وزير الداخلية الألماني: حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية
٢٥ أغسطس ٢٠١٨
بعد تأكيد المستشارة ميركل على حرية الصحافة، جاء دور وزير داخليتها زيهوفر ليشير إلى أن حرية الصحافة في البلاد جزء من المصلحة الوطنية، وذلك رداً على التصدي المثير للجدل من جانب شرطة سكسونيا لصحفيين خلال مظاهرة لليمينيين.
إعلان
بعد أن أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أهمية حرية الصحافة في نظام ديمقراطي مثل ما هو في بلادها، اعتبر وزير الداخلية في حكومتها وحليف حزبها المحافظ في بافاريا، هورست زيهوفر، أن حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية للبلاد، وذلك عقب التصدي المثير للجدل من جانب شرطة سكسونيا لصحفيين يمارسون عملهم خلال تظاهرة لحركة بيغيدا اليمينية المعادية للأجانب والإسلام في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا.
في المقابل، رفض زيهوفر تقييم الحادث، وقال في برلين السبت (25 آب/ أغسطس 2018) خلال فعاليات "يوم الباب المفتوح" في مقر المؤتمر الصحفي الاتحادي إنه لا يزال في إجازته ولا يريد الحكم على الواقعة من السمع فقط. وذكر زيهوفر، الذي يرأس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أن حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية بصرف النظر عن هذه الواقعة بالتحديد.
وأكد زيهوفر على ضرورة إيضاح ملابسات الواقعة في دريسدن، مضيفاً أنه لا يمكن تحقيق الثقة لدى المواطنين إلا بالمكاشفة في مثل هذه الوقائع. وأوضح أنه بسبب العطلة لا تتوفر لديه حالياً معلومات مباشرة عن تصرف رجال الشرطة في دريسدن، مضيفاً أن هذا ما يجعله يعارض تقييم الواقعة حالياً.
يذكر أن رجلاً كان ضمن مشاركين في مظاهرة لحركة بيغيدا المعادية للأجانب والمسلمين وحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في دريسدن الأسبوع الماضي احتج على تصوير المظاهرة من قبل فريق تلفزيوني تابع للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف). وبعد ذلك أوقفت الشرطة فريق القناة. وبحسب بيانات القناة، قدم أحد المتعاطفين مع حركة بيغيدا بلاغاً ضد الفريق. ولم يتمكن الفريق التلفزيوني من مواصلة عمله إلا بعد 45 دقيقة من توقيفه.
وأثار مقطع فيديو مصور للواقعة جدلاً في ألمانيا حول تقييد شرطة ولاية سكسونيا لحرية الصحافة. وتبين بعد ذلك أن الرجل الذي هاجم فريق "زد دي إف" لفظياً خلال تغطية فعاليات المظاهرة موظف لدى المكتب المحلي للشرطة الجنائية في سكسونيا.
وعقب هذه الواقعة وأخرى مماثلة في مدينة شتوتغارت الألمانية، طالب اتحاد الصحفيين الألمان مؤتمر وزراء الداخلية الألمان على المستوى الاتحادي والولايات بحماية حرية الصحافة. وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، كورنيليا هاس، في بيان اليوم: "بلدنا يحتاج إلى خطة توضح كيف يمكن للدولة، ممثلة في السلطات والهيئات والمراكز الخدمية، أن تطبق بفعالية الحق الأساسي في حرية الصحافة وحمايته".
وذكرت هاس أن الوضع أصبح مأساوياً، وأوضحت: "عندما يكون أحد موظفي المكتب المحلي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا على علم تام بالوسائل التي يمكن أن تدفع وحدة من الشرطة إلى عرقلة فريق تلفزيوني عن أداء عملهم لمدة 45 دقيقة، وعندما يعطل شرطي في شتوتغارت حرية الصحافة لأنه يعطي أولوية لحماية مزعومة لأعضاء حركة الهوية (اليمينية المتطرفة)، فإن هذا يعتبر إنذاراً بشأن التعامل مع حرية الصحافة". وأضافت هاس أنه لا يمكن للساسة الوقوف متفرجين حيال هذا الأمر.
ح.ع.ح/ ي.أ (د.ب.ا)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.