أخفق نحو نصف المهاجرين في ألمانيا العام الماضي في اختبارات اللغة التي يخضعون لها في نهاية دورات الاندماج، وفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية. انتقادات كثيرة طالت المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بسبب ضعف هذه الدورات.
إعلان
ذكرت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة (22 آذار/ مارس 2019) أن 93500 مهاجرا من إجمالي نحو 202 ألف مشارك في دورات الاندماج لم يتمكنوا من إتمام الدورة بنجاح العام الماضي. واستندت الصحيفة في هذه الأرقام على رد وزارة الداخلية الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وبحسب البيانات، فإن نسبة الرسوب في هذه الدورات بلغت بذلك 45%، مقابل 40% عام 2017، بواقع نحو 116 ألف راسب من إجمالي 292 ألف مشارك في هذه الدورات.
وقد كثّف المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الرقابة على جودة الدورات المقدمة للمهاجرين العام الماضي 2018 عقب الانتقادات الحادة التي وُجهت إليه بسبب ضعف هذه الدورات.
وتتكون هذه الدورات، التي بدأت ألمانيا في تنظيمها منذ عام 2005، من دورة لتعلم اللغة الألمانية و"دورة توجيهية" تدور حول النظام القانوني والمجتمعي في ألمانيا.
وتتضمن دورة تعليم اللغة 600 حصة دراسة تستغرق كل واحدة 45 دقيقة. ومن المفترض أن يصل المشارك في نهاية الدورة إلى مستوى (B1) وفقا للإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتحديد مستويات إجادة اللغات. وعند الوصول إلى هذا المستوى، يمكن لمن يجتازه التعبير عن الأحداث الحياتية والإدلاء بآرائه في عبارات بسيطة وكتابة خطابات شخصية.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، ارتفعت المخصصات المالية المحددة في ميزانية الدولة لدورات الاندماج من 610 ملايين يورو عام 2017 إلى 765 مليون يورو عام 2018، وذلك رغم تراجع عدد المشاركين في هذه الدورات خلال نفس الفترة الزمنية بواقع 90 ألف فرد.
وبحسب البيانات، تولت الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين مراجعة معايير الجودة لدى 1495 مركزا من إجمالي 1704 مراكز تقدم هذه الدورات (87.7%).
وذكر تقرير لصحيفة "فيلت" الألمانية، أن من بين المشاركين لأول مرة في هذه الدورات 39 ألف سوري و15 ألف أفغاني و13 ألف عراقي و12 ألف روماني و9 آلاف تركي و8 آلاف بلغاري.
وكان بين المشاركين في هذه الدورات، ولأول مرة، نحو 45 ألف فرد أُمّي، وتم لذلك إلحاقهم بدورات اندماج مصممة لهم على نحو خاص.
م.ع.ح/د.ص (د ب أ)-مهاجر نيوز
تجربة فريدة..تعليم اللاجئين الألمانية في الشارع
ليس من السهل تعلم لغة جديدة. لمعرفة الصعوبات التي يمر بها اللاجئون انضم فريق من تلفزيون الـ "DW" إلى فصل دراسي مُخَصص لطالبي اللجوء. ويجمع هذا الفصل بين تدريس اللغة نظريا وتطبيقا والإطلاع على جوانب الحياة في ألمانيا.
صورة من: DW/M. Hallam
لعل تعلم لغة جديدة والتمكن من أبجديتها يشكلان تحديات أمام طالبي اللجوء لأن أكثرهم بحاجة للمساعدة وبخاصة في المراحل الأولى من وصولهم إلى ألمانيا. إحدى الوسائل المساعدة المتبعة في إحدى المدارس تتمثل في التوجه إلى الشارع سعياً لتعلم اللغة عن طريق الحديث مع الناس.
صورة من: DW/M. Hallam
تهدف الدورات اللغوية الجديدة التي تقيمها مدرسة "ACB" إلى مساعدة القادمين الجدد على الاندماج بالمجتمع الألماني. تُرسل المدرسة طلابها في مهمات للبحث والاستقصاء في محاولة لدفعهم إلى التواصل مع الغرباء باستخدام اللغة الألمانية. المهمة الأولى: "عليهم أن يذهبوا إلى الأسواق والعثور على هذا الكشك ومعرفة أنواع الخضروات والفواكه التي تُباع في الكشك ".
صورة من: DW/M. Hallam
هل تعرف معنى الأناناس باللغة الألمانية؟ لاعذر لمن يجيدون الفرنسية أو الإيطالية، إذا كانت إجاباتهم خاطئة، إلا أن الطلاب الذين يتحدث أغلبيتهم اللغة العربية سيواجهون صعوبة أكثر. ولحسن الحظ فإن أعضاء فريق تلفزيون الـ "DW" كانوا حريصين على تحفيز المشاركين من خلال تسجيل نقاط إضافية للإجابات الصحيحة.
