ألمانيا والإنفاق على اللاجئين ـ من المستفيد من الرقم المسرب؟
٢٠ مايو ٢٠١٩
رغم أن الحكومة الألمانية لم تنشر رسميا تقريرها حول الإنفاق على ملف اللاجئين في 2018، فإن سجالا يدور حاليا حول المبلغ الذي تم تسريبه. حزب اليسار المعارض اتهم حكومة ميركل بتقديم أرقام مرتفعة تصب في مصلحة اليمين الشعبوي.
إعلان
ذكرت تقارير إعلامية اليوم الاثنين (20 أيار/ مايو 2019) أن ألمانيا سجلت أعلى إنفاق على اللاجئين وعلى أسباب مكافحة أسباب اللجوء العام الماضي. وحسب تقرير لصحيفة "بيلد" الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار فإن مبلغ الإنفاق في العام الماضي على ملف اللاجئين والهجرة بلغ 23 مليار يورو.
كما نقلت وكالة رويترز عن ما وصفته بـ"وثيقة حكومية" (تقرير أعدته وزارة المالية) أن الزيادة في الإنفاق كانت بمعدل 11 في المائة مقارنة بعام 2017 الذي أنفقت فيه ألمانيا 20.8 مليار يورو.
وأظهرت الوثيقة التي تحمل عنوان "اللاجئون وتكاليف الاندماج" أن الحكومة أنفقت ما وصل في المجمل إلى 7.9 مليار يورو في عام 2018 على إجراءات هدفت لإبقاء طالبي اللجوء والمهاجرين خارج منطقة الاتحاد الأوروبي وتحسين ظروف المعيشة في أوطانهم، أي بزيادة نسبتها 16 في المئة في ذلك العام مقارنة بعام 2017.
وأفادت الوثيقة، التي من المقرر أن تقرها الحكومة الألمانية يوم الأربعاء، بأن الولايات الألمانية وعددها 16، والتي كانت مسؤولة عن تسكين ودمج المهاجرين الذين وصلوا إليها من دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان، تسلمت 7.5 مليار يورو من الحكومة الاتحادية العام الماضي أي بزيادة نسبتها 14 في المئة.
وفي مقال لها حول الرقم المقدم من قبل الحكومة الألمانية بعنوان: 23" مليار يورو للاجئين ـ قصة رقم"، أوضحت القناة الثانية في التلفزة الألمانية (ZDF) بأن المبلغ لم يصب مباشرة في الإنفاق على اللاجئين، بل يمكن أن يكون قد ذهب إلى قنوات أخرى، مثل دعم رياض الأطفال. كما اتهمت القناة في مقالها حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي استغلال هذا الرقم في دعايته ضد اللاجئين.
وكانت أليس فايدل رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب الشعبوي قد علقت على هذا الرقم في تغريدة تقول فيها: "حفلة ترحيب باللاجئين غالية الثمن على حساب المواطنين"، وذلك في إشارة إلى الرقم الذي تم تسريبه من تقرير وزارة المالية الألمانية.
من جانبها، انتقدت غيزينا لوتسش المتحدثة باسم الشؤون المالية في حزب اليسار المعارض الوثيقة المشار إليها وقالت "إن الحكومة غير مستعدة للتمييز بين الإنفاق المباشر وغير المباشر على اللاجئين، ما جعلها تقدم رقما مرتفعا". وأضافت بدورها أن التقرير يصب في مصلحة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
بيد أن أنيته فيدمان - ماوتس مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج قالت لرويترز "محاربة أسباب الهجرة، التي تأخذ قسطا كبيرا من إجمالي الإنفاق، تصب في مصلحتنا بقدر الاستثمار في الاندماج الناجح". وأضافت "أي أحد يرفض الحماية الإنسانية... لا يدرك شيئا على الإطلاق".
أ.ح/ع.خ (رويترز، د ب أ)
جولة مصورة - شوارع ألمانيا تتكلم العربية أيضا
نتيجةً لنمو حجم الجالية العربية في ألمانيا، وخاصةً بعد موجة اللاجئين في عام 2015، ازداد تواجد لغة الضاد في سائر جوانب الحياة الألمانية بشكلٍ ملحوظ. DW عربية تقوم بجولة مصورة تعرض تواجد اللغة العربية في شوارع ألمانيا.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
"أهلا وسهلاً" بك في ألمانيا
اللغة العربية هي اللغة الرابعة الأكثر استخداماً على شبكة الإنترنت والأوسع انتشاراً ونموأ، متفوقةً على الفرنسية والصينية.
وتنتشر المطاعم العربية في أرجاء ألمانيا وخصوصا المطاعم السورية حاليا. وتقدم أصنافاً شهية من الأطباق الشرقية لزبائنها من مختلف الأجناس، الأمر الذي أدى لانتشار أسماء هذه الوجبات باللغة العربية.
صورة من: DW/N. Alojayli
في المطاعم و المحلات
التسوق في المحلات العربية المنتشرة في ألمانيا لم يعد مقصورا على العرب فقط، فهناك الكثير من الألمان، الذين يتسوقون في تلك المحلات أيضا، والتي تبيع مواد غذائية مستوردة من بلاد عربية. ولذلك انتشرت بينهم كلمات مثل "الفلافل والحمص". كما أن كلمة "حلال" أصبحت شائعة جداً بين الألمان.
صورة من: DW/S. Samir
كلمات عربية بذكريات تاريخية
انتشرت في الأعوام الأخيرة بشكل ملفت للانتباه المقاهي العربية في المدن الألمانية، وترى عربا وألمانا وآخرين يجلسون يدخنون الأرجيلة. غير أن تواجد مقاهي عربية في ألمانيا أمر ليس بالجديد والدليل هذا المقهى الشهير في بون، والذي يعود إلى الحقبة التي كانت فيها مدينة بون عاصمة لألمانيا الاتحادية ومقرا للسفارات والقنصليات المختلفة.
صورة من: DW/S. Samir
المنشآت الصحية تقدم خدماتها بالعربي
تضع الكثير من الصيدليات والمشافي في ألمانيا تعليمات باللغة العربية، بهدف جذب وتسهيل الأمر على المقيمين العرب والسائحين أيضاً للخدمات التي تقدمها هذه المرافق. وتنتشر السياحة الطبية العربية في ألمانيا وخصوصا في مدينة بون، حيث يعتبر حي "باد غودسبرغ"، أحد أكبر أحياء بون، "حيا عربيا" في نظر الكثيرين من العرب والألمان على السواء.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محلات ألمانية تعرض منتجاتها بالعربي
التواجد العربي كبير في مدن ألمانيا، فهناك المقيمون العرب والسياح واللاجئون العرب أيضا. وتسعى المحلات الألمانية لجذب الزبائن العرب والتيسير عليهم. ولذلك تجد من بين العمال فيها من يتحدثون العربية. وتجد أيضا كلمات باللغة العربية في كل مكان من أقسام تلك المحلات، كما نرى هنا مثلا في أحد محلات سلسلة "ريفه" الشهيرة.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
منشورات رسمية مترجمة إلى العربية
اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة في الأمم المتحدة. وتنتشر في الدوائر الحكومية والرسمية الألمانية منشورات تحتوي على اللغة العربية أيضا، لتسهيل تعامل العرب في ألمانيا مع موظفي تلك الدوائر. هنا مثلا اللغة العربية تقع مباشرة بعد الألمانية والإنجليزية وقبل اللغات الأخرى.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محطات القطار تتكلم العربية
يتكلم اللغة العربية، كلغة أم، ما يزيد عن 422 مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها أحد أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، وكذلك في ألمانيا. وفي محطات القطارات في ألمانيا يمكنك أيضا الحصول على الصحف الصادرة بالعربية في "أكشاك" بيع الصحف. وقد تجد أحيانا من يتحدث العربية من بين الموظفين بالسكك الحديد من أبناء الجاليات العربية.
صورة من: DW/S. Samir
العربية في أسواق عيد الميلاد
للجالية المغربية حضور مميز في الحياة الألمانية بمختلف جوانبها. كما لها أثرُ مهم في انتشار الثقافة العربية في بلاد المهجر. حيث تنتشر المحلات المغربية، خصوصا محلات المواد الغذائية. ويشارك عربٌ أيضا في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس)، مثل هذا المحل، الذي يبيع منتجات تقليدية مغربية في بون. اعداد: سمر سمير/ نور العجيلي