الداخلية الألمانية: نصف مليون طلب لجوء لم يٌبت فيه بعد
٨ أغسطس ٢٠١٦
تجاوز عدد طلبات اللجوء التي لم يٌبت فيها بعد في ألمانيا نصف مليون طلب، فيما بلغ عدد الشكاوى المقدمة ضد السلطات الألمانية لدى المحاكم الإدارية بسبب عدم البت في طلبات اللجوء أكثر من 5000 شكوى.
إعلان
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الاثنين (التاسع من آب/أغسطس) أن عدد طلبات اللجوء التي لم يتم البت فيها بعد تجاوز حاجز النصف مليون طلب. وأوضحت الوزارة أن هذا العدد وصل بحلول نهاية تموز/يوليو الماضي إلى 526 ألف و267 طلبا.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قد أجرى خلال الأشهر الماضية زيادة ملحوظة على أطقم العاملين به لمواجهة الكم الضخم من طلبات اللجوء التي لم يتم البت فيها بعد، لكن هذه الزيادة لم تفلح في إنجاز العمل.
يذكر أن عدد القادمين إلى ألمانيا من طالبي اللجوء تراجع بشكل حاد منذ إغلاق طريق البلقان، وكان عدد القادمين إلى ألمانيا الذين تم تسجيلهم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قد وصل إلى أكثر من 200 ألف شخص، فيما لم يتجاوز هذا العدد نحو 16 ألف شخص خلال كل شهر من الأشهر الماضية من العام الجاري.
ووصل عدد طالبي اللجوء القادمين إلى ألمانيا في تموز/يوليو الماضي إلى 16 ألف و160 شخصا غالبيتهم من سوريا وأفغانستان والعراق. وبلغ إجمالي عدد القادمين إلى ألمانيا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 238 ألف و424 شخصا.
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
5 صورة1 | 5
في سياق متصل، ازداد عدد اللاجئين غير الراضين عن بطء العمل فيما يخص طلبات لجوئهم والبت فيها، لذا تقدم كثيرون بشكاوى للمحكمة. وذكر المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين الاثنين أنه حتى نهاية شهر أيار/ مايو الماضي بلغ عدد الشكاوى المقدمة ضده لدى المحاكم الإدارية على مستوى الولايات الألمانية بسبب عدم البت في طلبات اللجوء نحو 5800 شكوى. وأكد المكتب بذلك أنباء عن هذا الأمر كانت ذكرتها إذاعة "إتش أر-إنفو" الألمانية.
يشار إلى أن عدد هذه الشكاوى بلغ نحو 3200 شكوى في نهاية 2015. وبحسب بيانات المكتب، تم فقط حساب شكاوى طالبي اللجوء التي يجري العمل عليها حاليا. وأوضحت متحدثة باسم المكتب أنه لم يتم رصد الشكاوى ضد المكتب بسبب عدم بدء العمل على الطلبات إحصائيا؛ لأن هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أرقام ملفات من الأساس. يشار إلى أنه يمكن رفع مثل هذه الشكاوى ضد أي هيئة في ألمانيا، إذا لم تبت الهيئة في الطلب المقدم لها في غضون ثلاثة أشهر.