صورة من: DW/M. Hallam
تم تشجيع الطلاب على ترك هواتفهم ومحاولة سؤال الألمان وطلب مساعدتهم لمعرفة الوجهة المُرادة، وكان العثور على أحد المارة الذي يُتقن اللغتين العربية والألمانية من الأمور التي ساعدتهم إلى حد كبير. بسام (الذي يحمل الورقة بيده) أدلى بدلوه أيضا ونطق بعدة جُمَلٍ لم يُفْهَم معناها.
صورة من: DW/M. Hallam
يعتبر مكان ولادة "لودفيغ فان بيتهوفن"من أشهر الأماكن في مدينة "بون" وهو يقع بالقرب من السوق وسط المدينة، وقد تحول المنزل إلى ما يُشبه المتحف الصغير. رضوان وإبنه علي هما بالأصل من مدينة "حلب" ويعملان على إنجاز مهمتهما. تمكنا من العثور على التاريخ السحري لميلاد "بيتهوفن" وهو عام 1770.
صورة من: DW/M. Hallam
كانت نقاط المكافأة تُمْنَح للمجموعات الأسرع بإنجاز عملية البحث وقد أبقى المتنافسون عيونهم على الساعة لمعرفة زمن البحث. إستغرقت عملية البحث قرابة الساعتين قاموا خلالهما بزيارة أماكن يمكن أن يعاودوا زيارتها ثانية. ومن بين الأمور التي طُلِبَ منهم عملها معرفة وتدوين أوقات دوام مكتب رعاية الأجانب.
صورة من: DW/M. Hallam
"إنطلقوا إلى ساحة "فريدينزبلاتس"، تُشير التعليمات للفريق بأن يتوجه إلى ساحة رئيسية أخرى وسط مدينة "بون". ماهي المحطة الأخيرة للحافلة رقم "608"، ومتى ستصل الحافلة التالية؟ تتوقف الحافلة رقم "608" على مقربة من بناء "باولوس هايم" في مدينة "بون" وقد كان البناء سابقا مخصصاً للمسنين، غير أنه تحول الآن ليصبح مكاناً لإقامة اللاجئين.
صورة من: DW/M. Hallam
المحطة التالية هي مكتبة المدينة،حيث بإمكان الطلاب العثورعلى كتب باللغات العربية والفارسية والكردية كما بإمكانهم الإستفسار عن الإجراءات المطلوبة لإستعارة الكتب. وعند الدخول إلى المكتبة لفت إنتباه مراسلنا وجود مدرس الفصل الذي كان يمضي استراحته مع الطلاب، حيث كان أحد المشاركين يستعرض بفخر صور الفصل الدراسي الذي إلتقطها مؤخراً.
صورة من: DW/M. Hallam
عند إقتراب نهاية المهمة التي كُلِف بها الطلاب طُلِبَ منهم أن يجلسوا في مكان ما لتعبئة البطاقات البريدية. ذهبوا إلى مكتب البريد الرئيسي واشتروا طوابع بريدية وأرسلوا رسائل، وإحتفظوا بإيصالات شراء طوابع البريد. تم حل معضلة وسيلة أخرى من وسائل التواصل، غير أن إختيار الطابع المناسب للوجهة المحددة بقي تحدياً للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
كان هذا الدرس أطول من المعتاد- فبعض الفرق تحتاج إلى وقت أكثر من غيرها، أما من إستطاع أن يُنهي التحدي بوقت أقصر فهناك لعبة تخمين الكلمات بإنتظاره: حيث رسم شكلاً ما على اللوح وطُلبَ منهم كتابة الإسم المناسب لذلك الشكل "طبعاً الكلمات يجب أن تُكتب باللغة الألمانية". أظهرت هذه اللعبة فروقات لابأس بها بين قدرات الطلاب: فبعضهم لم يتمكن من المساهمة والبعض الآخر تمكن من تحديد الصيغة الصحيحة للأسماء.
صورة من: DW/M. Hallam
خصصت "آليف إريسوف رينكي" المُدرِسة في معهد ACB لتعليم اللغة الألمانية جوائز للفرق التي تُسجل أفضل النتائج في المهمة التي تهدف لتقصي الحقائق في وسط مدينة بون وضواحيها. لم يتمكن فريقنا من الحصول على إحدى المراتب الثلاث الأولى ولربما يكون ذلك بسبب المراسل الذي طُلِبَ منه أن يمتنع عن تقديم المساعدة للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
مفاجأة توجت نهاية اليوم: الجائزة من نصيب الطالب رضوان، رضوان هو أكبر المتنافسين سناً وقد تمكن من الفوز بالتحدي. الطالب رضوان كان يبتسم طوال فترة إجراء التمرين. كان الجميع يهتفون "صورة، صورة"، نيابة عن تلفزيون الـ "DW"وبعد أن أنجزنا مهمتنا طلبنا الإذن للمغادرة.