الطاقة المتجددة والمُنتجة من محطات توليد الطاقة الشمسية والطاقة المائية بالإضافة إلى طاقة الرياح والطاقة المستمدة من محطات الغاز الحيوي ما يعادل 23 بالمائة من احتياجات الطاقة في ألمانيا، أي بزيادة قدرها ثلاثة بالمائة مقارنة مع عام 2011. هذا الارتفاع في نسبة الإنتاج دعم سياسة الطاقة المتجددة التي يراهن عليها عدد من الشركات المنتجة للطاقة الكهربائية في ألمانيا.
وفيما لم تتعد حصة الطاقة المتجددة 10 بالمائة في عام 2005، إذا بها ترتفع عام 2008 إلى 15 بالمائة. ويعود هذا النمو إلى التطور الذي شهده قطاع الطاقات المتجددة، التي بلغ إنتاجها الإجمالي 10 غيغاوات.
إنتاج طاقة الرياح في شمال وشرق ألمانيا
وقد قام مستثمرون كبار وصغار ببناء 1008 توربينات رياح لتوليد الطاقة الكهربائية تبلغ قدرتها الإنتاجية 2,4 غيغاوات، بارتفاع قدره 20 بالمائة مقارنة مع السنة السابقة. وبهذا تتصدر طاقة الرياح قائمة الطاقات المتجددة بنسبة 8 بالمائة من إجمالي الإنتاج الذي بلغ العام الماضي 31,3 غيغاوات.
ومع ذلك يبقى إنتاج طاقة الرياح موزعا بشكل غير متساو في ألمانيا، حيث استثمرت المناطق الغنية بالرياح شمال وشرق ألمانيا بشكل كبير في طاقة الرياح. ومن بين الولايات الرائدة في هذا المجال ولاية شليسفيغ - هولشتاين وولاية براندنبورغ، حيث توفر طاقة الرياح حوالي 50 بالمائة من الطاقة الكهربائية المنتجة.
الطاقة الشمسية لتغطية حاجيات المنازل من الكهرباء
أما جنوب ألمانيا فهو رائد في إنتاج الطاقة الشمسية، التي تغطي في ولاية بافاريا أكثر من 12 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء. أما على الصعيد الألماني فإن المنازل الخاصة والمزارع هي الرائدة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، حيث بلغت القدرة الإنتاجية للكهرباء من هذه الطاقة العام الماضي 32 غيغاوات، أي ما يعادل 5 بالمائة من إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية في ألمانيا.
وقد ساعد التقدم التكنولوجي وارتفاع نسبة الإنتاج العالمي واشتداد حدة المنافسة في مجال صناعة الخلايا الشمسية في السنوات الأخيرة في انخفاض أسعار الألواح الشمسية. وقد استفاد المستهلك من انخفاض الأسعار، لأن تكاليف إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية قد تراجعت بشكل كبير من 30 سنتا للكيلو واط في الساعة في عام 2008 إلى أقل من 10 سنتات للكيلو واط في الساعة فقط العام الماضي في الأماكن المشمسة في ألمانيا.
وإذا كان أصحاب المنازل ينتجون الكهرباء بمحطات صغيرة للطاقة الشمسية وتكلفتها 15 سنتا لكل كيلو واط في الساعة، فإنهم يوفرون بذلك 40 بالمائة على الأقل من التكلفة الإجمالية التي يجب عليهم دفعها للشركات المنتجة للكهرباء. ولذلك فإن الإنتاج الخاص للكهرباء عن طريق محطات الطاقة الشمسية يبقى مربحا للمستهلكين.
الكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة والكهرباء
وتعد الكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة والكهرباء دعامة أساسية في سياسة الطاقة المتجددة. وعلى عكس منشآت طاقة الرياح ومحطات الطاقة الشمسية، فإن محطات الغاز الحيوي يمكن تسييرها وإنتاج الطاقة فيها عند الحاجة فقط. ويوجد في ألمانيا 7600 محطة تبلغ قدرتها الإنتاجية 6 غيغاوات، وبالتالي تُنتج 7 بالمائة من إجمالي الحاجيات من الكهرباء في ألمانيا.
ويتم في المحطات الصغيرة لتوليد الطاقة إنتاج الكهرباء وكذلك إنتاج الحرارة للتدفئة. كما يُستخدم الخشب المتبقي من قطع الأشجار في الغابات ومن ورشات النجارة أيضا كمادة خام لمصانع الغاز الحيوي. وتوجد في ألمانيا 250 محطة صغيرة للطاقة تستخدم هذه المواد الخام لإنتاج الكهرباء وحرارة التدفئة.
تصدير الكهرباء رغم التخلي عن الطاقة النووية
وبعد كارثة فوكوشيما النووية في آذار/مارس عام 2011 قامت الحكومة الألمانية بإغلاق ثماني محطات لإنتاج الطاقة النووية من أصل 17 محطة. وعلى إثر هذه الإجراءات انخفض إنتاج الطاقة النووية بنسبة 40 بالمائة، الأمر الذي دفع بالعديد إلى دق أجراس الخطر والقول إن ألمانيا ستضطر على المدى الطويل إلى استيراد الكهرباء من البلدان المجاورة. لكن ثبت أن ذلك ليس صحيحا، إذ أصبحت ألمانيا تصدر الكهرباء بنسبة أكبر مما كانت عليه قبل التخلي عن نصف المحطات المنتجة للطاقة النووية.
ويستهلك الألمان حوالي ثلث الطاقة في التدفئة، ويحاولون منذ عام 2005 التقليص من تكاليف التدفئة وذلك من خلال استخدام أجهزة تدفئة حديثة وترميم البيوت لتكون عازلة للحرارة الداخلية وعدم تسربها إلى خارج البيت. وتُستخدم الطاقات المتجددة بنسبة 11 بالمائة في التدفئة.
طموحات كبيرة بحلول عام 2050
من جهتها، تسعى الحكومة الألمانية بحلول 2050 إلى تغطية 60 بالمائة من إجمالي احتياجاتها من الطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة. يذكر أن نسبة الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة لم تتعد عام 2000 نسبة 4 بالمائة، والآن وصلت إلى 13 بالمائة. ولتحقيق هدفها بحلول عام 2050، يتعين على ألمانيا الإسراع في إدخال إصلاحات في قطاع الطاقة. ويرى الخبراء إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك من خلال توسيع قطاع الطاقة المتجددة والحث على ترميم المباني وتحديث أجهزة التدفئة في البيوت لتقليص الاستهلاك من الطاقة.
وتطمح الحكومة الألمانية حتى حلول عام 2050 إلى أن يعتمد منتجو الكهرباء على مصادر الطاقة المتجددة، آملة في أن تغطي الطاقات المتجددة 80 بالمائة من حاجيات البلاد من الكهرباء.
في حين، لا يزال قطاع النقل يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، إذ تستخدم معظم السيارات والشاحنات البنزين والديزل والطائرات تحتاج إلى الكيروزين. وعلى الرغم من أن البنزين والديزل يحتويان على كميات محددة من الإيثانول والديزل الحيوي، إلا أن نسبة الوقود الحيوي لم تزد في السنوات الماضية ولازالت تحت 6 في المائة.