عدد الهجمات ضد رجال الشرطة والمسعفين ورجل مصالح الإطفاء في ازدياد، ولمكافحة هذا التطور تعتزم الحكومة إصدار قانون جديد. لكن محامين ينتقدون هذا المشروع ويصنفونه بـ"السياسة الرمزية".
إعلان
"مذعورين ومذهولين"، بهذه العبارات بدأ بيان صحفي لمصلحة رجال المطافئ بمدينة غيلزينكيرشن الواقعة بولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا بتاريخ 16 سبتمبر. مسعفان تعرضا "بصفة مفاجئة وبدون توقع" خلال تدخل ليلي ـ أثناء حالة طوارئ طبية في بيت مكون من عدة طوابق لهجوم من قبل عدة أشخاص. طاقم الإنقاذ تعرض للضرب، وأحد المسعفين سقط على الأرض "ليستمر توجيه اللكمات إليه". وفي النهاية نجح المسعفان في الفرار إلى محطو وقود حيث تمكنا من الاتصال بمصلحة المطافئ لإبلاغها بما حصل. وعندما وصل رجال الشرطة إلى عين المكان، تمكن المسعفون من إتمام مهمتهم.
هذا النوع من الحوادث لم يعد، حسب وزير العدل هايكو ماس حالات منفردة في ألمانيا:" عدد الاعتداءات على رجال شرطة ومسعفين في ارتفاع". ويُذكر أن رجال الشرطة يتعرضون يوميا للاعتداء بعنف. وتفيد بيانات الشرطة أن 64.371 رجل شرطة باتوا في 2015 ضحية اعتداءات وفي عام 2014 وصل عددهم إلى 62.770 شخصا. "وهذا غير مقبول تماما"، كما صرح وزير العدل.
رقم جديد لأعمال جنائية
وقد عرضت وزارة العدل مشروع قانون يرمي إلى حماية المسعفين ورجال الشرطة من اعتداءات عنيفة. وقد وافقت الحكومة الأربعاء الماضي على هذا المشروع.
والقانون الجديد لا يرمي إلى معاقبة أعمال العنف خلال تنفيذ أحكام أو خلال إجراءات الاعتقال ومراقبة حركة السير، بل يعاقب جميع الاعتداءات ضد رجال شرطة ومسعفين ورجال الإطفاء خلال مزاولة عملهم ـ سواء كان ذلك خلال دورية للشرطة أم أو مهمة لرجال الإسعاف.
وستعاقب المخالفة بفرض عقوبة سجن تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. كما أن القانون الجديد سيُطبق في حال حمل الجاني قطعة سلاح أو أداة خطيرة أخرى حتى ولو أنه لم يستخدمها. وفي حال قوم أشخاص رجال شرطة أو مسعفين، فإن ذلك سيُعتبر قريباً كـ"حالة فادحة لمقاومة القانون".
انتقاد من المحامين والقضاة
نقابة الشرطة تصف القانون بأنه "نجاح كبير"، بحيث أنها تعتبر أن الدولة لا تدع مجالاً للشك في أنها لا تقبل أي قسط من العنف. في حين أن الانتقاد جاء من جمعية المحامين الألمان والاتحاد الألماني للقضاة. فجمعية المحامين اعتبرت أن القانون الجديد ليس إلا "إجراء لسياسة الجريمة الرمزية"، معلنة أنه ليس هناك ضرورة للقانون الجديد، وأن القوانين الموجودة كافية لضمان حماية رجال الشرطة.
في المقابل أعلن وزير العدل الألماني أنه يجب توفير تجهيزات إضافية لرجال الشرطة، موضحاً أنه تم في السنوات الأخيرة "توفير الكثير" لدى الشرطة ومؤسسة العدل، علماً أن عدد رجال الشرطة آخذ في تراجع خلال السنوات الأخيرة.
كونراد ناومي/ م.أ.م
من بصمات الأصابع إلى البيانات الحيوية
قبل 125 عاما بدأ الاعتماد على بصمات الأصابع كوسيلة للإثبات، أما اليوم فأصبح بإمكان رجال الشرطة الاعتماد على كم هائل من المعلومات البيومترية أو الحيوية واستخدامها كأدلة، مثل الحمض النووي والأصوات والبيانات.
صورة من: arfo - Fotolia.com
في عام 1891، قام خوان فوكيتش، وهو باحث بعلم الجريمة أرجنتيني من أصول كرواتية، بإنشاء أول أرشيف بصمات حديث الطراز. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بصمات الأصابع إحدى أهم الأدلة التي استخدمت لتحديد هوية المجرمين. في الصورة يظهر شرطي يقوم بنشر الغبار على قفل شقة تعرضت للسطو وهو ما يجعل بصمات الأصابع تصبح مرئية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يقوم الشرطي بإستخدام شريط لاصق لإلتقاط بصمات الأصابع ومن ثم يلصقها على قطعة ورقية. في السابق، كانت مقارنة بصمات الأصابع أمراً كثير العناء، إذ كان يتوجب على الشرطة مقارنة بصمات الأصابع ،التي يعثرون عليها في مسرح الجريمة، واحدة تلو الأخرى مع بصمات المشتبه بهم المحتملين. أما حالياً، إختصر الكمبيوتر تلك المشقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان إجراء أخذ البصمات في السابق عملاً فوضوياً لما يسببه الحبر من آثار قذرة على الأيدي. وبفضل أجهزة المسح الضوئي أصبحت عملية سهلة وبسيطة وتقوم مباشرة بإرسال البيانات وتحويلها إلى بيانات بيومترية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Endig
يحدد الكمبيوتر النقاط النموذجية بين الخطوط الكثيرة في بصمات الأصابع، من ضمنها التفرعات في الخطوط و موقع مركز البصمة بدقة. لا يمكن أن تتطابق بصمات الأصابع بين شخصين إطلاقاً ويستحيل تطابقها حتى بين التوائم.
صورة من: itestro/Fotolia.com
لا مجال للمراوغة! في نيجيريا يتم استخدام بصمة الماسحات الضوئية في الإنتخابات ليتم التأكد من التصويت لمرة واحدة فقط.
صورة من: APC Presidential Campaign Organisation
هذا هو السؤال الأهم بالنسبة للمسؤولين في أوروبا فيما يخص اللاجئين. إذ يجب أخذ بصمات المهاجرين عند أول عبور بدول الإتحاد الأوروبي. وقد تم تزويد كل مراكز الشرطة بالماسحات الضوئية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
العديد من الأجهزة الذكية الآن مزودة ببرنامج الحماية بالتعرف على البصمة، مثل جهاز آي فون تاتش-ID، حيث يتمكن صاحب الهااتف المحمول فقط من فتح الجهاز باستخدام بصمته. وبهذه التقنية الجديدة تبقى بيانات صاحب الجهاز محمية في حال ضياع الجهاز أو سرقته.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst
في بلدة دوندي الاسكتلندية، يقوم الناس باستخدام القياس الحيوي كالبصمة لسحب المال من آلة الصراف الآلي. خبر"سيء" للصوص!
صورة من: picture-alliance/dpa
منذ عام 2005، تحتوي جوازات السفر الألمانية على بصمة رقمية كجزء من المعلومات البيومترية المحفوظة على رقاقة لتحديد الهوية بموجات الراديو. المعلومات الأخرى على الرقاقة، تشمل صورة وجه بيومترية أيضاً. وشأنها شأن بصمات الأصابع، لا يستحيل تطابقها أيضاً مع بيانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
برنامج يتعرف على الوجوه خلال مقارنة ملامح الوجه وقاعدة البيانات، إذ يتمكن من التعرف على وجه المشتبه به، من ضمن حشد كبير من خلال كاميرا المراقبة. خدمات الإنترنت توفر هذه الميزة ايضا على سبيل التسلية للتعرف على وجوه الأصدقاء والعائلة.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 1984 قام أليك جيفري باكتشاف بصمة الحمض النووي بمحض الصدفة أثناء بحث كان يقوم به بجامعة لستر البريطانية. إذ توصل في بحثه لوجود أجزاء في الحمض النووي تختلف من إنسان لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
قام مكتب التحقيقات الجنائية الألماني بحل أكثر من 18 ألف جريمة باستخدام البصمات الوراثية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أنقذت هذه التقنية حياة الكثيرين. إذ لا يتم استخدامها لتحديد هوية المجرمين فقط، بل تم تبرئة العديد ممن أدينوا بجرائم لم يرتكبوها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تم أول إختبار للحمض النووي في الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في البوسنة والهرسك. إذ تم تحديد هويات الجثث التي استخرجت من المقابر الجماعية بشكل ممنهج، ليتم بعد ذلك دفنهم من قبل ذويهم. أكثر من 6 آلاف جثة تم تحديدها باستخدام بصمة الحمض النووي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Emric
قد تتفاجأ عندما تعلم بوجود بيانات بيومترية في الأصوات والبيانات الرقمية الأخرى. برمجيات تحديد الأصوات بإمكانها على سبيل المثال تحديد صوت الأشخاص الذين يقومون بإجراءات مكالمات تهديد. فالصوت البشري لكل شخص مميز. وعلينا أن لا ننسى أن البيانات التي نتركها على الإنترنت قد تكون بمثابة أثر يسهل تعقبه ويحدد هويتنا.