1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Sarrazin Muslime

٣١ أغسطس ٢٠١٠

هل صحيح أن المسلمين كسالى ويحصلون من الدولة الألمانية على أكثر مما يقدمونه لها، وأن عدد المهاجرين والمسلمين سيصبح أكبر من عدد السكان الألمان، كما يدعي تيلو زاراتسين في كتابه الذي يتضمن أنصاف حقائق تستند إلى مجرد أرقام؟

زاراتسين خلال مناقشة تلفزيونية حول مقولاته المثيرة للجدل وإلى جانبه وزيرة الاندماج في ولاية سكسونيا من أصل تركي أيغول اوتسكانصورة من: picture-alliance/dpa

إحدى الموضوعات التي يطرحها المسؤول البنكي الألماني تيلو زاراتسين في كتابه "ألمانيا تلغي نفسها"، الذي قدّمه أخيرا في برلين وحصد عليه انتقادات جمّة بسبب عنصريته المتوارية في جمله وكلماته المجحفة، تتمثّل في أن المسلمين سيشكلون على المدى الطويل أغلبية سكان ألمانيا بسبب معدّل الولادات العالية بينهم.

تنبؤ غير جاد عن الضمور السكاني

ويستنتج المؤلف من ذلك وجود خطر ضمور بيولوجي ـ ديمغرافي للسكان الأصليين في هذا البلد. عن ذلك كتب في كتابه:

"إذا استمر التحول الديمغرافي الجاري حاليا فإن عدد سكان ألمانيا سيصبح 25 مليون نسمة بعد 100 سنة، وثمانية ملايين نسمة بعد 200 سنة، وثلاثة ملايين نسمة بعد 300 سنة".

غلاف كتاب زاراتسين الصادر حديثا:"ألمانيا تلغي نفسها"

صحيح أن عدد سكان ألمانيا يتراجع منذ عام 2003، وأن المكتب الاتحادي للإحصاء في فيسبادن يتنبأ بأن هذا التراجع سيستمر ويتزايد، لكن تقديرات المكتب تصل إلى عام 2060 فقط. وكل تنبؤ يتجاوز هذه الفترة غير جاد وغير مقنع، إذ أن التطور السكاني مرهون بعوامل سياسية واقتصادية عديدة لا يمكن التنبؤ بها اليوم. واستنادا إلى توقعات عام 2060 يقدّر الخبراء أن يعيش نحو 77 مليون نسمة في ألمانيا.

"المسلمون كسالى وتنقصهم المبادرة"

وعندما يتحدث زاراتسين عن المهاجرين من أصل مسلم فانه غالبا ما يتهمهم بأنهم كسالى وتنقصهم المبادرة الشخصية. ويعتقد أنهم يشكّلون من وجهة نظر اقتصادية عاملا مكلفا جدا على المجتمع. ويقرأ المرء في كتابه:

"لا توجد تحاليل إحصائية ـ تجريبية جادة حول ما إذا كان العاملون الأجانب في ألمانيا يساهمون بشكل ما في الازدهار الحاصل أو أنهم سيساهمون فيه. وفي كل بلد أوروبي يكلّف المهاجرون المسلمون خزينة الدولة بسبب مشاركتهم الضعيفة في العمل وتلقيهم مساعدات اجتماعية كبيرة أكثر مما يقدمونه من قيمة اقتصادية إضافية".

وحسب بيانات اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية DIHK فان نحو 11 في المائة من الشركات والمؤسسات في ألمانيا تدار من أجانب، والاتجاه إلى ازدياد. وعن ذلك قال رئيس الاتحاد لودفيغ غيورغ براون، إنه بالمقارنة مع عددهم بين السكان، يؤسس أشخاص من أصل أجنبي شركات أكثر من الألمان. والجدير بالاهتمام في هذا المجال، كما يضيف براون، أن معدل المهاجرات في ألمانيا الراغبات في تأسيس عمل مستقل بهن يزيد حاليا عن عدد الألمانيات بمقدار 1,5 في المائة. أما اتحاد الشركات الألمانية ـ التركية TDU فيتحدث عن وجود 100 ألف رب عمل تركي الأصل في ألمانيا يؤمّنون نحو 300 ألف وظيفة، على حد قول رئيس الاتحاد حسنو أوزكانلي.

"المهاجر المسلم طفيلي"

رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية براون ومساهمة الألمان الأتراك في الاقتصاد الألمانيصورة من: picture-alliance/ dpa

وفي رأي زاراتسين فان المهاجر ليس مشكلة بحد ذاته، بل المهاجر المسلم في الدرجة الأولى الذي يعتبره "طفيليا" يعيش على حساب الدولة:

" نسبيا إلى عدد السكان العاملين يعيش أربعة أضعاف الأشخاص لدى المهاجرين المسلمين من علاوات البطالة وهارتس 4 (المساعدة الاجتماعية) مما هو الحال لدى السكان الألمان".

هذه الأرقام غير مُثبتة، والوكالة الاتحادية للعمل في نورنبيرغ المسؤولة عن مثل هذه الإحصاءات غير مسموح لها أن تسأل عن دين الشخص بسبب قانون حماية المعلومات الشخصية. من هنا لا توجد أرقام حول اللون الطائفي لمتلقي العلاوات والمساعدات الاجتماعية. وحسب بيانات الوكالة يتلقى 6,7 ملايين شخص في ألمانيا مساعدة اجتماعية تسمى "هارتس 4". وتصل نسبة المهاجرين أو الألمان من أصل أجنبي فيها مع أولادهم إلى 28 في المائة رغم أن نسبتهم إلى مجمل سكان ألمانيا تبلغ 19 في المائة فقط. وهنا أيضا لا يمكن معرفة عدد الناس ذوي الخلفية المسلمة.

زوران أربوتينا/اسكندر الديك

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW