1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا: هل تغير الأحزاب الصغيرة المشهد السياسي بعد الانتخابات؟

كايا أليكسندر شولتس/ هشام الدريوش٢ سبتمبر ٢٠١٣

توجد في ألمانيا العشرات من الأحزاب الصغيرة ذات البرامج الخاصة، غير أن أكثرها لا ينجح في دخول البرلمان، لكن قد يتغير الأمر في الانتخابات القادمة حيث يملك حزبان صغيران فرصة الحصول على مقاعد في البرلمان.

صورة من: picture-alliance/dpa

قررت خمسة أحزاب من بين 18 حزبا مسموح لها بخوض غمار الانتخابات البرلمانية الألمانية عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر تنظيمها في 22 من الشهر سبتمبر / أيلول الجاري، وذلك بسبب حظوظها الضعيفة في الحصول على مقاعد بالبرلمان. فالقانون الانتخابي الألماني يشترط حصول الحزب على خمسة في المائة من الأصوات حتى يدخل البرلمان، وفقط القليل من الأحزاب هي التي تقدر على تحقيق ذلك. وكان حزب اليسار آخر حزب صغير نجح في تخطي هذه العقبة وذلك عام 1998 وقبله بـ 15 عاما تمكن حزب جديد من الوصول إلى البرلمان وهو حزب الخضر.

غير أن شرط الخمسة في المائة ليس هو العائق الوحيد أمام الأحزاب الجديدة لدخول البرلمان، فالمشهد السياسي المستقر نسبيا في ألمانيا يقف أيضا حجر عثرة أمام هذه الأحزاب. وعن ذلك يقول المحلل السياسي كارل رودولف كورته "في ألمانيا توجد الكثير من أحزاب الوسط، لدرجة أنه يصعب التفريق بينها"، بخلاف الدول الأخرى التي توجد فيها أحزاب متباينة ومتنوعة. وإذا كان هذا الأمر يساعد على وجود استقرار سياسي في ألماني، إلا أنه ُيشعر الناخبين بالملل. ويضيف كورته "غير أنه من شأن ذلك أن يخدم مصالح الأحزاب الصغيرة ويجعلها تحظى باهتمام كبير" لأنها مختلفة عن الأحزاب الأخرى.

برند شلومر، رئيس حزب القراصنة خلال حملته الانتخابيةصورة من: picture-alliance/dpa

مرشحان جديدان

ويمكن لمس ذلك لدى حزبين جديدين وهما حزب القراصنة اليساري الليبرالي، وحزب البديل الألماني اليميني والذي نشأ كحركة احتجاجية ضد سياسة إنقاذ اليورو التي تتبعها حكومة ميركل.

تأسس حزب القراصنة عام 2006 وله حاليا نواب في برلمان أربع ولايات، كما يبلغ عدد أعضائه في الوقت الراهن حوالي 31 ألف عضوا. أما حزب البديل الألماني فتأسس رسميا في فبراير/ شباط من هذا العام ولديه 15 ألف عضو من بينهم أعضاء منشقون عن حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيجي والاتحاد الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الليبرالي.

استطلاعات غير دقيقة

حسب استطلاعات الرأي فإن حزبي البديل الألماني وحزب القراصنة يملكان بين اثنين وثلاثة في المائة من الأصوات، وإذا أخذنا بعين الاعتبار هامش الخطأ الإحصائي، فإن كلا الحزبين يملكان حظوظا في الوصول للبرلمان.

كما أن استطلاع آراء الناخبين يتم في الغالب عبر الهواتف الثابثة وبالتالي فإنه لا يشمل الكثير من الناخبين الشباب الذين لا يستخدمون الهواتف الثابتة ويستخدمون فقط الهواتف المحمولة، وهو ما يمكن أن يصب في مصلحة حزب القراصنة. إضافة إلى ذلك قد لا يجرؤ الكثير ممن شملهم الاستطلاع على التعبير علانية عن التعاطف مع حزب البديل الألماني وهو حزب جديد لم يستقر بعد، لكنهم قد يصوتون لصالحه يوم الانتخابات.

المنافسة الانتخابية

غير أن الأحزاب الجديدة تواجه منافسة قوية من الأحزاب التقليدية التي بدأت بشكل مبكر في مراقبتها والتصدي لها، لأن حزبي البديل الألماني والقراصنة إذا نجحوا في الوصول إلى البرلمان فإنهم سيخلطون الأوراق المعتادة في تشكيل الأغلبية وسيقفون حجر عثرة أمام تشكيل مريح للائتلاف الحكومي.

وكانت الأحزاب التقليدية قد شعرت بالخطر عندما أشارت استطلاعات للرأي في ربيع وصيف 2012 إلى ارتفاع نسبة الناخبين الذين يرغبون في التصويت لحزب القراصنة، وهو ما جعل الأحزاب الكبيرة تستعين بخبرائها في الانترنت وتدفعهم للتواصل مع الرأي العام. كما أن حزب البديل الألماني أصبح ينتقد بازدراء حزبي الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي بسبب أزمة اليورو ويعمل جاهدا على إقناع الناخبين بعدم التصويت لهذين الحزبين.

بيرنت لوكه رئيس حزب البديل الألمانيصورة من: Reuters

حزب البرنامج الواحد أم البرامج المتعددة؟

يرفض مؤسس حزب البديل الألماني والناطق الرسمي باسمه بيرنت لوكه حصر برنامج الحزب في أزمة اليورو كما يروج له البعض، لذلك قام بعقد مؤتمر صحفي في برلين هذا الصيف، قدم فيه برنامج حزبه في مجالات: الطاقة والصحة والدفاع. غير أنه لم يكن لذلك صدى كبير لدى وسائل الإعلام لاعتماده على الخطاب الشعبوي كما هو الشأن بالنسبة لموضوع إنقاذ اليورو. ويؤكد لوكه بأن 20 في المائة فقط من المواطنين هم من يعرفون حزبه في الوقت الحالي، لذلك أقدم الحزب على تنظيم حملات انتخابية في الشوارع لمضاعفة شعبيته، لكن الكثير من الخبراء يشككون في فعالية ذلك، سيما وأن الأحزاب اليمينية في ألمانيا تجد دائما صعوبة كبيرة في الوصول إلى البرلمان بخلاف ما عليه الحال في الجارتين فرنسا وهولندا.

تراجع الشعبية

في خريف 2012 تعرض حزب القراصنة لانتكاسة جعلته يخسر الكثير من اصوات الناخبين. فشعبية الحزب تأثرت كثيرا بشخصية رئيسه الجديد الذي ظل يقدم صورة سيئة ومشاكسة عن الحزب أمام الرأي العام، وهو ما أدى إلى فقدان الحزب لنسبة كبيرة من المتعاطفين معه، كما يرى خبير الانترنت ساشا لوبو. وهو ما جعل الكثيرين يشككون في قدرة الحزب على صياغة برنامج حزبي موسع بدل الاقتصار على موضوع الانترنت.

غير أن لوبو يرى في الجدل الذي أثارته فضيحة التنصت الأخيرة في ألمانيا فرصة لحزب القراصنة لبناء الثقة من جديد مع ناخبيه، خاصة في ظل وجود نقاش حول حماية البيانات والحريات الشخصية على الانترنت. لكن من جهته يشكك الخبير السياسي كورته في استفادة حزب القراصنة من هذا النقاش ويقول "الفضيحة جاءت متأخرة بسبب فقدان وسائل الإعلام لاهتمامها بحزب القراصنة"، وإلا فكان الحزب سيكون المرجع في "شرح وتوضيح الموضوع من الناحية التقنية بسبب مهارت أعضائه في قضايا الإنترنت".

وإذا نجح حزبا القراصنة والبديل الألماني في دخول البرلمان فإن عدد أعضائهما قد يصل إلى 40 عضواً وبالتالي فإنهما لن يصبقيا حزبين صغيرين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW