ألمانيا وروسيا تدعوان إلى موقف موحد إزاء ملف إيران النووي
٥ يونيو ٢٠١٠دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى اتخاذ موقف موحد تجاه الملف النووي الإيراني. وذكرت المستشارة ميركل اليوم السبت (05 يونيو / حزيران) عقب لقائها مع الرئيس ميدفيديف في قصر ميزيبرغ، مقر الضيافة الرسمي للحكومة الألمانية في مدينة براندنبورغ، أن الأجواء تشير إلى أن مجلس الأمن قد يقر عقوبات على إيران في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن المجلس قدم لإيران من قبل العديد من العروض. وأضافت ميركل أنه "قد حان الوقت لفرض عقوبات على طهران، إذا لم يكن هناك تغيير نوعي في موقفها". كما أكدت أن"هذا موقف مشترك"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ذلك سيكون خطوة كبيرة ومهمة.
أما الرئيس الروسي فقد أعرب عن آماله في "عدم الاضطرار إلى فرض عقوبات ضد إيران"، داعيا القيادة الإيرانية إلى الإنصات إلى صوت المجتمع الدولي. وأكد ميدفيديف ضرورة أن تتخذ أي عقوبات محتملة ضد إيران بناء على اتفاق دولي، قائلا: "إما أن نقف جميعا معا أو أن ننجرف في اتجاهات مختلفة، وهذا سيكون خطأ". يشار إلى أن ألمانيا وروسيا تنتميان إلى مجموعة الدول الست الكبرى، التي تجري مفاوضات مع إيران في محاولة لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وفيما تؤكد ميركل منذ أشهر على تشديد العقوبات الدولية بحق إيران، أبدت روسيا فترة طويلة ترددا حيال هذا الأمر إلى أن أعلنت قبل فترة وجيزة استعدادها لفرض عقوبات على إيران رغم مصالحها الاقتصادية معها. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أمس الجمعة أن مشروع العقوبات الجديدة بحق إيران لا يشمل أي عقوبة تضر بالشعب الإيراني. يأتي ذلك في ظل تمسك إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم رغم التهديدات الدولية بتشديد العقوبات عليها.
تعزيز التعاون الأوروبي الروسي
وفي سياق يتصل بزيارة الرئيس الروسي لألمانيا، أعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية أمس الجمعة أن الجانبين سيبحثان اقتراحا تقدمت به ميركل بأن يشارك ممثلون للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، التي تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة، في التحقيق حول العملية العسكرية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية وهو في طريقه إلى قطاع غزة يوم الاثنين الماضي.
وعلى صعيد آخر، دعت ميركل إلى تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في مجال الأمن. وذكرت أنه يمكن من خلال تعزيز التعاون في هذا المجال "إجراء مشاورات بشكل مستمر حول الأزمات المختلفة في العالم"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تلك المحادثات يتعين أن تصعد من مستوى السفراء إلى الوزراء. من جانبه، رحب ميدفيديف بفكرة تعزيز التعاون الأمني بين بلاده والاتحاد الأوروبي ، مشيرا في الوقت نفسه إلى الرغبة في مناقشة مثل هذه القرارات المهمة على مستوى أعلى وقال: "اتفقنا على مواصلة المشاورات حول هذا الموضوع".
هذا، وتهدف الزيارة الرسمية الروسية إلى ألمانيا، والتي بدأت أمس الجمعة وتستغرق يومين، إلى مناقشة القضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة منها الآمال الروسية في إلغاء إسقاط واجب الحصول على تأشيرة للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي والمفروض على المواطنين الروس. ذلك أن روسيا تضع إلغاء تأشيرة دخول مواطنيها للاتحاد الأوروبي علي رأس أولوياتها. غير أن هذا الطلب لم يحظ بالدراسة من جانب كل الدول الأعضاء الأوروبيين، ما يجعل مسألة التأشيرة إحدى نقاط الضغط القليلة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي، وهي احدي أسباب الخلاف مع موسكو. كما تسعى القيادة الروسية إلى تعاون وثيق مع ألمانيا، بغرض تحديث مؤسساتها الاقتصادية. وتتناول المحادثات الألمانية الروسية إمكانية توحيد الإجراءات الدولية بشأن مواجهة الأزمة المالية وذلك قبيل قمة مجموعة العشرين، المزمع عقدها في تورونتو الكندية في 26 و27 من حزيران/ يونيو الجاري.
(ش.ع / د.ب. أ / أ.ف.ب)
مراجعة: هشام العدم