ألمانيا ودول أوروبية تطالب بوقف الهجوم التركي على شمال سوريا
٩ أكتوبر ٢٠١٩
ما أن أعلن الرئيس التركي أردوغان بدء العملية العسكرية في شمال سوريا حتى تواردت ردود الفعل الغربية المستنكرة والمطالبة بوقفها. وزير الخارجية الألماني ماس أدان الهجوم التركي "بشدة" كما طالب رئيس المفوضية الأوربية بوقفه.
إعلان
أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "بشدة" الهجوم التركي في شمال سوريا وطالبها "بإنهاء الهجوم والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بالطرق السلمية". وأضاف ماس في بيان اليوم الأربعاء (التاسع من تشرين أول/أكتوبر 2019) إن تركيا "تخاطر عمدا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وعودة تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) من خلال هجومها على شمال شرق سوريا. وتابع ماس أن الهجوم سيسفر عنه كارثة إنسانية أخرى وموجة نزوح وهروب جديدة.
وإذ شددت ألمانيا على طلبها من تركيا بإلغاء حملتها العسكرية في شمال سوريا، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن السلطات الألمانية على صلة مستمرة مع الجانب الأمريكي وعبرت عن رغبتها في استمرار تواجد القوات الأمريكية في شمال سوريا وتنسيق خطواتها اللاحقة مع الشركاء الآخرين.
من جانبه، طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا بوقف حملتها العسكرية ضد القوات الكردية بشمال سوريا. وقال يونكر في مبنى البرلمان الأوروبي " أطالب تركيا وبقية المعنيين بالتحفظ في التعامل العسكري ووقف الحملة المنطلقة فورا". وتابع يونكر "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة منطقة آمنة، فإن الاتحاد الأوروبي سوف لن يشارك ماليا في ذلك".
بدوره قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا إن باريس ولندن ستدعوان لجلسة بمجلس الأمن لبحث الهجوم التركي على سوريا. فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي كونتي إن العملية التركية في سوريا تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين.
إلى ذلك، أعلن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن الكونغرس سيجعل الرئيس التركي أردوغان "يدفع غاليا جدا" ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا. وكتب السناتور المعروف بدعمه للرئيس دونالد ترامب "لنصلي من أجل حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم بشكل معيب من قبل إدارة ترامب"، مضيفا "سأقوم بكل الجهود في الكونغرس لجعل أردوغان يدفع الثمن غاليا جدا".
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ، رويترز)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش