ألمانيا - هل تطيح فضيحة المكتب الإتحادي للهجرة برئيسته؟
٢٤ مايو ٢٠١٨
رغم بعض الإجراءات القاسية ضد فرع مكتب الهجرة واللجوء في ولاية بريمن كرد فعل على فضيحة قرارات منح حق اللجوء رغم عدم توفر شروط منحه، تتعرض رئيسة المكتب الاتحادي يوتا كورت لضغوط متزايدة بينها المطالبة بإقالتها.
إعلان
تتعرض رئيسة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين المعروف اختصارا بـ "بامف" إلى ضغوط متزايدة بينها المطالبة بإقالتها أو دفعها إلى الاستقالة من منصبها وذلك رغم جهودها الكبيرة التي تبذلها من أجل كشف كل جوانب فضيحة فرع المكتب في بريمن، حيث تجري التحقيقات القضائية بشأن الموافقة على طلبات لجوء لآلاف اللاجئين دون توفر الشروط القانونية.
في هذا السياق اعتبرت رئيسة لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني ـ بوندستاغ ـ أندريا ليندهولتس، من الحزب البفاري الاجتماعي المسيحي بزعامة وزير الداخلية هورست زيهوفر، أن مستقبل رئيسة المكتب الاتحادي للهجرة كورت غير مضمون على رأس المكتب الاتحادي. وقالت ليندهولتس "إن الثقة بها باتت ضعيفة جدا". وقالت السياسية المحافظة ليندهولتس ردا على سؤالا لموقع مجلة "فوكوس أونلاين" عما إذا كانت كورت على رأس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يمكن تحمله سياسيا "نحتاج إلى شخص يمكن الثقة به".
يشار إلى أن وزير الداخلية الاتحادي والذي تخضع دائرة اللجوء لأمرته قد كشف عن إجراءات محتملة كرد فعل على فضيحة بريمن بينها إجراءات تنظيمية وأخرى تخص مناصب المسؤولين في المكتب. ومن بين الإجراءات العاجلة التي أعلن عنها الوزير زيهوفر هو منع فرع بريمن لمكتب الهجرة واللجوء من البت في طلبات اللاجئين واتخاذ قرارات بشأنها مؤقتا، على أن تقوم فروع المكتب في الولايات الأخرة بعمل فرع مكتب بريمن على حين. كما قال الوزير زيهوفر إنه سيعلن يوم الثلاثاء المقبل عن حزمة إجراءات إدارية وتغييرات في مناصب المسؤولين في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
ويكمن جوهر فضيحة بريمن في أن فرع الولاية الشمالية "لبامف" قد اصدر في الفترة ما بين 2013 و2016 قرارات موافقة بحق 1200 طلب لجوء دون توفر الشروط القانونية لأصحابها. وكشف التحقيقات التي أجرتها دائرة الادعاء العام الألماني وأعلن عنها وزير الداخلية زيهوفر أن فرع المكتب قام بتلك الخروقات القانونية بتعمد، ما يعني فتح تحقيق واسع حول الموضوع.
من جانبه قال وزير داخلية ولاية ساكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس في حديث مع برنامج صباحي للقناة الثانية للتلفزيون الألماني إن رئيسة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يوتا كورت قد علمت في تقرير داخلي عن تفاصيل الفضيحة في شهر كانون الأول/ ديمسبر 2017 ولم تتخذ أي إجراء بشأن كشف ظروف القضية طوال أربعة أشهر.
وأضاف الوزير المحلي أنه بالإضافة إلى ذلك لم يقم سكرتير الدولة في وزارة الداخلية شتيفان ماير، وهو من الحزب الاجتماعي المسيحي البفاري الذي ينتمي إليه الوزير زيهوفر ورئيسة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، لم يقم بإعلام الوزير بالقضية وتفاصيلها، حيث قام الوزير الاتحادي زيهوفر لاحقا في شهر نيسان/أبريل بزيارة المكتب الاتحادي وثمن عمل المكتب على الانجازات الكبيرة التي حققها في مجال التعامل مع الطلبات الكثيرة للاجئين، دون أن يعلم أي شيء عن فضيحة بريمن. واعتبر بيستوريوس هذه التصرفات غير احترافية وغريبة مشيرا إلى أن عمل المكتب الاتحادي يحتاج إلى جانب إجراءات رادعة بحق المسؤولين، يحتاج أيضا إلى إجراءات تضمن الرقابة النوعية على عمل الموظفين في كل فروع المكتب في الولايات المختلفة وعلى مستوى نوعي واحد من الجودة.
في غضون ذلك عبر الحزب الليبرالي الحر الألماني عن عدم تفهمه لقرار الوزير زيهوفر منع فرع بريمن لمكتب الهجرة واللاجئين البت في طلبات اللاجئين واتخاذ قرارات حاسم بشأنها، مشيرا إلى أن القرار لا يعني شيئا وجاء متأخرا. ويعتقد الحزب الليبرالي أنه كان ينبغي اتخذا هذا القرار قبل عام وليس الآن.
ح.ع.ح/م.س(د.ب.أ، DW)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش