ألمانيا وأمريكا تطالبان إسرائيل بإدخال مساعدات غزة بسرعة
٥ أبريل ٢٠٢٤
طالبت الحكومة الألمانية إسرائيل بسرعة تنفيذ التزامها القاضي بالسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأكدت واشنطن انتظارها "نتائج" هذا الالتزام. فيما أقالت إسرائيل ضابطين بعد مقتل موظفي إغاثة بغارة إسرائيلية.
إعلان
دعت الحكومة الألمانية إسرائيل إلى الإسراع في تنفيذما أعلنت عنه بشأن تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين اليوم الجمعة (الخامس من نيسان / أبريل 2024) إن اعتزام إسرائيل فتح ميناء أشدود وحاجز إيريز الحدودي بشكل مؤقت أمام توصيل المساعدات وكذلك توسيع الممر الأردني لإيصال المساعدات "أمر مهم وصحيح، لكنه بالطبع جاء متأخرا أيضا". وأضاف المتحدث أن الحكومة الألمانية تنتظر الآن أن يتبع إعلانات الحكومة الإسرائيلية أفعال على وجه السرعة. وذكر المتحدث أن "شعب غزة يحتاج إلى كل حزمة مساعدات، ولذلك ننتظر من الحكومة الإسرائيلية أن تنفذ إعلاناتها بسرعة".
من جانبها قالت كريستيانه هوفمان نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن برلين ترحب بإعلان إسرائيل، وأضافت أنه "أمر محوري ومهم بالنسبة لنا أن تتحسن الحالة الإنسانية في غزة وأن يتم قبل كل شيء فتح الطرق أمام السلع الإنسانية والمساعدات الإنسانية".
واستطردت هوفمان أن برلين تفترض أن هناك حاجة إلى إدخال مساعدات تكافئ حمولة ما لا يقل عن 500 شاحنة لضمان تأمين إمدادات الحد الأدنى وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في القطاع، ورأت أن "الأمر المهم والحاسم الآن هو أن يتم فعليا إدخال هذه الكميات المكافئة لحمولة 500 شاحنة على الأقل وأن يتم توسيع نطاق المساعدات بشكل كبير".
يشار إلى أنه بعد التحذير الواضح -من جانب حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية- أعلنت إسرائيل أنها قررت اتخاذ "خطوات فورية" لزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان المدنيين في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل صباح اليوم الجمعة أنها ستسمح "مؤقتا" بإيصال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمهدد بالمجاعة عبر ميناء أشدود ومعبر إيريز وزيادة المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم، غداة تحذير غير مسبوق من شريكها الأمريكي.
ويأتي هذا الإعلان مع تزايد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية. وقررت حكومة الحرب في إسرائيل فتح الميناء والحاجز الحدودي مؤقتا أمام توصيل المساعدات، بحسب ما ذكرت صحيفتا "هآرتس" و"تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيليتان استنادا إلى بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
واشنطن تنتظر "نتائج" بعد التزام إسرائيل بزيادة المساعدات لغزة
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن -اليوم الجمعة في لوفين قرب بروكسل- أن الولايات المتحدة تنتظر "نتائج" بعد التزام إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال بلينكن للصحافيين -بعد اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين خُصص لقضايا التجارة والتكنولوجيا- إن "هذه تطورات إيجابية، لكن الاختبار الحقيقي هو النتائج، وهذا ما نتطلع إلى رؤيته في الأيام والأسابيع المقبلة". وأوضح أن الولايات المتحدة تريد خصوصا ضمان وصول المساعدات الإنسانية "بشكل فعال" إلى من يحتاجون إليها، أي "ما يقرب من 100 بالمائة" من سكان غزة الذين يعانون من نقص الغذاء.
ومن بين الإجراءات -التي أعلنتها إسرائيل- ستراقب واشنطن خصوصا "عدد الشاحنات التي يمكنها الدخول فعليا على أساس مستدام" وتوزيع المساعدات "في كل مكان في غزة، بما في ذلك في شمال" القطاع الفلسطيني، بحسب ما قال بلينكن.
وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس للمرة الأولى إمكانية ربط دعم إسرائيل في الحرب بإجراءات "فورية" و"ملموسة" للاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة. وبعد تصريحات الحكومة الإسرائيلية دعاها البيت الأبيض إلى الوفاء بوعودها من خلال تنفيذها "بشكل سريع وكامل".
الضغوط تتزايد على إسرائيل بسبب الهجوم على قافلة عمال الإغاثة
02:08
وشدد بلينكن على أنه "من المهم أن نرى تحقيقا مستقلا وشاملا ومعلنا بالكامل" في مقتل عمال الإغاثة من منظمة "المطبخ المركزي العالمي" (وورلد سنترال كيتشن). وقال: "نتطلع إلى رؤية محاسبة عامة ونتطلع إلى رؤية مساءلة في أعقابها".
إسرائيل تقيل ضابطين على خلفية مقتل موظفي إغاثة بغارة إسرائيلية
وفي هذا السياق خلص تحقيق إسرائيلي -حول مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع- إلى ارتكاب الجيش أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات مما أدى إلى إقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميا.
وخلص التحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة حماس -التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية- عندما قصفت الطائرة المسيرة السيارات الثلاث التابعة لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية، لكنها انتهكت الإجراءات المتبعة في العمليات.
وقال الجيش في بيان صدر اليوم الجمعة "قصف مركبات الإغاثة خطأ فادح نتج عن فشل كبير بسبب خطأ في تحديد الهوية وأخطاء في اتخاذ القرار وشن هجوم يتعارض مع إجراءات المتبعة في العمليات".
وأضاف أنه أقال رئيس أركان كتيبة برتبة كولونيل وضابطا بكتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ووجه توبيخا رسميا لضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية.
وأثار مقتل سبعة من موظفي الإغاثة، ومن بينهم مواطنون من بريطانيا وأستراليا وبولندا ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية وفلسطيني، غضبا على مستوى العالم هذا الأسبوع.
ع.م/ع.ج/ز.أ.ب (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.