هل تلحق الدول المغاربية بجورجيا ومولدوفا كـ "دول آمنة"؟
٤ سبتمبر ٢٠٢٣
أثار مشروع الحكومة الألمانية تصنيف جورجيا ومولدوفا كـ "دول منشأ آمنة" حفيظة المعارضة والمنظمات الحقوقية، وأعاد المخاوف من جديد على وضع البلدان المغاربية.
إعلان
طالب فريدريش ميرتس، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، بتصنيف دول إضافية كـ"دول آمنة" من أجل تسهيل عمليات الترحيل إليها، وعلى رأس تلك الدول ذكر الدول المغاربية بالاسم.
وقال في تصريح لمجموعة صحف مجموعة فونكه الإعلامية: "مولدوفا وجورجيا وتونس والمغرب والجزائر والهند هي دول منشأ بمعدلات اعتراف ضعيفة من حيث اللجوء. ويجب الاعتراف بهذه الدول كدول منشأ آمنة كاملة، حتى نتمكن من الترحيل الفوري".
وارتفع عدد طلبات اللجوء المقدمة في ألمانيا خلال 2023. ووفقاً لبيانات المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، وصل عدد الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء في النصف الأول من العام الجاري إلى 175 ألف و272 شخصاً، بزيادة بنسبة تقارب 78% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وعلى تلك الأرقام علق ميرتس: "نحن نتعامل مع أزمة لاجئين كبرى، هي الثانية بعد سنوات 2015 /2016". وحمل ميرتس على حزب الخضر، العضو في الائتلاف الحاكم في برلين فقال: "حزب الخضر ينفي وجود هجرة غير قانونية".
وبالفعل يعارض حزب الخضر مسعى تصنيف بعض الدول كـ "دول آمنة"، وخاصة في الجزائر، الذي يرى الرئيس المشارك في الحزب، أوميد نوريبور، أن وضع حقوق الإنسان فيها "إشكالي" للغاية"، بحسب ما نقل عنه موقع "تاغسشاو" الألماني.
وجرت عدة محاولات في الماضي لتصنيف بلدان المغرب العربي كبلدان منشأ آمنة، لكن الخضر أوقفوا مشروع القرار في مجلس الولايات "بوندسرات".
جورجيا ومولدوفا
والمقصود بالأوطان الآمنة هي الدول التي يُفْتَرَض أنه لا يوجد بها في الحالة العادية اضطهاد ولا معاملة غير آدمية ولا معاملة مهينة، ومن ثم فإن الأجنبي المنحدر من هذه الدول والراغب في اللجوء إلى ألمانيا لا يتهدده أي ضرر خطير في بلاده في حال عودته إليها.
ويسري هذا التصنيف في الوقت الراهن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وغانا والسنغال والبوسنة والهرسك وصربيا ومقدونيا الشمالية وألبانيا وكوسوفو ومونتينغرو.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الائتلافية، التي تضم حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، تعتزم إدراج مولودوفا وجورجيا، على الأقل، ضمن قائمة الأوطان الآمنة، وكان مجلس الوزراء الألماني أقر مشروع قانون بهذا الخصوص يوم الأربعاء (30 آب/أغسطس 2023) الماضي.
وحسب وزارة الداخلية الألمانية، وصل عدد طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين من جورجيا إلى 6612 طلباً ومن مواطنين من مولدوفا إلى 1910 طلبات في الفترة بين كانون الثاني/يناير حتى نهاية تموز/يوليو الماضيين.
وذكر مشروع القانون أن غالبية طلبات اللجوء المقدمة من مواطني جورجيا وجمهورية مولدوفا يتم رفضها، وتابعت أن "معدل الاعتراف بالحق في اللجوء من مواطني هاتين الدولتين وصل في العام الماضي وفي النصف الأول من 2023 إلى أقل من 0.1%".
وتحتل جورجيا في الوقت الراهن المركز السادس في قائمة الدول التي ينحدر منها أكبر عدد من طالبي اللجوء لألمانيا، ويسبقها في الترتيب سوريا وأفغانستان وتركيا وإيران والعراق.
انتقادات
ووجه "مهمت دايماغولر"، مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة "معاداة الغجر"، انتقادات صريحة لمشروع القانون. ووفق منظمة "برو أزول"، المدافعة عن اللاجئين، يتعرض أفراد مجموعة الروما العرقية للتمييز في مولدوفا.
وذهبت كلارا بونغر، المتحدثة باسم سياسة اللاجئين في كتلة حزب اليسار في البوندستاغ (البرلمان الألماني)، في نفس الاتجاه فقالت: "جورجيا، على وجه الخصوص، معروفة باضطهاد المثليين. إن تصنيفها كبلد أصلي آمن يرسل إشارة خاطئة إلى الفارين منها".
الجدير بالذكر أن القانون الألماني يسمح بتقديم اعتراض على قرار رفض طلب لجوء مواطني "الدول الآمنة"، بيد أن حكم المحكمة قد يستغرق شهوراً أو حتى سنوات. ويتلقى مقدم الاعتراض في هذه الفترة مساعدات اجتماعية من الدولة الألمانية.
خلافات في أروقة الائتلاف الحاكم
يدفع الحزب الديمقراطي الحر في اتجاه تصنيف المزيد من البلدان كدول "منشأ آمنة"، وكذلك وزيرة الداخلية المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي نانسي فيزر، بيد أن الحزب الثالث الشريك في الائتلاف الحاكم، حزب الخُضر، هو الوحيد من يمانع.
ويرى الرئيس المشارك في الحزب أوميد نوريبور، أن مفهوم البلدان الأصلية الآمنة مفهوم خاطئ: "لا نعتقد أن هذا سيحل أي مشاكل. وفي الوقت نفسه، سيعطي التصنيف حجة مجانية للدول المصنفة، التي ستأتي بعد ذلك وتجادلنا بأن وضع حقوق الإنسان فيها غير إشكالي"، حسب ما نقل عنه موقع "تاغسشاو".
ولكن فيما يخص تصنيف مولدوفا وجورجيا لا يبدو أن الحزب عازم على عرقلة مشروع القرار. وبرر أوميد نوريبور ذلك بأن كلا البلدين في طريقهما إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتحدث عن "التقدم في سيادة القانون".
ولا يزال مشروع القانون الخاص بجورجيا ومولدوفا في حاجة إلى الحصول على موافقة البرلمان ومجلس الولايات.
خالد سلامة
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو